«سلسة مفاهيم وخطوات عملية مرجوة نحو مدنية الدولة السودانية[60]»
بقلم/موسى بشرى محمود على-04/04/2020
نواصل فى الجزء السادس البحث المستفيض عن الإجابات للأسئلة المشروعة والمشروع التصحيحى وإعادة الهيكلة المطلوبة فى سودان ما بعد 11 أبريل-2019.
سأتناول سؤال واحد مهم للغاية وهو عبارة عن أشياء مرئية حتى لحظة كتابة المقالة يعلمها القاصى والدانى منا داخل السودان وخارجه ولايحتاج الى عناء تفكير مالم نقصد التغافل بغرض ايهام الأخرين.
-لماذا لا يتم استيعاب أبناء الهامش فى الكلية الحربية السودانية وبقية الكليات الحربية العسكرية فى الداخل وخارج السودان وخاصة المنح العسكرية؟
أشرت الى ذكر بعض الأسباب فى الأجزاء السابقة من السلسلة ولكن لابد من إضافة أسباب أساسية أخرى تكمن وراء وضع أبناء الهامش فى دكة الاحتياطى بدلا” من أن يكونوا لاعبين أساسيين فى الميدان وفق الأتى:
-بالنسبة للطبقة العسكرية العنصرية الحاكمة أصحاب العائلة الواحدة تعتبر مشاركة أبناء الهامش فى الكلية الحربية وبقية الكليات العسكرية ضرب من ضروب الخيال وتجسيدا” للمثل السودانى المحلى:«عضمه حوت لابنبلع لا بموت» وكما هو معلوم فان سمكة الحوت تتميز بعظم كبير ويصعب التغلب عليه أو ابتلاعه لكى يتم هضمه فى الجهاز الهضمى أى بمعنى عصى عن الهضم!
تتخوف قيادة العائلة العسكرية من صعوبة الهضم أى استحالة قبول هؤلاء الفتية من أبناء الهامش حتى لا يشكلوا لهم ربكة فى المشهد القيادى للجيش ويجب أن يتركوا وشأنهم لكى يقرروا هم فى شأن الجيش من دون مشاركة الأخرين ويكون «زيتهم في بيتهم» حسب عقلهم المريض!
حسب مصدر موثوق على معرفة ودراية لا بأس بها بعنصرية العائلة الحاكمة من مطابخ صنع قرارهم فى الألية التي يستخدمونها لاختيار ضباط الكلية الحربية أشار الى اختيار ثلاثة أشخاص فقط مقابل كل إقليم من أقاليم الهامش أى 3 لشرق السودان و3 لإقليم كردفان ذو الثلاث ولايات وكذا للإقليم الأوسط والنيل الأزرق والجزيرة وغيره و 3 أشخاص فقط لإقليم دارفور الذى يحوى 5 ولايات ونصيب الأسد الذى يبلغ أكثر من 99% من اجمالى الكوتة لتلك الأسرة وحاشيتها من الراغبين للانضمام لركب العسكرية ومن غير الراغبين!
حتى هؤلاء الثلاث الذين يقع عليهم الاختيار لايتم اعتمادهم الا بعد الرجوع الى تزكيتهم من رتب عسكرية عليا من لواء وما فوق وتقارير استخباراتية وأمنية وتقارير من منسوبى المؤتمر الوطنى المتنفذين-دائرة الاتصال التنظيمى وأمانة الإحصاء والمعلومات وتقارير الأمن الشعبى بالمناطق التي يقطن بها الطلاب المتقدمين للكلية الحربية وبعد انتفاء كل شروط الولاءات الأخرى كالسياسية والمحاصصة والتزامهم بأدبيات الولاء لآل البيت وطريقة معايناتهم ليست لها علاقة أصلا” بالعسكرية بل هى عبارة عن أسئلة استفزازية استنكارية تم سردها فى الأجزاء 2-5
سؤالى المنطقى للأسرة العنصرية من أعطاكم الحق أن تستأثروا بالحكم وتمنحون من تشاءون من منح!لأهل السودان؟
-هل لديكم قدسية سماوية فى حكمنا لأبد الأبدين؟
-هل يعقل أن يقسم نسب قبول الكلية الحربية السودانية بواقع 3 حالات لكل إقليم ودارفور التى تبلغ مساحتها مساحة فرنسا وبها ثلث مساحة السودان وأكثر من 40% من سكان السودان وخمس ولايات فقط تعطى 3 فرص وكذا الحال بكردفان؟!
-الا تستحى هذه الأسرة الصغيرة؟ وهل الاستحقاقات والمطالب المشروعة تعطى لأصحابها من دون من ولا أذى أم هى صكوك غفران بيد تلك العائلة؟
-أليس من حق كل السودانيين المشاركة فى حكم بلادهم بدون قوانين أسرية أحادية؟
-ألم تكن هذه عنصرية صرفه؟ لماذا لا تكون هناك معايير واضحة وشفافة لمشاركة الجميع؟
-متى يراعى التقسيم الجغرافى والسكانى/الإحصائى فى توزيع فرص التقديم للكلية الحربية؟
-الى متى سنظل تحت تاج الأسرة العنصرية؟ ألم يحن الوقت لتحرير المؤسسة العسكرية من القبضة الأحادية وجعلها سودانية وقومية بامتياز؟
-أما ان للسودانيين التحرر من براثن الظلم والحكم الأسرى والقبلى؟ وهل هناك ظلما” أشد من هذا؟
-ألم تسمع هذه الأسرة قول الله فى الحديث القدسى:«يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا»؟
لقد انقشعت غمامة الطواغيت والجبابرة ويجب أن لاندفن رؤوسنا فى الرمال كما يفعل الأخرون وأن نرفض الظلم الذى حرمه رب العباد حتى على نفسه ونهى عباده من أن يتظالموا فيما بينهم.
التحرر من الظلم هو مطلب كل البشرية فى العالم ولاسيما السودانيين وحان الوقت لتساوى كفة الموازين بدلا” من ترجيحها لأكثر من ست عقود لصالح أسرة واحدة وعلينا مجابهة الظلم بكل الوسائل المتاحة مصداقا” لقول الله:«لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا (148)-النساء–«148»
يقول الزعيم العالمى مارتن لوثر كينج قائد ثورات التحرر:«لا يمكن أن يبقى الناس المقموعون على حالهم إلى الأبد،إذ أن التوق للحرية يتجلى في نهاية المطاف،سيأتى الوقت الذي تكون فيه العدالة واقع لجميع الناس»
«نواصل فى حلقات قادمة»