كتب: قمرالدين محمداسحاق قمر
اولي خطوات النهضة وتقدم الدول والاتحادات هي اعتمادها علي الديمقراطية كنظام للحكم والسياسة، وهذ الميزة لطالما افتقدتها التجارب الأفريقية في عمرها ما بعد الاستعمار، حيث تحول الحكم في معظم البلاد ممن اتو بالديمقراطية عن طريق انقلابات عسكرية الي العسكر، وهم الذين اضروا كثيرا بافريقيا، واستهلكوا من وقتها الكثير.
لدينا كما وافراً من الانظمة الدكتاتورية التي مهدت الي تأخر نهضة ونمو افريقيا علي سبيل المثال لا الحصر نذكر حكومة روبرت موغابي رئيس زيمبابوي الذي سقط بانقلاب عسكري علي حكومته اجبره علي الاستقالة، حكومته دمر الاقتصاد القومي وفي عهده تدني مستوي الحياة في زيمبابوي من ارتفاع معدل الفقر حيث ان اكثر من ثمانية ملايين زيمبابوي يحتاجون الي تقديم العون الإنساني وعاني اطفال زيمبابوي من الامراض، ارتفاع معدل الوفيات وسوء التغذية، تفشي البطالة والامراض كالكوليرا وتدهورت مؤسسات البلاد وطالت المرافق العامة، ولجأ المواطنين الي الخارج حيث اضحي اكثر من ثلث السكان يعيشون خارج البلاد.
بذل نظام موغابي كل مافي وسعه للحفاظ علي كرسي الحكم باعتقال الناشطين وتضيق مساحة الحريات العامة واعتقال وتعذيب المعارضين للنظام حيث تعرض اكثر من ثلاثة الف زيمبابوي علي التعذيب وسجلت اكثر من عشرين الف حالة انتهاك لحقوق الإنسان، وبدلا من حماية الناس شرعت الاجهزة النظامية بحماية النظام وقمع المواطنين.
وايضا تجربة حكومة عمر البشير حاكم السودان حتى اللحظة بمساعدة الحركات الاسلامية والاخوان حول العالم، اضاع للسودان الكثير وما هو الاكثر من ضياع اكثر من ثلث البلاد بسبب سياساتها؟!
السياسات التي ادت الي انفصال الجنوب من اجل البقاء في سدة الحكم، وايضا انهيار اقتصاد البلاد، حيث وصل سعر الدولار الواحد مقابل الجنيه الي اكبر فئه من فئات الجنيه السوداني وهي الخمسين جنيه، وايضا وصل معدل التضخم لما يزيد عن 63%،وانخفض دخل الفرد ليساوي خمس ل ثلاث دولارات في اليوم.
وايضا تدمير القطاعات الانتاجية الكبري كمشروع الجزيرة وتدمير خطوط النقل، من السكة حديد ومواني البحر الأحمر، والنقل الجوي، وبيع معظم اصول هذه المؤسسات الاقتصادية للقطاعات والشركات الخاصة التي تتبع لمنسوبي النظام انفسهم.
نماذج توضح مدي سوء الحكومات العسكرية الدكتاتورية التي استهلكت عمر الشعوب وقادتها نحو الماضي بتدمير بنيتها الاقتصادية من اجل الحفاظ علي كرسي الحكم واستثمار الاموال في الحروب وشراء الذمم بدلا من استثمارها في التنمية والاستقرار.
بدأت بوارق الامل تظهر في الافق بتولي الشباب زمام الامور بتجارب ديمقراطية بعد اسقاط الحكومات العسكرية الدكتاتورية التي استهلكت عمر الشعوب وقادتها نحو الحضيض، هذه التجارب التي لا نرجو منها سوي تأطير مفاهيم الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، الذي نعتبره شرط لتقدم وعمار افريقيا وكل العالم لان بالديمقراطية يستديم التنمية ويتوقف نزيف الموارد في الحروب وضياع الوقت الثمين في حروب لا تفيد ولا تجلب سوي البؤس والحياة الاجتماعية الرديئة لمواطنيها.
تجارب نذكر منها تجربة ابي احمد الشاب الاثيوبي المبادر الذي تولي زمام القيادة من هايلي ديسالين عن طريق الديمقراطية واقدم علي خطوات جريئه افضلها علي الاطلاق الوفاق الذي وصله مع الجاره اريتريا، الخلاف الذي طال امده اكثر من عشرين عام، وعاد الشعب الشقيق الي بعضه في منظر يملأه الجمال والصفاء الانساني عندما نزلت اول طائرة اريتريه في مطار اديس.
والثقة الذي يتحرك بها حكومته ما ينذر بنكروما ومانديلا ونريري جديد للقاره السوداء، وعزز ثقة المواطن الأفريقي في الشباب ومدي قدراته ورؤيته للامور بطريقة مختلفة ومبتكره قادره علي الوصول لحلول ابداعية تسرع من وصول ركب القارة الي النهضة والتقدم.
وايضا لا ننسي تجربة ديمقراطية جديدة للشاب نلسون الذي اتي من شباك الاقتراع بعد انتخابات الرئاسة التي تلت حكومة موغابي الذي دمر زيمبابوي، هذه التجربة، ننتظر منها ان تحمي الديمقراطية وان تحقق النمو الاقتصادي المطلوب؛ الهم الاول لانسان زيمبابوي.
ولكي تنهض أفريقيا لابد من تأسيس حكومات ديمقراطية وتداول الحكم سلماً واعطاء الشباب المتعلم المساحة ليبدع ويتقدم بركب الاوطان الي الامام بعيداً عن الاحزاب التقليدية التي تستهلك عمر الشعوب.