صحيفة الهامش
النتيجة التي اعلنتها حكومة البشير بخصوص المفترى عليه إستفتاء دارفور(٩٧.٧٪ لصالح تقسيم دارفور ) عبارة عن تحصيل حاصل..
و الغرض الحقيقي لأكذوبة الاستفتاء هو تمييع مطالب أهل دارفور في التوزيع العادل للثروة و السلطة و التنمية المستدامة و إجهاض الاستحقاقات المرتبطة بقضية دارفور و الالتفاف على القرارات الدولية الصادرة بشأن الأزمة في دارفور .
و سنسمع غدا و هم يرددون بالباطل إن من حق سكان اية ولاية تغيير اسم ولايتهم بالتصويت الذي لا يعبر عن ارادة الشعب في ظل حكومة التزوير.. و هذا يعني أن الخطوة القادمة ستكون تغيير اسماء الولايات الحالية بحيث تحذف اسم دارفور تماما من اسماء الولايات الحالية لتكون ولاية جبل مرة و الجنينة و السلطان و بحر العرب الفردوس و تكون دارفور في ذاكرة التاريخ و تُمسح من خارطة السودان و تتلاشى معها بالطبع المطالَب المرتبطة بها، و لا يجرؤ احد بعدئذٍ في المطالبة بحق دارفور أو حقوق أهلها بسبب إستئصال دارفور من خارطة الوطن او قومية يطلق عليها أهل دارفور. و ستختفي معها ايضا الروح الجماعية و الوجدان المشترك لأهل دارفور و تتلاشى المنظمات و التنظيمات و الأجسام التي تحمل اسم دارفور، و تضمر النزعة الوطنية المرتبطة بدارفور و الصوت الجمعي الدار فوري ختفي بين طيّات الظلام او يذهب الى أدراج الرياح .
كذلك تهدف مخططات إستئصال اسم دارفور من خارطة الوطن الى طمس دارفور و إرثها التاريخي و نضالات أهلها و تصبح دارفور مثل مملكة المغرّة ، اذ لا توجد الا في ذاكرة الكتب.
إن منع البشير من طمس دارفور و تاريخها و إستئصال الصوت الجمعي الدارفوري المطالَب بحقوق إنسان دارفور و المتمثّلة في التقسيم العادل للثروة و المشاركة الفاعلة في السلطة و التعليم و التنمية و التعويضات الجماعية و الفردية و المعنوية و إعادة الإعمار و جبر الضرر الناتج عن حروبات النظام عليها و محاكمة مرتكبي جرائم الإبادة و الاغتصابات ، لا يتحقق ذلك الا بوحدة الصف و الكلمة و تجميع الإرادة الكلية لدعم هذه المطالَب المشروعة و رفض كل مشاريع التمزيق الخادمة للنظام و الداعمة لبقائه و اليقين أن ما يرسمه النظام من صور وردية لبعض جهات أو قبائل دارفور كمكاسب إنما هي قنابل موقوتة مطلية بماء الذهب و سرعان ما تنقشع الطلاء و يجد هؤلاء أنفسهم قابضون على أثر الريح
معتصم أحمد صالح