[quote]
أهالي ريفي الملم في زيارة لابنهم النابغ (مدثرعبدالحكم ) أول شهادة الاساس بولاية شمال دارفور (بمخيم أبو شوك) بنسبة عالية بلغت معدلا قدره (279) من المجموع الكلي (280)
[/quote]
بقلم / مكي إبراهيم مكي
تداعي أعيان وأهالي الملم بمدينة فاشر السلطان، لزيارة أسرة أبنهم مدثرعبدالحكم، النازح بمعسكر أبو شوك الحائز علي المركز الاول علي مستوي إمتحانات مدراس الاساس بولاية شمال دارفور، في مقدمتهم العم عيسي ضوالبيت، الدكتور احمد ابو القاسم عميد شئون الطلاب بجامعة الفاشر، الدكتور أحمد فضل أدم ، والاستاذ عيسي أبراهيم المدير الاسبق لمدرسة الفاشر الثانوية وأحد أبرز المعلمين بدارفور، بمعية نفر كريم من أبناء المنطقة قاطني مدينة الفاشر، لتقديم وأجب التهنئة لتفوق أبنهم بحصوله علي المرتبة الاولي علي مستوي مدارس ولاية شمال دارفور .
الملم كيلا تلك المدينة التاريخية العريقة الرابضة علي سفوح السلاسل الشرقية لجبل مرة، وتعانقها من كل جانب ويحوطها إحاطة الأم الرؤوم . مدينة تعرف أصلها وبها عبق التاريخ، شاهدة على أحداث تاريخية عظيمة شهدتها دارفور والسودان، وسطرها التاريخ بأحرف نورعلي صفحاتها الخالدة، وشهدت أحدي ضواحيها قرية (الشاوية) الواقعة في الناحية الجنوبية الغربية للملم ميلاد أعظم سلطان مر علي تاريخ سلطنات دارفور و السودان ، السلطان علي دينار. و قد عمد السلطان الي جعلها مساحة قومية بحسبان أن (الملم كيلا) هي العاصمة الثانية للسلطنة ، وكان السلطان علي دينار يقضي فترة الصيف في قصره المسمي (بقصر القمير) الماثل حتي اليوم علي سفح جبل طاورو علي بعد خمسة كيلومترات من الملم .
ليس جديدا على الملم التي قدمت للعالم السلطان علي دينار، والكثيرين من الافذاذ والنوابغ والمبدعين في شتي مجالات الحياة الذين سطروا أسمائهم علي خارطة تاريخ السودان، أن تبدع رغم الجراح والأحزان، وها هي تقدم لدارفور، والسودان أبنها النابغة مدثرالمولود لابوين وهما (عبد الحكم علي الطاهر ووالدته الميرم رقية أدم عيسي) بحي الفكي الميرغني الواقعة في الناحية الشمالية للملم ، ويعد مدثر أحد المئات من أطفال الملم الذين أرغمتهم ظروف الحرب لترك ديارهم في بداية الصراعات التي شهدتها دارفور والنزوح شمالا حيث استقر بهم المقام وأحتضنتهم معسكرات أبوشوك غربي الفاشر.
رغم ما تعرضت له شرائح واسعة من شعبنا خلال السنوات الماضية من التهجير والنزوح عن مدنهم ومناطقهم ولا سيما عن مدينة الملم ، ومناطق أخري من قري ومدن دارفور بسبب أثار الحرب المفروضة عليهم من قبل مليشيات الحكومة المتفلتة على هذه المناطق، واضطرار أبناءها للنزوح عنها تحت مختلف أنواع التهديدات متوجهين إلى معسكرات النزوح القسري في اطراف مدن دارفور مثل معسكرات مرشنج، عطاش و كلما بجنوب دارفور، ومعسكرات زمزم ، ابو شوك بشمال دارفور، ومناطق أخرى آمنة بحثا عن الامن والامان وسبل الحياة الكريمة .
ورغم المعاناة من اثار هذا النزوح على مختلف الأصعدة الإنسانية،وما خلّفته من ماسي وصور لدى من عاشها فعليا ومن عايشها معنويا، فإن إرادة التحدي ومواجهة الصعاب ظلت قائمة عندهم، وجاء تفوق الابن الطالب المجتهد مدثر ليؤكد أنه مازال هناك مكان للأمل وللفرح وللإبداع، لأن الشباب الدارفوري يعشق النجاح ويتحدى الصعاب ، وما نجاحه وتفوقه إلأ نموذج حي على ذلك، وقد استطاع ان يتغلب علي الظروف المحيطة به، ويتحدى الصعاب محرزاً تفوقاً أهله أن يحتل المرتبة الاولي متقدما علي أقرانه علي مستوي ولاية شمال دارفور، ومكنه التربع علي كرسي الجدارة والاستحقاق العلمي وهذه بشارة خير ودلالة علي أن أبناء النازحين قادرين علي قهر التحديات ، الظروف الماسوية التي يعيشونها والتغلب علي أحزانهم وجراحاتهم مصممون علي تأدية رسالتهم والتسلح بالايجابية، وعازمون علي التحلق في سموات النجاح مهما كثرت الصعاب امامهم ، مع تمنايتنا أن يحل السلام والامن ربوع البلد ويعود جميع المهجرين والنازحين إلى قراهم وبلداتهم ومنازلهم للعيش بأمان واطمئنان وكرامة .
ولا يفوتني الا وأن أتقدم بجزيل الشكر والعرفان لاهالي منطقة الملم بمدينة الفاشر، وهم يقومون بتلك المبادرة الكريمة لزيارة أسرة أبنهم مدثر وقد كانت للزيارة اثر طيب في نفوس الاهل بمعسكر أبو شوك حيث رأوا أن هولاء النوابغ يحتاجون الي من يدعمهم ويتبناهم ويشد من عزمهم ويساهم في تخفيف همومهم لمواصلة مسيرة نجاحاتهم وبلوغ غاياتهم العليا في دروب العلم والتعلم . والشكر اجزله للاخ سعد عيسي ضوالبيت الذي قام بتوثيق الزيارة بعدسته !!