أديس أبابا – صوت الهامش
وقع طرفي النزاع الرئيسين في جنوب السودان، الرئيس سلفاكير ميارديت ، و زعيم المتمردين الرئيسي رياك مشار، اتفاق سلام أمس الأربعاء ، منهيا رسميا بذلك الحرب الأهلية التي دامت على مدى خمس سنوات، راح ضحيتها عشرات آلاف.
و بموجب هذا الاتفاق، الذي توسطت فيه السودان، ووقع في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، يعود مشار إلى منصبه السابق كنائب للرئيس ، ليدخل حيز التنفيذ بعد أسبوعين من اتفاق السلام، الذي تمت الموافقة عليه رسميا بين الحكومة والجماعات المتمردة.
وعلق رئيس الوزراء الاثيوبي ابي احمد قبل التوقيع قائلا: “ان أعين العالم علينا حيث ان قاده جنوب السودان يلتزمون اليوم بالضغط من أجل المصالحة والسلام الدائم في بلادهم”.
وجدير بالذكر، انه و خلال نصف عقد من القتال و الحرب الأهلية، شرد حوالي ٤ ملايين شخص من جنوب السودان.
وقال المتحدث باسم الحكومة آتين ويك آتين لوكالة انباء اسوشيتد برس:” ان كلا من كير، و مشار، فضلا عن أحزاب المعارضة الأخرى قد وقعوا علي الاتفاق “النهائي””. و أضاف: “ان الاتفاقية مقبولة لجميع الأطراف” مشرا إلى ان كير ومشار اجريا محادثات وديه.
وقد عقدت صفقات السلام السابقة لمده أشهر فقط قبل استئناف القتال، وفي أواخر أغسطس اثير القلق بين أوساط المجتمع الدولي وبين المفاوضين بشأن تجدد الإشتباكات برفضهم التوقيع على إتفاق السلام آنذاك.
وقد قوبل اتفاق اليوم بتفاؤل حذر من جانب ديفيد شيرر -رئيس بعثه الأمم المتحدة في جنوب السودان ، حيث قال: “مع التوقيع علي هذا الاتفاق الذي تم تنشيطه، يجب ان نعترف علنا، بأنه ليس سوي خطوه واحده علي طريق السلام ، ولكنه يشكل الأساس لكل ما يلي”.
مضيفا “إننا نأمل أن تظل المناقشات مفتوحة امام أولئك الذين لم يقتنعوا بعد باستدامة هذا الاتفاق، كما علينا ان نغتنم هذا الزخم الإقليمي الأوسع لضمان السلام لشعب جنوب السودان “.
وقد رددت الدول الراعية للإتفاق والمتمثلة في الولايات المتحدة الأمريكية و المملكة المتحدة و النرويج، ذات المخاوف التي أعلنها شيرر في خطابه
ومن جانبه فقد انحي “كير” باللائمة علي انهيار اتفاقيات السلام السابقة علي النفوذ الأجنبي، بالإضافة إلى محاولات الانقلاب المتكررة.
وقد عقدت الأطراف المتحاربة أسابيع من المحادثات في الخرطوم بحثا عن اتفاق سلام شامل لإنهاء الصراع.
وفي يونيو ، تم التوقيع علي اتفاق اولي لإنهاء القتال، ولكن مشار رفض بعض الاقتراحات مثل وجود ثلاث عواصم مختلفة لتوزيع السلطة.
وقد دخل جنوب السودان في الحرب الأهلية في 2013 ، بعد فتره قصيرة من الاستقلال عن السودان في 2011 ، بعد ان اتهم “كير” كلا من مشار، ثم نائبه التالي، بالتآمر للقيام بانقلاب.
وفي يوليو الماضي, أصدرت الأمم المتحدة حظرا علي الأسلحة، وفرضت عقوبات علي اثنين من المسؤولين العسكريين، في محاولة لإجبار الأطراف المتحاربة علي الطاولة.
وقد اقتلعت الحرب ربع سكان جنوب السودان ال12 مليون، ودمرت القطاع الزراعي في البلاد بشكل شبه كامل، كما أثرت بشكل سلبي و بضرر بليغ على اقتصادها.