جاستن فيلب موسيس
تشهد البلاد هذا الأيام موجة من الاستقالات في صفوف الجيش الشعبي لا يزال يشكل الجنرال توماس سريلو رمزا لهذا التحرك الانتفاضي في الشكل والمضمون، والذي من بعده، توالت الاستقالات اخيرها مدير القضاء العسكري والذي نعتقد لا يكون اخر استقالة في ظل التدهور المستمر للأوضاع السياسية في البلاد والتي نعتقد خروجه منها، لا يمكن ان يتم وإلا على انقاض النظام الفاسد الجاثم على صدور الشعب بسياساتها العنصرية التي اخرت البلاد كثيرا من مسايرة ركب التقدم.
هذه الاستقالات كحق من الحقوق الأصلية، لا يمكن اعتبارها منحة الرئيس حتى يتصرف فيه كما يحلو له، يقال فيه من يريد اقالته ويعين فيه من يسعي تعينه. هذا تفكير متحجر لسبب بسيطة لان الانسان قبل ان تكون مهني، له كيانه الخاص الذي يتحكم فيها كرامته، ونظرته لمجتمعه التى تحكمها منظومة من القيم والقوانين ومن هنا، تأتي أهمية الاستقالة لأي سبب من الأسباب، انها الحق الذي يصون بها الفرد كرامته، ويرفع بها من مكانة مجتمعه، لذلك في اطار هذا السياق، نرى في اسباب التى صاغته المستقلين، فيه انتصارا لكرامة الشعب لان المؤسسة الذي ينتمون لها في السابق، كان من المفترض ان تكون قومية التوجه، فتحركهم في هذا الاتجاه الرافضة ” لجنقنه الجيش وما يترتب على ذلك من إرتقابه لجرائم ضد الإنسانية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.. المعبرة عن جوهر النظام القبلي الفاسد الذي يتراسه القبلي سلفاكير ميارديت، رئيس الفساد والمفسدين، وقائد عام لميلشيات انتهاكات حقوق الانسان، والجرائم ضد الإنسانية.. بمثابة تحرك النصرة التي طالعت انتظارها، ولكنها جاء في الوقت المناسبة لاسيما والشعب قد عقد العزيمة في مواصلة المقاومة ضد الطاغية سلفاكير ونظامه المستبد.
وما لا شك فيه ان استقالات بهذا قدر من الأهمية في مسيرة بناء دولتنا، كان من الطبيعي ان يستنفر المفسدين من كل هدب وصوب، ليقود حملة شعواء ضد من اقدموا إلى تلك الخطوة الجريئة مغشوشين فيها بانهم وحدهم من يملكون الحقيقة في كذب واضحة المعالم مثلما هو معهودة في مثل تلك ” الكتمات ” الذي غالبا فيه يلجأون إلى توزيع الاتهامات جزافا هنا وهناك كما هو سائر اليوم وعلى امل يشتروا بها مزيدا من الوقت لترتيب أوراق فساد نظامهم التي بعثرتها الاستقالات الاخيرة في محاولة ميؤوسة منها لاسيما والسواد الاعظم منا، على علم بمن هم الفاسدين الحقيقيين والمغضوبين عليهم بسبب نزاهتهم في أداء واجبهم.
لنقول باستقالة الجنرال سريلو ورفاقه، باتت معالم الطريق واضحة، الحقيقة الذي يتوجس منها المرجفون من أعداء الشعب فاسدي النظام الحقيقيين الذين أعمى الفساد بصائرهم، وما صيحاتهم هذه الأيام بعد الخطوة الجريئة هذه من قبل رفاق الشعب المستقلين عن جيشهم القبلي، اصدق الانباء عن النزاهة التي يمكن الشهادة بها في حق المستقلين من الجنرالات حتي الان. ولمن فاته استدراك تلك الحقيقة اوهضمه نتيجة لشيئ في نفسه، عليه ان ينتظر ليري مفعول هذه الاستقالات المدوية المجسد لطريق خلاص شعبي المسحوق “بجنقنه” السلطة القائم على العنصرية.
فمن حيث الغرض العام، هذه الاستقالات وما يليها، قد استوفت غرضها العام كونها توحي لنا ان برغم من فساد النظام القبلي وما يتعلق بها من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان وجرائم الإبادة.. هنالك بعض من ابناء الوطن الغيورين على البلاد وشعبه ومصالحه الحيوية في الحرية والاستقلال التي تبعث بها هذا الأيام ” الجينق كنسل ” ونظامها المتعفنة، كونها سلطت الضؤ حول المسكوت عنها طيلة هذه المدة في محاولة من المستقلين اتاحة الفرصة والعمل من الداخل من اجل وضع البلاد في مساره الصحيح، لكن يبدو باستقالاتهم هذا، باتت المسرح السياسي في البلاد، محيي لجميع الاحتمالات المفتوحة منها والمغلقة وهنا، تكمن بيت القصيدة الحقيقة من توجس المتوجسين من خطوة الاستقالات الفردية والجماعية التى باتت حديث اليوم داخل البلاد وخارجه اذ ان ما احتفالات النازحين واللاجئين والجاليات الجنوبية على امتداد المعمورة ممن ضاقت بهم السبل جراء عنصرية نظام سلفاكير القبلي، خير دليل في ان الخطوات القادمة ما بعد خطوة الاستقالات، ستكون حاسما ولصالح الشعب الذي سحقته نظام الفاسد القبلي ـ سلفاكير ميارديت.
بهذه الاتباعات الإيجابية داخليا وخارجيا حيال استقالات الأخيرة، نرفع قبعاتنا تقديرا لشجاعة الكبير التى تحلى بها المستقلين وعلى درب الخلاص الوطني سائرون حتى نجتث نظام سلفاكير القبلي من جذوره، وينتصر إرادة الشعب على إرادة القبليين.