عدم رغبة أهل دارفور في خيار الإقليم الواحد ” نتيجة الاستفتاء ” يعني عدم رغبتهم في الكيان الواحد بكل ما يترتب عليه كوحدة سياسية وإدارية . بات من حقهم اختيار خيارات أخرى في مقدمتها أسماء ولاياتهم بعد أن أصبح الإقليم نفسه في “خبر كان” وانتهى ارتباط العضوي بينها ..!
الصادق الرزيقي
واقترح الصادق الرزيقي أسماء جديدة لولايات دارفور الخمس كالأتي :
ولاية وسط دارفور , الاسم الجديد , – ولاية جبل مرة
ولاية غرب دارفور الاسم الجديد – ولاية أزوم
ولاية جنوب دارفور الاسم الجديد – ولاية نيالا البحير
ولاية شمال دارفور الاسم الجديد – ولاية الفاشر
ولاية شرق دارفور الاسم الجديد – ولاية بحر العرب ..! انتهي .
كما ظن الكثيرون ظهر في سطور مقال الصادق الرزيقي خيوط المآمرة التي تحاك ضد كيان الإقليم كمنظومة سياسية وثقافية واجتماعية تعايشت عبر القرون . يقول الكاتب ليس هناك ارتباط عضوي بينهم , ويقول ليس لاسم دارفور أي حافز أو عامل من عوامل التقدم أو النهضة أو الوحدة وليس له إلا بعده الماضوي ..! هل الأسماء الجديدة لها عوامل الوحدة والتقدم والنهضة ..؟ حاول الكاتب مستخدماَ كل المعاول لهدم بيت دارفور على رؤوس أصحابه من دون ادني تردد أو تحفظ كما يبدو , ومن ثم تقسيم الركام .
هناك ملاحظة : جميع المسميات الجديدة للولايات خلت من أسماء القبائل والأعراق إلا ولاية واحدة ..! وهي ولاية بحر العرب ..! ولاية قبيلة الصادق الرزيقي ..!, والجدير بالذكر من يسمون أنفسهم ” عرب ” والصح ” أعراب ” بهذه المناسبة وضحنا في مقال سابق إشكالية العرب والأعراب..! . للحقيقة والتاريخ الأعراب هم آخر من قدم إلى ديار دارفور , هنا في دارفور عاشت قبائل شتى وقروناً بين ذلك كثيراً , حكمت هذه الرقعة الجغرافية في فترات متواترة , من داجو إلى تنجر إلى كنجارة فور.. واستقروا حتى حين..! . هل من الأنصاف إبعاد كل قبائل دارفور العريقة وتسمي ارثهم باسم القادم الجديد “أعراب ” ..!؟مالكم كيف تحكمون..! من الكياسة أن تلافي كل القبائل على الأقل تجنباً للوقاحة ..!. من قال أن هناك بحر واسمه بحر العرب ..؟ ليس ببحر لكن نهر موسمي الجريان اسمه نهر لول ” أو جور ..هذا هو الاسم القديم للنهر ” ..
الصادق الرزيقي وأمثاله في منبر الشمال هم سبب في كثير من محن السودانية , لا توجد منظومة سياسية حضارية تسمح
للإعلاميين المتطرفين أن ينشروا أفكار هدامة تعمل على هتك نسيجها القومي وشبكة العلاقات الاجتماعية بهذه الطريقة الفاضحة مهما كان ..! . كان عشم ثوار دارفور في الدوحة وغيرها من المنابر التفاوض في وحدة الإقليم للحيلولة دون تفلت القضية من قبضة أهلها , ولكن حكومة المؤتمر الوطني قضت على إقليم دارفور برمته , كما لو أنها تقول لهم : انتم يا أهل دارفور شعوباً وقبائل لا شيء يربطكم ولا مصالح تجمعكم كنتم على شفا حفرة من النار َفأنقذتكم منها ..
حامد جربو