لا اريد الخوض في العلاقات السودانية المصرية التي لم ولن تتغير قط ..ويقيني ان هناك عقبات ومطبات لا يمكن تجاوزها.. واصبحت شبه الموروثة بتعاقب الحقب والانظمة..
من الممكن ان تقف مصر في الحياد تجاه الفرقاء السودانيين .. ومن الممكن ان تقود مصر مبادرات لتغيير الصورة النمطية التي مللناها وجعلت من العلاقة بين الشعبين اوهن من خيط العنكبوت.. بمعني انه يمكن لأي حدث فردي عادي ان يعصف بالعلاقة بين الشعبين وكأن كلا الطرفين ينتظر اخطاء الآخر ..واصبحت حالة التشنج والتوتر هي السمة الغالبة بين الشعبين.. ويقيني انها حتي الآن هي علاقة سطحية لأننا لم نوظفها بالشكل المطلوب برغم عمقها الضارب في جزور التاريخ.. وروابط الدم والمصاهرة والتقارب في الثقافة والدين واللغة.. وللإسف توظفها الانظمة حسب متطلباتها وضرورات مصالحها الضيقة..
يقيني اننا نستسلم لنظرية “المؤامرة” البالية.. وفي تقديري هي حجة العاجز..
نحن من يصنع ويدير اي تفاعل وبأيدينا ان نرسم مستقبل مشرق لهذه العلاقة المصيرية بين الشعبين.. وعندما اتحدث عن علاقات السودان بمصر دائما اخرج عن عبائة الشعبين الشقيقين والكلام الرنان والعاطفي الذي لم ولن يخدم في الحقيقة مصلحة البلدين والشعبين.. “الشقيقين”لعقود من الزمان.. واصبحت هذه العبارات مدعاة للتهكم والإزدراء وللأسف نلمسها في الشارع العام واصبحت الانظمة تتحكم في علاقة مصيرية بين الشعبين شئنا ام ابينا.. دعونا ان نتفق اننا في إقليم واحد.. وتحكمنا حدود مشتركة .. حتما علينا ان نعيد النظر بعيدا عن التقلبات السياسية.. ومصالح الانظمة التي لم ولن ترعى مصلحة الشعبين بقدر مصالحها الضيقة المتمثلة في امنها..
تم إعتقال الناشط السياسي قاسم المهداوي بحجة انه ليس لديه إقامة.. المفارقة تعودنا ان تحمينا المنظمات الدولية والاممية في اوطان عشمنا في إنها مأمن نلجأ إليه واقربها إلينا مصر.. بدفء شعبها الكريم ..
لا اقول علي مصر ان تمييز بين سياسي او ناشط اوالمواطن العادي بل عليها ان تنظر للتعامل مع ابناء الشعب السوداني في وطنهم الثاني “إن صحت العبارة” بنظرة فاحصة ترعى مصلحة مصر في المقام الاول وامنها الإستراتيجي الذي يتمثل في الشعب السوداني لا الانظمة وهو خير ظهير إن خلصت النوايا..
اطلقوا سراح قاسم المهداوي الذي يقيم في مصر لما يقارب العقدين من الزمان..
إن لم نلجأ لمصر حين الشدة والمصائب بكل عفوية ونحس بالامان حين نذكر “ادخلوها بسلام آمنين” فأين الخير بين شعبي وادي النيل..؟ خيرا لنا ولمصر ان لا نعيش فيها بالحصانات الدولية والاممية.. لا تهدروا ظنا كله خير بمصر وشعبها.. حين يقيم قاسم المهداوي لما يقارب العقدين بلا إقامة ثم يعتقل لهذا السبب وبلا مبرر بعد كل هذه المدة..
اطلقوا سراح المهداوي في اسرع وقت ممكن بمبادرة مصرية وبلا قيود او تدخل جهات اخرى.. وذلك خيرا لنا ولكم وبلغة يعرفها الشعب المصري الكريم ويقدرها ويخشاها.. “العيب”
خليل محمد سليمان