لازال مفعول المحكمة الجنائية الدولية يسري في أوردة وشرايين قادة حزب المؤتمر الوطني وقد إمتلكهم الرعب والفزع وظلوا يتحينون كل الفرص المتاحة لاقامة مناسبات مصطنعة مدفوعة الأجر والرشاوي لبث مذيد من الطمأنينة للمطلوبين الفارين أمام العدالة الدولية وهذا ما يشغل بال البشير وأعوانه فقد تركوا البلد غارق في دمائه ومياهه وفقره واصبحوا يركضون خلف الملمات الأفريقية لحشد التأييد الهزيل ، ابتدأ من كيجالي مروراً بكمبالا وانتهاء باديس أبابا العاصمة الأثيوبية التي تحولت لأكبر سوق لرشاوي النظام الإسلامي في الخرطوم مما أفقد القارة السمراء هيبتها وعزريتها ، بل اصبح الإنقاذ أكبر ممؤل للرشاوي السياسية في إفريقيا وإبتزاز قادتها مقابل التضامن مع المجرمين في المحافل الدولية تحت زرائع الكرامة الزائفة والتحدي الافريقى للإرادة الدولية
صار النظام الحاكم معزولاً من العالم الحر و يعيش وحدة إجبارية في الخرطوم وضواحيها ، لذلك نجد أن الجوار الأفريقي المرتشي هو المتنفس الوحيد للبشير وزمرته ، وهو يزور إثيوبيا عدة مرات في العام أكثر من المغتربين الاثيوبيين أنفسهم ، في حالة أشبه كمن يعمل على تأسيس فرع رئاسي بمقر الاتحاد الأفريقي للحكام المطاردين دوليا منً أمثاله ، وما يحير الداني والقاصي هو تشبث الجنرال الهارب بكرسيه الرئاسي لجعله مطية لمواجهة الجنائية وذلك بتسيير كرنفالات مدفوعة الثمن لإخراج الحشود الهتيفة وتغبيش وعي الشعب بتقليد نفسه أوسمة ونياشين بالية ، حتى وصل به الحال في الأمس القريب لتوشيح نفسه برداة اسموها جلباب الكرامة الأفريقية لمنافسة مصارعي الثيران الإسبان في لونه وتفصيله المزركش ، وهنا قد يبرز سؤال آخر هو ماذا يريد البشير من الشعب الاسباني حتى يفسد لهم أفراحهم بانديتهم الرياضية ومصارعيه الأبطال عندما يحاول تلطيخ ملابس نجومهم الرياضيين وتقليد ازيائهم المفضلة ، حقأ إنها الفوضى بعينه عندما يحتجز الثور في بيت الخزف
kortmo@yahoo.com