بقلم عثمان نواى
الساعات القادمة ستكون فاصلة فى عمر الثورة السودانية. فاعلان السلطة المدنية الانتقالية التى نادى بها المعتصمون منذ اول يوم السقوط المبدئي للنظام سوف تتحول من مجرد شعار ومطلب الى برنامج عمل وشخصيات حقيقية تمثل هذه السلطة. ان السوال الأكبر الان لدى الكثيرين هو فى ما اذا كان المجلس العسكرى سيقبل بالسلطة المدنية ويتنازل تماما عن موقعه الحالى. توقعات كثيرة تسير فى اتجاه القبول نسبة للضغط الشعبى والدولى. ولكن وان قبل المجلس العسكرى فان القبول الاهم يجب ان يكون من قبل الشعب والشارع المنتفض بكل اطيافه. ومن المهم جدا انه سيتم الإعلان من منصة الاعتصام. مما سيعطى زخما شعبيا وشفافية مطلوبة. وفى ظل الوحدة النسبية الحادثة الان فى مطلب الانتقال الى الحكم المدنى ،فإنه يجب أن تكون هناك درجة عالية من الحساسية فى التمثيل الذى يجب ان يشكل مزيد من التماسك لهذه الوحدة النسبية حتى تتحقق الظروف الموضوعية لاجتماع السودانيين فى مسار التغيير الحقيقى والسلام والعدالة. لا شك ان كثير من القوى الثورية بشكلها التنظيمى خارج عمليات التفاوض التى تمت على تشكيل السلطة المدنية. ولكن المجتمع السودانى بكل تنوعه الاثنى والثقافي والسياسي يجب ان يكون فى قلب التمثيل خاصة وان المطلوب هو كفاءات وليس مجرد اسماء رمزية. وهذا هو التحدى الأكبر الان سوف تكشف عنه الساعات المقبلة. على كل فإن السلطة المدنية اى كان شكلها هى النقلة الأولى نحو انتصار الثورة. وعسى ان يتم التسليم بسلاسة، والا فإن خيارات التصعيد ومواصلة الاحتجاجات سوف تدخل فى مواجهة مباشرة مع المجلس العسكرى. هناك لا شك سوف تكون بعض أشكال المماطلة فى التسليم من قبل المجلس. والسلطة المدنية والقوى الثورية يجب ان تستمر فى الضغط لحين التسليم الكامل. كما ان الشعب السودانى فى حاجة الى ان يتم تمليكه القدرة على الدفاع عن السلطة المدنية التى تمثله. ولذلك فإن نشر كل السير الذاتية للأشخاص المرشحين لهذه السلطة هو امر ضرورى يجب ان يعقب الإعلان الفورى عن اسماءهم. حتى تكون السلطة المدنية تحت حماية حقيقية من الشارع. الساعات المقبلة هى بداية الطريق نحو تثبيت الثورة او بداية مسار جديد لها لإسقاط المجلس العسكرى ان هو رفض التسليم..