لندن – صوت الهامش
دعت منظمة أوكسفام الخيرية البريطانية إلى تحرك عاجل للحيلولة دون سقوط ملايين البشر في براثن الجوع بجنوب السودان.
يأتي التحذير بعد أسبوع من تقرير صادر عن نظام الإنذار المبكر بالمجاعات مفاده أن أسرة بين كل خمس أسر في بلدة بيبور يمكن بالفعل تصنيفها بأنها تعاني ويلات الجوع.
وقد استنزفت أربع سنوات من الصراع مخازن الأطعمة وتركتها فارغة، كما أضعفت قدرة المجتمعات عبر البلاد على مواجهة الصدمات.
وقد شهدت بلدة بيبور، الواقعة في ولاية بوما شرقي البلاد، تراجعا في توفّر الغذاء بعد أن قضت الآفات والفيضانات على المحاصيل. كما تعرضت ولاية بوما لهجمات سرقة مواشي متكررة من الولايات المجاورة. ومع دخول موسم الأمطار، يتعين أن يأتي معظم الغذاء الذي يعتمد عليه الناس في بوما من العاصمة جوبا وهو ما يجعل الأمر غير محتمل للكثيرين.
وتعرض جنوب السودان لأزمة غذائية حادة عام 2017 حيث تم إعلان “لير” و”ماينديت” منطقتَي مجاعة. وقد ساعدت جهود إغاثة مكثفة في إنقاذ حياة الكثيرين والحيلولة دون وقوع أزمة أكبر حجما. لكن في ظل ضعف محصول العام الماضي وتأخر موعد الحصاد هذا العام حتى شهر يوليو، فإن جنوب السودان يواجه كارثة أخرى.
وقال القائم بمهام إدارة أوكسفام في جنوب السودان ، نيكولو دي مارزو في بيان اطلعت عليه (صوت الهامش) ، إن “الانتظار لحين الإعلان رسميا عن وقوع مجاعة ليس أمرًا جيدًا بما يكفي. الناس بالفعل يتضورون جوعا وفي حالة من اليأس. وقد قالت سيدة من بيبور إن أسرتها لجأت إلى طهو الحشائش والأعشاب التي تركتهم مرضى – لكن لا خيار أمامهم إذا هم أرادوا البقاء أحياء.”
وأضاف مارزو، “لقد أدت جهود الإغاثة حتى الآن إلى كبح جماع المجاعة، لكن الحاجة في تزايد بمعدلات منذرة على نحو تتجاوز طاقة أوكسفام وغيرها من منظمات الإغاثة. ونحن نرى مؤشرات شبيهة في أنحاد البلاد تثير القلق. إنها ليست مشكلة محصورة في مكان واحد. ثمة حاجة تحرك عاجل لإنقاذ الأرواح في بيبور وعبر جنوب السودان.”
ونشرت منظمة أوكسفام فرق طوارئ لدعم مراكز التغذية في بيبور، لتوفير المياه النظيفة والصابون والعمل عن قرب مع مجتمعات للمساعدة في تجنب انتشار أمراض متعلقة بالمياه مثل الكوليرا والإسهال والتي قد تكون قاتلة في حالة سوء التغذية.
في غضون ذلك، فشلت آخر جولة محادثات سلام في أديس أبابا انعقدت هذا الأسبوع في التوصل لاتفاق لإنهاء أربع سنوات من الحرب الأهلية. إن أي استمرار للصراع إنما يعني إبعاد المزيد من البشر عن أراضيهم وأن مزيدا من البشر لن يكونوا قادرين على كسب العيش، وأن مزيدا من البشر سيجوعون.
يقول دي مارزو “بدون سلام، سيستمر الجوع في جنوب السودان. وإلى جانب الحاجة الماسة إلى تعزيز المساعدات الإنسانية، يجب على المجتمع الإقليمي والدولي أن يدفع صوب تحرك دبلوماسي لإحلال السلام بجنوب السودان.”