آدم رجال
عقب مجزرة معسكرات النازحين وأحياء مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، برزت إلى السلطح مطالب نشاذ آتية من نفوس مريضة أدمنت القتل والعيش في أجواء الجرائم المحرمة دوليا، من بينها المطالبة بـ «تفيك أو إبعاد معسكرات النازحين عن المدن»، كمحاولة لتحقيق ما فشل فيه المخلوع عمر البشير ونظامه الدموي.
القاص والداني يعلم أن السكان من المنحدرين من أصولية أفريقية في إقليم دارفور الواقع غرب السودان، تعرضوا للإبادة الجماعية وتطهير عرقي والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، بين 2002 إلي 2005، حيث هاجم الجيش السوداني ومليشياته «الجنجويد» القرى، وأثناء ذلك إرتكب تلك الجرائم، وإجبار الملايين من المواطنيين للنزوح إلأى أطراف المدن ولجئ أخرين خارج البلاد للنجاة من هذه الهجمات الوحشية، التي لا تزال مستمرة ضد ما تبقي من قرى، حتي معسكرات النازحين إلي يومنا هذا، وتنفيذ جرائم القتل والاغتصاب والاختطاف والتعذيب والتشريد وإحراق المنازل ونهب الممتلكات…
هذا الواقع المأساوي لا ينكره إلا مجرم، من لدن المتورطين ومناصريهم في إحراق القري وقتل المواطنيين وأبادتهم بمساعدة الدولة، بواسطة الجيش السوداني وملشياته والتشكيلات العسكرية الأخرى، واليوم يطالب المحسوبين للنظام البائد والمليشيات المسلحة، بتفكيك معسكرات النازحين وأبعادها خارج المدن، كخطوة لمحو هذه الجرائم البشعة.
إن المطالبة بتفكيك معسكرات النازحين، في هذا التوقيت، أحد أبرز الأدلة التي تكذب مقولة ما يسمى بالتغيير في السودان، بينما يعتبره ضحايا حرب الإبادة الجماعية خطا أحمرا، وواحدة من معالم وآثار جرائم الابادة الجماعية وجرائم التطهير العرقي وجرائم ضد الإنسانية وجرائم في دارفور.
الأسئلة المؤطرة بالأخلاق القومية التي يجب أن يطرحها كل ذي ضمير حي، أليس من الأجدر أن يطالب هؤلاء الوحوش البشرية بإيقاف استهداف النازحين والنازحات وكافة المدنيين، وتوفير الأمن علي الارض، ونزع سلاح ملشيات الجنجويد بمسمياتها المختلفة، وتسليم مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية وجرائم التطهير العرقي وجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب إلي المحكمة الجنائية الدولية وعلي رأسهم المجرم المخلوع عمر البشير وعبدالرحيم محمد حسين واحمد هرون وكل المطلوبين لدى المحكمة الجنائية الدولية لانصاف الضحايا وذويهم، طرد المستوطنين الجدد من اراضي وحواكير النازحين واللاجئين، التعويضات الفردية والجماعية للنازحين واللاجئين للعودة الي مناطقهم الاصلية، كحسن نية للجنوح نحو السلام الاجماعي؟