الربيع محمد بابكر
مدخل اول
قد يستغرب البعض لماذا ابا لهب والجارية اخترت هذا العنوان لتوضيح بعض الملابسات التدينية التي تفشت وسط المجتمع السودني الذي يغلب عليه تقييم الفرد حسب مظهره الخارجي فعندنا كل من ارتدى الجلابية والعمامة صاحب مكان ومقام في الدنيا والدين في الفكر و الاخلاق وهو المقرب الى الله . ففي جامعة امدرمان الاسلامية مثلا تجد تجليات التدين واقصد بالتدين الدين المنسوخ دون تاصيل او دراية كافية ففي هذه الجامعة يطلق على الطالب ابولهب وعلى الطالبة جارية صدقوني وهذه التسمية مرتبطة بمستوى فكري معين اي غالبا عند اعضاء القوى السياسية لانه وبكل صراحة اذا سالت غالبية الطلاب الذين يدرسون في هذه الجامعة لا يعرفون الدين الا الذي اتوا به من المراحل الاساسية حتى المنهج الديني في الجامعة عبارة عن تكرار لاشياء سبق دراستها في الفصول الدنيا من المرحلة الاساسية على سليل المثال فقه العبادات والذي ينقسم الى قسمين عملي ونظري فالجانب العملي منه كاقامة الصلاة امام المحاضر او الوضوء واحيانا تؤذن مقابل 20درجة حسب ادائك والجانب النظري منه محاضارت عادية . بالاضافة الى انها مادة دراسية تعتمد على التلقين لم تاتي بجديد فكيف لطالب جامعي ان يعلم اشياء درسها في المراحل الاولية كالمحاضرات التي تعلم فيها الطالب كيف يتغوط كيف يتوضأ ….الخ .
اذا عدنا الى السبب الاساسي لتسمية الطالب بابولهب يرجع للمظهر فالجامعة يطلق عليها اسلامية اما طالبها فلا علاقة له بالقيم الدينية التي يدرسها على الاطلاق فما جلس اثنين الا وكان حديثهم عن المراه والجنس والمطالبة بخلط الجامعة وحين يسمع حديث عن العلمانية ترى وجهه وكانه يرى ابولهب شخصيا يتحدث عن الحياة فكل ما عرفناه عن الجامعة انها تلقن الطالب الفكر الوهابي تجعله تائها باقتضاب يناقض نفسه فتوجهات عقله الباطن يعبر عن شيء وعواطفه تعبر عن اشياء اخر.طلاب مكبوتين جنسيا محرومون فكريا .
اما الطالبات فتجدهن مرغمات على ارتداء العبائه الفضفاضة الواسعة التي تعتبرها الجامعة زيا اسلاميا صرف حسب لوائحها فهذه اللوائح القسرية جعلت الطالبة ترتدي العبائة داخل الحرم الجامعي فقط (عند اللزوم)وتخلعها بمجرد مجاوزتها لاسوار الجامعة . فابا لهب ما عاد ابا لهب والجارية ما عادت جارية لان العقل التديني لاتدري بعض بواطن الامور والمسائل الدقيقة التي تخفيها رجالات الدين .جامعتي ام درمان الاسلامية والقران الكريم على وجه الخصوص تعتبران من الجامعات المنفرة للطلاب بلوائحها وموادها الدراسية قد يسال سائل كيف ذلك ؟الاجابة بسيطة جدا انظر الى دليل القبول تفحص بدقة جميع نسب الجامعات التي تقع جغرافيا داخل العاصمة الخرطوم ستجد نسب القبول بجامعتي امدرمان الاسلامية والقران تقل بكثير عن الجامعات الاخرى والسبب عدم توفر دعامتين اساسيتين ترغب الطلاب في الالتحاق بها وهما الاختلاط و المادة الدرسية المعاصرة .
مدخل ثاني
رمضان كريم -لقد هل شهر رمضان الكريم والشعب ما بين جائع ومشر ونازح شهر اتمناه ان تمر بخير على الفقراء والكادحين فما مر رمضان الا وانتهكت فيه النظام كرامة الشعب السوداني المهمش كما اتمناه شهر للتغيير والتحرر من قيود هؤلاء الجبارين .فنحن نمر بوقت عصيب والحياة قد استعصت على الشعب السوداني فالنظام ما ترك بابا للنماة الا و اوصدها بالفساد كما سيطرت على كل ممتلكات الشعب السوداني وانفردت بالدين والسلطة دون اي مشاركة من الشعب وعلينا كامة سودانية ان نتوحد وهي من الضرورة بمكان جليل فالوحد لاتعني ان نجتمع جميعا تحت راية منظمة واحدة ولكن تحت راية الاهداف الاساسية والتي منها اسقاط نظام المؤتمر الوطني .وعلى بعض البسطاء الا يعصروا على انفسهم فليس على المريض حرج اذا اكل وشرب في نهار رماض فالحياة اولى من الصوم كما ان مقصد المحافظة على النفس تاتي قبل المحافظة على الدين.والمسلم كما قيل من سلم المسلمين من لسانه ويده.
مدخل ثالث
تغيرات لبعض الوزراء ووزراء الدولة وولاة الولايات المؤكد .هذه التغييرات لم تاتي فالتغير تغير نظام الحكم وليس الاشخاص الذين يحكمون لان السياسة تقول لا تصلح الامصار بصلاح الحكام ولا بصلاح الامم ولكن تصلح بصلاح الانظمة التي تحكمها .فالقانون هو الذي يضبط ويسير الدولة وينظمها بينما نحن ستون عاما تحت مظلة الدساتير الانتقالية الصورية التي لا تحاسب الا البسطاء . التغيرات التي حدثت هي محاولة للهروب من الواقع كان الاجدر ان تقوم الدولة بتخفيض عدد الوزراء و ازالة ما يسمى بوزير الدولة والوزراء الولائيين . ورغم فشل هذا النظام الا ان الشعب لا زال يرى ان هذه المعاناة هي ابتلاء من الله والله هو الذي ينقذنا فالله هو نفسه الذي قال لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم .
مدخل للخروج
السادس عشر من مايو هو يوم تحدث عنه التاريخ وكتب عنه بما فيه الكفاية فيه تاسس واحدة من حركاة التحرر التي اعتبرها نموزجا يحتذى بها انها الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان بقيادة شهيد الضمير الوطني الدكتور جون قرن دي مبيور ومجموعة من رفاقه الافذاذ. وقد حوربوا تحت راية الجهاد بشعارات مزيفة ومضللة سلبت كمقطوعات من داخل النص الديني. رغم عدم انتمائي لهذه الحركة الا انني افتخر واعتز بها كثيرا لما قدمته من نضالات لاكثر من ثلاثون عاما . فالتحية والتجلة لهم ولانهم شهدوا النضال في ميادين الشرف .وتبقى نضالاتهم ذكرى خالدة للهامش السوداني فداموا ودمنا ودامت نضالاتنا ولا دامت الحكومة الطاغية .
Rabee1211@gmail.com
تعليقان
لك التحية والتقدير والاحترام يا بروف
مقال موضوعي شديد