الاستاذ معتصم علي في حوار خاص مع صحيفه صوت الهامش
أجرى الحوار :صلاح ادريس
الأستاذ معتصم من ضمن السودانيين الذين تضّرروا من الحرب الدائرة في دارفور منذ عام 2013 .
ولد سنة 1986 في منطقة يسمي الدبة نايرة بشرق جبل مرة ، تتبع المنطقة الي محلية طويلة ، ودرس معتصم المرحلة الأولية في الدبة نايرة ، وانتقل بعدها الي منطقة تربانة ، ثم الي محلية الملم الريفي الشماليّ لمدينة نيالا ، والديه كانا معلمين في مرحلة الأساس ، وكانا كمعظم الآباء ، حريصين علي تلقي أبنائهم التعليم .
صحيفة صوت الهامش حاورت الأستاذ معتصم من قلب تل ابيب .
الأستاذ معتصم اهلًا وسهلاً بك في ضيافة صحيفة صوت الهامش
في البداية نريد كيف كان خروجك من دارفور ؟
في الحقيقة السبب الأساسي من وراء خروجي من دارفور لم تكن بمحض إرادتي ، بل هنالك أسباب جعلتني أهجر منها ، ومن ضمنها تعرض قريتنا الي هجوم من قبل مليشيات الجنجويد ، وتعرضت القرية للحرق الكامل والتدمير عام 2003 ، واستطعت أن أنجو من ذلك الهجوم بأعجوبة ، حيث وصلت الي نيالا ومنها الي الخرطوم .
اسرتي كلها تشتت ، أمي وأبي نزحا الي منطقة شنغل طوباي القريبة من مدينة الفاشر ، وعندما هدأت الأوضاع نوعاً ما عادا الي قريتنا مرة أخري لإعمارها .
ولاكن بعد عامين من رجوعهم ،تم الهجوم علي القرية مرة أخري ، وتسبب بنزوح جميع الأهالي ومن ضمنهم اسرتي ، حيث نزحوا الي معسكر ابوشوك بالفاشر ، وكنت حينها في الخرطوم .
قلت انك غادرت نيالا الي العاصمة الخرطوم ، ماذا كنت تنوي ان تفعله في الخرطوم ؟ ام ذهابك اليها كنت تنوي الخروج من السودان نهائياً وما الأسباب ؟
في الواقع خروجي من السودان لم أخطط له ، ولاكن اعتقد أنها نفس الأسباب التي جعلتني اترك دارفور والبحث عن الأمن والسلام .
وأثناء إقامتي بالخرطوم التقيت بعدد كبير من الشباب ، الذين فقدوا ذويهم وأسرهم ، وتعرضت قراهم للحرق والتدمير ، وبعدها بدأت أتردد علي الجامعات ومنابر طلاب دارفور ، وشاركت أيضا في الأنشطة السياسية الطلابية تحت لواء حركة تحرير السودان وتجمع روابط طلاب داوفور ، كنّا نقيم منابر للنقاش ، لعكس الأوضاع بدارفور ، وبسبب تلك النشاطات تعرضت للإعتقال عدة مرات ، وفي المرة الاخيرة عندما ساءت الأمور بدأت أفكر في الخروج من السودان بحثاً عن الأمان .
المحرر
تعرضت للإعتقال والتعذيب مثل غيرك من ابناء الهامش ، كنت أيضا هناك تلك الفترة ، ورأيت الكثير مثل تلك الأحداث .
الأستاذ معتصم علي كيف كان خروجك من الخرطوم ، وانت بصدد بدء رحلة البحث عن الأمان ؟
من المهم أن اذكر بأن الوضع كان لا يُطاق ، وخاصة في ظل الملاحقة المستمرة لي ولرفاقي من قبل جهاز أمن النظام ، وبالطبع لا يمكنني المخاطرة بالخروج عبر مطار الخرطوم ، لذلك كان خياري هو سلك طريق الصحراء عبر الولاية الشمالية ، ودخلت مصر في عام 2009 .
المحرر : دعنا نتوقف هنا في مصر قليلاً !
ما الذي حدث في مصر وما السبب الذي جعلك تخرج منها ايضا ، وكنت قد قصدت مصر طالباً اللجؤ والأمان ؟
في الواقع يا اخي كنت مثل غيري من الفارين من جحيم الحرب في السودان ، وايضاً من الملاحقات من قبل الأجهزة الأمنية للنظام ، ودخلت مصر طلباً للجؤ كما قلت ، ولاكن بعد فترة تبين لي أن الأوضاع في مصر أيضا كانت مختلفة .
واعتقد أيضا أن العلاقات الأمنية والدبلوماسية بين مصر والسودان علي توأم ووفاق في تلك الفترة ، وتعرض كثيرين للمضايقات أيضا .
ومعروف في مصر عدد كبير من السودانيين وبالأخص ابناء الهامش ، الذين دخلوا مصر لتقديم اللجؤ لدي المفوضية المعنية بشؤون اللاجئين ، ولاكن بدلا عن ذلك تعرضنا أيضا للملاحقة ، وتم ترحيل بعض الشباب الي السودان ، او يتم تسليمه للاجهزة الأمنية السودانية ، وهنالك من تم إيداعه في السجن لفترات طويلة مع تعرضه للاذي الجسدي والنفسي ، وكان الاستهداف يتم بشكل ممنهج ، يطال كل شخص ينتمي للحركات الثورية في دارفور ، او من مناطق هامش السودان ، دارفور ، جبال النوبة ، والنيل الأزرق .
المحرر : الاستاذ معتصم يؤلمني ما مررت به من أحوال وظروف صعبة في رحلتك للنجاة من الموت والبحث عن حياة أفضل .
دعنا نخطو قليلاً وانت في ضيافة صحيفة صوت الهامش ، اعزائ قراء ومتابعي صوت الهامش ، نحن نجري هذا الحوار من قلب تل أبيب ، في حي نفيه شعنان قهوة ابشورة ، هذا المكان مفعم بالحيوية والنشاط ، رغم المضايقات من قبل أجهزة المدينة إلا أن الجميع هنا تكيف علي الأوضاع .
الأستاذ معتصم لدي إقامتك في مصر ، بالطبع سمعت عن أحداث مصطفي محمود عام 2005 ، ماذا كان رأيك عن تلك الأحداث ؟
في رأي احداث مصطفي محمود كانت تجسيداً واقعيا للتعاون الأمني بين نظام مصر والسودان في تلك الفترة ، وصنفت السلطات في مصر والسودان المعتصمين ليسوا بلاجئين ، بل متمردون يتبعون للحركات المسلحة في دارفور ، وعلي هذا الأساس تم تفريقهم بالقوة المميتة ، ووقعت تلك الأحداث المأساوية ، وبالتالي عندما وصلت الي مصر وجدت الأوضاع خطيرة وبالطبع خفت علي نفسي وكان لابد من مغادرة مصر حفاظاً علي نفسي .
المحرر : هل كنت تنوي الذهاب الي إسرائيل ، لنقل هل كنت مخطط مسبقاً بالذهاب الي إسرائيل ؟
في الحقيقة لم اتخيل بالذهاب الي اسرائيل ، ولم تكن أبدا في الحسبان ، وقتها فكرت السفر الي ليبيا ولاكن كانت الظروف الأمنية أيضا صعبة وليس هنالك اختلاف كثير عن مصر ، وكان رأي أن الدولة العربية أوضاعها شبيه بمصر ، لذلك لم أفكر بالذهاب الي اي منها .
وكان أمامي ليس إلا خيارين ، إما المغامرة عن طريف البحر الي أروبا ، أو الذهاب الي إسرائيل ، والخيار الأخير كان يتسم أيضا بالخطورة وذلك للانطباع العام عن إسرائيل ، ونظرة مجتمعنا لدولة إسرائيل ومعاداتها بسبب ربطها بقضية فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي ، وتكونت لدي إنطباع سلبي عن إسرائيل مثل غيري .
تخيلتها دولة مخيفة وأفعالها بشعة ، لذلك كان خيار الذهاب الي إسرائيل مخيفاً بشدة ، ولاكن ما شجعني وأثلج صدري بعض الشئ أن إسرائيل ليس لديها علاقات مع السودان ، وبالتالي إن وفقت وذهبت الي هناك قد أجد الأمان ، فضلاً عن الحملات التي أقامتها المنظمات والجاليات اليهودية حول العالم ضد الإبادة الجماعية في دارفور ، وفوجئت بها بشدة ، وبينما كنّا نتعرض للقصف والتشريد كانت المنظمات اليهودية تغيث النازحين وتطالب المجتمع الدولي بالتحرك لإنقاذ أولئك البسطاء من أهل الهامش من الإبادة ، في الوقت الذي وقف فيه العالم العربي متفرجاً وداعم لنظام البشير بالمال والسلاح ، تجمعت هذه الأمور لتعطيني إنطباعا جديداً بأن إسرائيل قد يكون المكان الأكثر أمانا بالنسبة لي .
المحرر : اعزائي قراء ومتابعي صوت الهامش إن الذهاب الي إسرائيل ما كانت غاية ولكنها ضرورة إقتضتها .
لنواصل حوارنا مع ضيفنا الكريم معتصم علي
كيف كان خروجك من مصر وهل كانت السلطات المصرية علي علم بذلك ، بمعني معظم السودانيين سلكوا طريق سيناء عن طريق شرم الشيخ وهناك عدة نقاط تفتيش من قبل أجهزة أمن المصرية كيف أنهم سمحوا لكم بالمرور للوصول الي إسرائيل ؟
كنت متأكد من أن حرس الحدود علي علم بوجهتنا ، ومع ذلك سمحوا لنا بالمرور ، ربما كانا ضباط حرس الحدود فاسدون ،لأنهم يتعاملون مع البدو ويأخذون نصيبهم بالمساعدة في عمليات تهريب البشر .
المهم كنا مجموعة عندما وصلنا المنطقة الحدودية بين مصر وإسرائيل حيث تفصلهما طريق مسفلت بدأوا يطلقون النار علينا بشكل عشوائ ، أصيب من أصيب ونجا من نجا لم نتوقف واصلنا الركض الي الجانب الاخر ، لأن المسألة تعلقت بين الحياة او الموت ، أما أن تموت أو يتم القبض عليك وإرجاعك الي السودان ، تمكنا أنا وبضعة أشخاص اخرون من تجاوز الحدود وكان أول من إستقبلنا هو الجيش الإسرائيلي .
لقد عبرتم الحدود وأستقبلهم الجيش الإسرائيل ما الذي حدث بعد ذلك ؟
الشئ الذي كان مُلفت بالنسبة لي شخصياً ، إنهم إستقبلونا وتحدثوا معنا باللغة العربية ، وطلبوا مننا أن نجلس وأحضروا لنا ماء وأكل ، هذا التعامل الانساني من جانبهم جعلني أتيقن وأعرف كم كنا علي ضلال بشأنهم من الناحية الإنسانية والاخلاقية ، بعد ذالك ركبنا معهم علي متن سيارات الجيب العسكرية ،الكاملة العتاد الي مكان لننال قسطاً من الراحة ، وجاؤوا إلينا بأغطية (بطاطين) إذ كنا في فصل الشتاء ، وعند الصباح ذهبنا الي معسكر ساهرو نيم ، حيث هنالك عدد هائل من السودانيين والاريتريين ومن بقية دول أفريقيا تتراوح فترات إقامتهم في المعسكر بين التسعة والثمانية أشهر وبعضهم سنة كاملة .
بعد ثلاث أيام ذهبت الي مدير القسم وهو ضابط في السجون وقلت له بأنني هارب من الابادة في دارفور ومضطهد في وطني وأريد حق اللجوء الانساني في إسرائيل ، رمقني بنظرة إستغراب وقال لي من أين لك هذا الكلام ؟ قلت له أنا أعرف أن أي شخص هارب من دولته بسبب الحرب يحق له أن يطلب اللجوء الي الدولة التي لجأ إليها .
وبعد أربعة أشهر أخرجونى من المعسكر مع تزكرة اوتوبيس بعد أن اوصلوني ببص المعسكر الي بئر شيبا من هناك ركبت بص الي تل أبيب.
المحرر : إذا أنت الآن في تل أبيب وكنت قد طلبت من ضابط المعسكر طلب لجوء كيف صارت الامور بعد ذلك ؟
أول شئ قمت به بعد وصولي الي تل أبيب ذهبت الي مدينة لوط بغرض الحصول علي الفيزا والتقديم لطلب اللجوء ، دخلت المكتب وقلت لهم بأني خرجت تواً من المعسكر وقد أرشدوني بالقدوم إليكم لللتقديم وطلب اللجوء الانساني!
قالوا لي بأنهم لا يستطيعون فعل ذلك الآن ولكننا سنمنحك فيزا عادية ليتسني لك حرية التنقل ، ومواعيد للتقديم بطلب اللجوء الانساني ، منحوني فيزا وورقة أخري عبارة عن مواعيد مدتها سنة كاملة .
وكانت هذه اول مقابلة لي معهم حدث ذلك في شهر سبتمبر 2009 .
عدت إليهم بعد سنة في عام 2010 ولكنهم قاموا بتمديد المواعيد لسنة إضافية حتي عام 2011 ووقتها قد تم تحويل موقع المكتب الي تل أبيب شارع سلمه .
ذهبت اليهم هناك وهي الفترة التي تم فيها إبعاد اخواننا الجنوبيين من إسرائيل وترحيلهم الي جنوب السودان .
طلبت منهم إستمارة تقديم ، رفضوا إعطائ الاستمارة وتعللوا بأن الاستمارة تعطي فقط للجنوبيين المستبعدين ، قلت لهم يحق لي الحصول علي إستمارة تقديم ولن أبارح مكاني ما لم أحصل علي الاستمارة وهكذا دخلت معهم في مناوشات حتي أنهم هددوني بطلب الشرطة ، قلت أطلبوا الشرطة ولقد إنتظرت ما يكفي من الوقت سنتان ونصف السنة.
وأخيراً أعطوني الاستمارة ذهبت وقمت بملئها وأعدتها لهم بعد يوم أو يومان وكان ذلك شهر نوفمبر 2012 .
ومن وقتها لم أسمع عنها شيئاً حتي عام 2014 عندما أخذوا الفيزا وأعطوني أوراق إبعاد الي معسكر خولوت
، هذا المعسكر تم إنشائه بقصد إعادة كل الأفارقة إليها بقصد إبعادهم أو فحص حالاتهم من جديد ، ولكن في حقيقتها هي نوع من الضغوط التي تمارسه إسرائيل لإجبارنا علي الرحيل بعد أن رفضت الاعتراف بنا كلأجئين وأصدرت قانون في هذا الخصوص وسمتها قانون المتسللين او(المتسنمين باللغة العبرية) .
ورفضت المحكمة الإسرائيلية هذا القانون واعتبرتها ضد الانسانية ، وأن معسكر خولوت غير قانوني وقامت بتخفيض المدة التي أقرها الكنيست من عامين الي عام واحد .
حيث مكثت في معسكر خولوت نحو أربعة عشرة شهرا.
قدمت طعن في المحكمة بأنني قمت بالتقديم للجوء منذ أكثر من عامين ونصف العام وكانت النقطة القانونية التي أثرتها ، قصدت منها شيئين أولاً تحديد وضعي وفق طلب اللجوء التي قمت بتقديمها ، بحيث كيف يتم وضعي في معسكر خولوت وأنا قادم من منطقة حرب وطلبت منهم معاملتي علي هذا الأساس ، وكان هذا ليفتح الباب واسعاً إذ أن معظم الذين سجنوا في معسكر خولوت من دارفور ومن مناطق متضررة بشدة .
الشئ الأول الاعتراف بقضيتي وثانياً الاعتراف بكل الدارفوريين
وهذا يعني إقفال معسكر خولوت وهو الامر الذي لن تسمح به الحكومة الإسرائيلية في اعتقادي .
المحرر : منذ عام 2009 وأنت تطالب بحقك في اللجوء لم تيأس وواصلت بنفس طويل في دولة تعتبر حديثة عهد بقضايا اللاجئين
أستاذ معتصم علي اين وصلت بقضيتك مع المحاكم الإسرائيلية ؟
كما قلت تم رفض قضيتي أمام محكمتين في تل أبيب ومحكمة في اورشلاييم وأخري في بئر شيبا مكثت في معسكر خولوت 14 شهرا وبعد سنتين ونصف السنة عدنا من جديد للمحكمة برفقة المحامين وقلنا لهم يحق لنا أن نعرف وضعنا القانوني بشأن قضية اللجوء التي تقدمنا بها ؟
المدعي العام كان إيجابيًا هذه المرة حيث تم إخراجي من معسكر خولوت ووعد بنظر القضية ومناقشتها ، وبعد سنة جاءت النتيجة بمنحي حق اللجوء .
المحرر : قلت أنك قضيت في معسكر خولوت نحو 14 شهرا كيف مرت هذه الفترة وماهي الصعوبات التي واجهتك خلال تلك الفترة ؟
من المهم جداً أن نعرف السبب الأساسي من وراء إقامة معسكر خولوت ؟
هذا المعسكر أقيم لفرض ضغط عالي جداً من الحكومة الإسرائيلية للسودانيين والاريتيرين علي وجه خاص ، لإجبارهم على مغادرة إسرائيل والتعامل فيها يتم علي هذا الأساس لا يوجد خدمات طبية ولا تعليم حتي الاكل ردئ ، مجرد أناس معزولون ، وكأنها حديقة حيوانات يأتي إليها الناس للفرجه تشعر بأنك بلا قيمة، أو هدف وهكذا تم إجبار عدد كبير منا بالمغادرة أما بالنسبة لي أنا معتصم لم يكن لدي بديل رغم رداءة خولوت إلا أنها أفضل من العودة الي الموت أفضل لي بكثير من العودة للسودان .
المحرر : بعد خروجك من خولوت وبعد أربعة سنوات من الكفاح المستمر إستطعت أخيراً الحصول علي الاعتراف بك كلاجئ وتعتبر حالة استثنائية وفريدة من نوعه تحدث ، لأول مرة في إسرائيل ويعترف بها علناً أمام الإعلام .
رغم كل الصعوبات التي واجهتك تكيفت معها بل وحصلت علي منحة دراسية من جامعة تل أبيب أرجوا أن تخبرنا قليلاً عنها لنختتم بها هذا الحوار الاستثنائ ؟
طبعاً الفترة التي قضيتها في خولوت كانت مفيدة بالنسبة لي إستطعت من خلالها أن أستثمر وقتي وأخطط للمستقبل وكانت أمنيتي من البداية أن أدرس القانون ، رغم إنني درست الجيولوجيا في السودان ، وعندما خرجت من سجن خولوت بدأت أسعي وراء هذا الحلم وبالفعل قمت بالتقديم في جامعة تل أبيب لدراسة القانون ووجدت صعوبة في البداية وكانوا مترددين في قبولي وكانوا محقين في تساؤلهم كيف يمكنني دراسة القانون الإسرائيلي وباللغة العبرية ، وقبل ان يتم قبولي طلبوا مني إجراء معاينة حيث أكدت لهم رغبتي الملحة لدراسة القانون ، صحيح قد يواجهني صعوبات ولكنني واثق من تجاوزها وهكذا تم قبولي في الجامعة
المحرر : كلمة أخيرة تقولها لقراء صوت الهامش
الشكر لصحيفة صوت الهامش ، ولعلنا في الحقيقة نحتاج هذا النوع من الاعلام الهادف لعكس الاوضاع هنا في إسرائيل لتغيير الصورة التي ظلوا يخبرون السودانيين عنها .
أريد أن أقول لهم نحن نعيش هنا في إسرائيل منذ ما يقارب سبعة سنين ، صحيح يوجد بعض الناس لا يريدوننا ولكن هذا لا يعني أنهم سيئون ، لقد إستقبلونا في وقت كنا في حاجة ماسه الي المأوي .
والأهم من ذلك يوجد هنا ديمقراطية حقيقية لا يوجد مثلها في دول الاعراب أجمعين نتمتع بحرية لم يسبق لنا أن وجدناه
والشكر موصول لك الأستاذ صلاح إدريس ودمتم بخير.