كانت الدعوة لحضور منتدى آفاق مستقبل المناخ في افريقيا لها بالغ الأثر على نفسي، فمتابعتي لمناخ السودان الذي ينعكس على حياة المواطن اليومية سواء أكانت في توفر الكهرباء او درجات الحرارة المرتفعة او حتى بعض الممارسات الخاطئة التي يقوم بها بعض المزارعين مما ادى الى احراق مزارع عدة.
حضر المنتدى اشخاص من مختلف دول العالم بمختلف تخصصاتهم و اهتماماتهم ، البعض قد اتى من اقصى الكرة الأرضية حتى يساهم في مساعدة الدول الافريقية لتخطي عقبات المناخ و الذي يؤثر على الاوضاع السياسية و الاجتماعية للقرن الافريقي.
المنتدى برعاية البنك الدولي و قد حضره دول اعضاء منظمة الايقاد السبع ، و قد لا يخفى على الجميع جهود منظمة الايقاد في ارساء السلام من خلال عملها مع حكومات الدول الافريقية المنتمية الى الايقاد ، إلا ان الايقاد اصبحت تتميز ببروقراطية متأخرة في اتخاذ الاجراءات و قد رفضت مقترح للعمل مع منظمات مدنية و مجموعات شبابية مجتمعية و فضلت عوضاً عن ذلك التمسك بزمام متخذي القرار حسب رأيها حتى و ان كان على حساب المجتمع.
من الاشياء الجميلة في المنتدى اننا لم نستمع الى محاضرات طويلة عن المناخ ، بل جميع عروض الدول جاءت مختصرة و تصب في لب الموضوع ، و تم تقسيم الحضور الى مجموعات عمل و على اختلاف وجهات النظر تمكنت المجموعات من اتمام العروض في الوقت المحدد، وهو ما جعلني اتساءل عن عدم تمكننا من الخروج في السودان من اجتماع واحد متفقين على مخرجات محددة ناهيك عن احتكار الكلام لوجهة نظر واحد و عدم توزيع فرص الحوار، ما لمسته كتجربة في المنتدى كانت التمدن و العدالة في توزيع الفرص و المساواة على الرغم من اختلاف اللغات و حتى لو كنت تتحدث بلغة انجليزية ركيكة ، كما ايضاً كان للتشجيع دور كبير في توسيع مشاركة الحضور.
من اكثر الاشياء التي سعدت بها هي التحدث عن دور مواقع التواصل الاجتماعي في التواصل و توعية الناس و ربط العلاقات بين المتخصصين و المجتمع و الحكومات، و قد دعت الايقاد الى تبني جهاز تنسيقي لكل دولة يعمل على عملية التشبيك بين المهتمين و المتخصصين في المناخ بمختلف الدول المشاركة، و لقد انبهرت بالاطلاع و المعرفة بأحوال السودان و سؤال الناس عن التحديات و المشاكل التي نواجهه كما انهم ابدوا كامل جاهزيتهم للمساعدة سواء أكان بالمعلومات او بالقدوم الى السودان.
أنا من اشد المعوجبين بدولة كينيا حيث اقام المنتدى في نيفاشا ذات الجو الجميل و الخدمات الممتازة ، وهو ما ساعد الحضور على اتمام المهام في الوقت المحدد، بالنسبة لي كانت تجربة رائعة استطعت ان اسلط الضوء على تجربة نفير المجتمعية و التي تكونت عند اجتياح الفيضان للخرطوم عام 2013 ، كما تحدثت عن دور مواقع التواصل الاجتماعي و امكانية الاستفادة منها على الرغم من ان هناك اصوات رأت ضرورة الحرص من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ، بالاضافة الى دور التدوين في توثيق التقلبات المناخية.