صلاح الدين مصطفى
قال عمر اسماعيل قمر الدين، كبير منسقي السياسات في منظمة (كفاية) الأمريكية، إن العقوبات المفروضة على السودان منذ عام حققت أغراضها بصورة مذهلة وأثّرت بشكل كبير على النظام الحاكم وأذته، فأصبح يصرخ مطالبا بإلغائها، بعد أن كان يكابر بعدم تأثيرها عليه.
وأضاف قمر الدين في مؤتمر صحافي (عبر الواتساب) أن المنظمة «تسعى لرفع العقوبات العامة، خاصة في مجالي التعليم والصحة، وذلك لأثرها المباشر على المواطنين، مع الإبقاء على العقوبات المحددة على الأفراد أو المؤسسات التابعة للنظام الحاكم في السودان».
وأشار إلى أن السودان رغم تقديمه لتنازلات كثيرة، لم يلتزم حتى الآن بالشروط اللازمة لرفع العقوبات، والمتمثلة في»عدم تركيز العنف في مناطق النزاعات، وإيقاف القصف العشوائي، واحترام حقوق الإنسان «.
وأوضح قمر الدين أن «الجميع يعلم بمعاناة الشعب السوداني بسبب هذه العقوبات»، وأضاف:» لكن معاناة الحكومة أكبر، فهي الآن لا تستطيع الاستفادة من نقدها الأجنبي بالتعامل في الأسواق العالمية، ولا تستفيد من الاستثمار الخارجي، وتظهر معاناتها في الإنهيارالاقتصادي الشامل وفشل سياساتها، والارتفاع غير المسبوق لسعر الدولار مقابل العملة الوطنية، وهذه المعاناة قادت الشعب لرفض سياسات الحكومة».
ورغم تنفيذ هذه العقوبات، يقول إن أمريكا ظلت تقدم مساعدات كبيرة للسودان». فهي تدفع أكثر من نصف فاتورة اليوناميد، وتدفع 2.6 مليون دولار لإطعام ثلاثة ملايين نازح وتقدم مساعدات إنسانية بقيمة 150 مليون دولار طوال فترة العقوبات، إضافة إلى استثناء الصمغ العربي من قائمة العقوبات وهو مصدر دخل جيد إذا أحسنت الحكومة استغلاله».
وقال قمر الدين إن منظمة «كفاية» طالبت الحكومات، بما فيها الحكومة الأمريكية، بالنظر إلى أمر الذهب السوداني الذي ينتج في جبل عامر بدارفور وتصنيفه، ثم حظره إذا ثبت أن عائده يساعد الحكومة في شراء الأسلحة وأن إنتاجه يوثر سلبيا في مناطق النزاع.
وفي مجال مكافحة الإرهاب، أوضح كبير منسقي السياسات في «كفاية» أن السودان «أبدى تعاونا كبيرا في هذا الملف، لكن المؤسسات والحكومة الأمريكية ترى أن السودان لا تزال لديه أياد تعبث في هذا الملف». ويرى أن هذا هو سبب إبقاء السودان في قائمة الدول المساندة للإرهاب رغم تعاونه الكثيف مع أمريكا.
وأقر باختلاف الأجواء السياسية التي بدأت فيها العقوبات الأمريكية على السودان عن الوضع الموجود الآن. لكنّه رأى أيضا أن «المخالفات لا تزال موجودة، ودائرة العنف في مناطق النزاعات امتدت لدائرة أوسع في النيل الأزرق وجبال النوبة، إضافة لقمع المواطنين وطلاب الجامعات في التظاهرات السلمية. أي أن الوجه الحقيقي للنظام لم يتغيّر».
ونفى وجود أي تأثير للوفود الشعبية التي تبعثها الحكومة لأمريكا من حين لآخر لإقناع صنّاع القرار هناك بإلغاء العقوبات، ووصف الأمر بالكاركتيري، ضاربا المثل بوفد زعماء الإدارة الأهلية .
ووصف هذه الخطوات بالعبث، مضيفا أن الحكومة السودانية يجب أن تنظر للأمر بالجدية المطلوبة وتبعث وفودا من الفنيين يستصحبون معهم المعلومات والأرقام، وقبل ذلك أن تبيّن لصانعي القرار في أمريكا أنها امتثلت لشروط رفع العقوبات بالمعلومات المباشرة والمؤكدة وليس الشعارات.
وخلُص قمر الدين إلى أن حكومة الولايات المتحدة أكّدت أكثر من مرة أنها جاهزة للجلوس مع الحكومة السودانية لمناقشة أمر رفع العقوبات متى ما توفرت الشروط. وأضاف أن حكومة السودان كانت لا تعبأ في السابق بأمر هذه العقوبات وظلت تتعامل بتحدٍ مع هذا الملف، وضللت الشعب والرأي العام المحلي طويلا. لكنها الآن لا هم لها سوى المطالبة برفع هذه العقوبات بعد ثبت لها عمليا أنها أذت النظام بشكل كبير وواضح.
القدس العربي