إزالة الكنائس وإعتقال القساوسة… أسلمة للدولة ام حرب دينية؟
الامين العام للجنة حقوق المواطنة والحقوق الاساسية بالحركة الشعبية[quote] مايحدث للمسيحيين حرب ضدهم وإستهداف لأبناء المنطقتين[/quote]
ميلاد موسي[quote]المسيحيين في السودان يتعرضون لظلم كبير وأحكام القساوسة جائره[/quote]
طالب بكلية اللاهوت[quote] مايحدث في السودان يعتبر حرب واضحة ضد المسيحيين وهذا الامر ليس بجديد[/quote]
ناشط إعلامي[quote]لماذا لم تضيق الحكومة الحريات الدينية علي إثنيات بغينها؟[/quote]
الخرطوم: صوت الهامش
فاجأة السلطات السودانية المجتمع المسيحي في السودان بقرار مباغت قاضي بإزالة ما يقارب عن الـ(27) كنيسة بانحاء متفرقة في العاصمة القومية الخرطوم، مما قبل هذا القرار بالرفض التام من قبل المسيحيين من مختلف طوائفهم المتعدده واعتبر الكثيرون بان هذا القرار ماهو الا تضييق علي النشاط المسيحي في السودان ووضع العراقيل امام الكنائس.
إتهام قساوسة بالتجسس:
قبل أقل من شهر من تاريخ اليوم أصدرت محكمة سودانية في الخرطوم عقوبات متفاوته في حق قساوسة إتهموا بالتجسس ونشر الفتنه ووصلت أحكام تلك التهم أكثر من (24) عاما، الاحكام التي استهدفت القساوسة وجدت رفضا قاطعا من قبل قطاعات عريضة، قالت بان القرار الذي صدر في حق القساوسة قرارا سياسيا في المقام الاول لجهة انه يستهدف اثنية معينه وهم النوبة الذين يتهمهم النظام الحاكم بدعم الحركة الشعبية التي تقاتل في جنوب كردفان/ جبال النوبة والنيل الازرق.
حملات واسعة ضد المسيحيين:
ويري الامين العام للجنة حقوق المواطنة والحقوق الاساسية بالحركة الشعبية لتحرير السودان/ شمال محمد صالح ياسين لـ”صوت الهامش” ان هناك حرب ضد المسيحيين لجهة ان الحملة الاخيرة ضد الكنائس سواء كان قرارات الازالة او اغلاق الكنائس في كل السودان خاصة في العاصمة القومية هي إنتهاكات ضد حقوق الانسان وضد الدستور السوداني الذي يسمح بحرية الاعتقاد والعبادة. ولفت صالح الى ان قررات حملة الازالة مستمرة منذ فترة طويلة بحجج مختلفه ودعم البشير هذا الاتجاه في القضارف في 2010 الذي كان يعتقد بانه بعد إنفصال جنوب السودان لن يكون هناك مسيحيين في السودان وهذا اعتقاد خاطئ لاسيما وان هناك مسيحيين كثر في جميع انحاء السودان وفي العاصمه القومية لكن الحكومة تحلم بمشروع دولة اسلامية خالصة وهذا لايمكن ان يحدث في السودان.
تضييق نشاط المسيحيين:
ويري ياسين في حديثه لـ”صوت الهامش” ان السلطة ضاقت زرعا باي نشاط في السودان وضاقت زرعا بالمسيحيين ولاسيما مطالبهم التي ضاقوا زرعا منها، مبينا ان الحرب في جنوب كردفان والنيل الازرق تسببت في هجرات واسعة كذلك نزوح اعداد كبيره من المسيحين نحو العاصمة القومية لظروف المعيشه وهم في الاصل مسيحيين يحتاجون لدور العبادة لكن نظام الخرطوم يرى ان هذا الامر لا يتماشى مع التوجه العام للجبهة الاسلامية فلجأة لإتخاذ جملة من القررات الجائرة بغرض التضييق علي نشاط المسيحيين في السودان.
حرب دينية على ابناء المنطقتين:
وفي إجابته على سؤال عما اذا كان الهدف من هذا النشاط ضد المسيحيين هو إستهداف لابناء جنوب كردفان والنيل الازرق ام لا؟ أكد “ياسين” بان هذا التوجه صائبا وذلك لوجود عدد كبير من النازحين الفارين من الحروب والذين يحتاجون الى دور عبادة مشيرًا لكن الدولة لن تسمح ببناء كنائس جديدة لجهة انها تستغل في الحرب وتعتقد ان كل المسيحيين هم موالين للحركة الشعبية قطاع الشمال او تابعين للحركات المسلحه لذلك تضع العراقيل امام الكنائس التي تسخدم لاغراض خلاف العبادة على حسب زعمها، وتابع ياسين ان سياسة المؤتمر تهدف الى عرقلة العملية التعليمية لابناء الهامش بغرض تخلفهم وعدم تنميتهم وهذا واضح في قررات ازالة الكنائس.
احكام سياسية:
وإعتبر ياسين في حديثه ان محاكمة القساوسة التي حدثت خواتيم الشهر الماضي بانها أحكام سياسية بامتياز لجهة ان المتهمين إتهموا بتهم مختلفه وهي تهم تلفيقية مبينا ان التشيكي جايسك كان متبرع لاحد ضحايا ستبمبر بمبلغ من المال فاعتبر النظام ان هذا الدعم يذهب للحركات المسلحة وقال “ياسين” بان هذا الحديث ساذج و مضحك ويدعم فرضية ان المحاكمة التي تمت هي محاكمة سياسية بامتياز بجانب انها إستهداف لابناء جنوب كردفان ودارفور باعتبار ان المحكومين هم من تلك المناطق ويتهمون بانهم تابعين للحركة الشعبية او للحركات المسلحه وقال بانه حكم جائر وسياسي بامتياز وأكد بان نفس السبب الذي اخرج كوة بالبراءة من الممكن ان يخرج بقية المتهمين، ولفت ان هناك لجنة من المحامين ستقدم إستئناف كلجنة حقوق ومواطنة وأعلن عن تصعيدهم للقضية دوليا.
حملة تضامن مع مسيحيي السودان:
واعتبرت حملة التضامن مع مسيحيي السودان ان النظام بدأ هجومه علي الكنيسة والمسيحيين وخاصة المسيحيين من جبال النوبة. واشارت الي ان هنالك حملة اضطهاد ممنهج من قبل النظام ضد المسيحيين حيث يتم اعتقال القساوسة ورجال الدين ومحاكمتهم محاكمات جهوية، اثنية، و عنصرية، وهدم كنائسهم، و مصادرة ممتلكاتهم، و قفل المدارس ودور التعليم التابعة للكنيسة.
وطالبت الحملة السلطات السودانية إسقاط كافة التهم الصادرة ضد كل من ( القس بيتر جاسيك، القس حسن كودي، و المهندس عبد المنعم عبدالمولي) والإفراج عنهم حالاً دون قيد أو شرط ،وإلغاء القرار الصادر من مصلحة الأراضي بولاية الخرطوم بازالة 27 كنيسة والتعامل مع الكنيسة بحسب ما نص عليه دستور 2005 السارى.
أسلمة الدولة:
واستبعد محمد صالح امكانية أسلمة الدولة السودانية وقال لايمكن أسلمة دولة بالقوة مشيراً الى ان السودان لم يكن دولة إسلامية بل كانت دولة مسيحية في السابق والمسيحيين لم يكن لديهم مشكلة مع الاديان الاخرى لان الدين يعتبر حرية شخصية وضرب مثالا بان هناك أسر في جبال النوبة بها مسيحيين ومسلمين في ان واحد لذلك فان اسلمة الدولة السودانية بالقوة هذا الأمر لن يتم في ظل الوضع الحالي والانفتاح الخارجي.
توافق الرؤي:
في الاثناء توافقت رؤية محمد صالح مع ميلاد موسي لدي حديثه لـ”صوت الهامش” قائلاً: ان السلطة في السودان لم تمنح المسحيين حقوقهم منذ أنفصال الجنوب وقال ميلاد لايوجد دور للمسيحيين في الاعلام والمؤسسات الحكومية، وأكد بانه لايسمح لهم كمسيحيين ان يعبروا عن رأيهم مستدلاً بان الكنائس في السودان قد تعرضت للمصادرة من قبل السلطة، فضلا عن انه لايوجد تصديق لكنيسة جديدة منذ انفصال جنوب السودان، وأكد ان ما يجري هو إستهداف لابناء جبال النوبة والنيل الازرق لجهة ان هناك قساوسة شرفاء الا انهم يواجهون تضييقا وأحكام جائرة ويتهمون بانهم موالين للحركة الشعبية مما تعرضوا للإعتقال والإهانة وأشارا ان الحكم الذي صدر في حق القساوسة هو حكم ظالم وجائر لجهة انه ليست هناك أدلة واضحه وقال بانهم يطالبون بان تكون هناك منظمات تعطي حق للمسيحين فضلا عن مطالبتهم النظام بان يعترف بهم كمسيحين.
الحرب الواضحه :
ويقول الطالب بكلية اللاهوت، توتو البدوي ان مايحدث في السودان يعتبر حرب واضحة ضد المسيحيين وهذا الامر ليس بجديد لان الانظمة التي تعاقبت على حكم السودان ظلت تتبع نفس النهج الحالي بالرغم من ان السودان في السابق كان دولة مسيحية وليس دولة مسلمة حتى دخول الاسلام في القرن السابع والثامن قبل ان يدخلوا في تكوين التركيبة السكانية في البلاد، وأبان “توتو” ان ما حدث للقساوسة المعتقلين في الخرطوم الذين يقبعون في زنازين النظام حالياً يعتبر إنتهاك صارخ للتعبد والمعتقد في السودان لافتاً الى ان نظام الخرطوم الاَن يستهدف بشكل مباشر ابناء الهامش ذو الخلفيات المسيحيين من مناطق جبال النوبة والنيل الازرق ودارفور، مضيفاً بعد فشل المشروع الحضاري الذي يحاول أسلمة الدولة السودانية ومحو التاريخ قد فشل وحدث العكس وبدأت المسيحية تنتشر بشكل اوسع في الاونة الاخيرة ووصلت الى أقاليم دارفور والوسط والشمال النيلي، ومضي “توتو” بالقول ان النظام الحاكم بعد علمهم بان المسيحية قد إنتشرت بشكل كبير في دارفور عامة ويحاولون التستر بمثل هذه القضايا التي شغلت الراي العام.
عدم السيطرة:
من جانبه أرجع الناشط الإعلامي والأمين العام للكنيسة المعمدانية بالقاهرة، سمعان محجوب، التضييق على الحريات الدينية على إثنيات محددة في الخرطوم الى ان الحكومة السودانية لم تتمكن من السيطرة على أقاليم الهامش بالقوة وبالتالي لجأة إلى تضييق الحريات الدينية عليهم والخناق على مواطني الاقاليم المهمشة في السودان خاصة جنوب كردفان/ جبال النوبة والنيل الازرق ودارفور وظهر ذلك جلياً في القمع الذي يمارسه النظام ضد المسيحيين من تلك الاقاليم دون غيرهم من المسيحيين الموجودين في السودان مثل الاقباط الذين تربطهم علاقات مع النظام في الخرطوم .
وتابع سمعان ان هنالك محاولات من الدولة السودانية لإقناع العالم بان السودان بعد إنفصال الجنوب أصبحت دولة عربية اسلامية خاصة الوطن العربي وليس هنالك اي ديانات اخرى موجودة فيه ومقابل ذلك يتلقون دعومات كبيرة من تلك الدول ومحاولات فرض النظام أسلمة الدولة بالقوة بمثابة إعلان حرب على المسيحيين بطريقة غير مباشرة للقضاء على المسيحية في السودان عبر الممارسات التي يقوم بها النظام الحاكم من أعتقال للقساوسة والمبشرين وسجنهم تحت مواد لا علاقة لها من الصحة.
وطالب سمعان من المجتمع الدولي ان ينتبه للإنتهاكات التي تمارس ضد المسيحيين في السودان والاقليات الموجودة لان من حق اي انسان ان يمارس المعتقد الذي يراه مناسب ونحن نطالب بضرورة (فصل الدين عن الدولة) ونطالب بدولة علمانية دولة مؤسسات يحترم فيها الكل حقوق الاخر بغض النظر عن العرق، الدين، اللغة، ونوه الي ان اذا رجعنا الى تاريخ السودان القديم نجد ان الديانة المسيحية دخلت السودان قبل الديانة الاسلامية ومع ذلك كانوا المسيحيين يحترمون اصحاب معتنقي الديانات الاخرى لكن ما يقوم به نظام الخرطوم هذه الايام من هدم للكنائس وإعتقال للمسيحيين والقساوسة هذا سيؤدي الى مزيد من الصراعات وتمزيق السودان وربما يطالب الاقليات المضطهدة بتقرير مصيرها.