الخرطوم – صوت الهامش
قال مكتب الامم المتحدة للشئون الانسانية، إن تواصل الأمطار الموسمية في معظم أنحاء السودان خلال الأسبوع الماضي، أدى إلى سيول وفيضانات نهرية وخسائر في الأرواح وأضرار بالمنازل والمدارس ومراكز توزيع المياه والبنى التحتية الرئيسية الأخرى في 17 ولاية في البلاد.
وأشار إلى تأثر أكثر من 185,000 شخص وذلك حتى 12 أغسطس، ويهدد انهيار سد بوط الترابي بولاية النيل الأزرق في 29 يوليو، بالإخلال بإمكانية حصول أكثر من 100,000 شخص ممن يعيشون في المناطق المجاورة لها على المياه.
ونوه المكتب إلى أن استمرت الأمطار الغزيرة في معظم أنحاء السودان خلال الأيام الماضية، أدى إلى مزيد من الفيضانات والخسائر في الأرواح كما ألحقت أضرارًا بالمنازل والبنية التحتية الرئيسية الأخرى، مع زيادة نحو 135,000 شخص خلال الأسبوع، وفقًا للبيانات الأولية من مفوضية العون الإنساني الحكومية.
وأَضاف أن ولايتي الجزيرة وكسلا، أكثر الولايات تأثرًا حتى الآن، حيث تأثر ما يقرب من 28,000 شخص ونحو 27,000 شخص على التوالي، تليهما ولايات البحر الأحمر وشمال كردفان وجنوب دارفور وغرب كردفان والولاية الشمالية وذلك وفقًا لمفوضية العون الإنساني.
وفي جميع أنحاء البلاد، لفت تقرير لمكتب الامم المتحدة للشئون الانسانية، إلى تأثرت 14 مدرسة على الأقل وأصبح أكثر من 1,600 مصدر للمياه غير صالح للعمل أو ملوثاً الآن، كما أثرت العواصف على وسائل العيش حيث فقدت أكثر من 1,200 رأس من الماشية وتأثرت الآف الأفدنة من المحاصيل في منتصف الموسم الزراعي.
وفي ولاية النيل الأزرق، قال التقرير، الذي طالعته (صوت الهامش) إن الأمطار الغزيرة والسيول في محليات التضامن، وباو، والرصيرص، أثرت على 57,00 شخص تقريبًا، أما في بلدة بوط بمحلية التضامن فقد اجتاح خور نهر الدِلد الموسمي، وتسبب في مزيد من الأضرار في منطقة كانت قد تأثرت بالفعل بانهيار سد بوط في نهاية شهر يوليو.
وأكد على تسرب 5 ملايين متر مكعب من المياه التي غمرت ما لا يقل عن 13 حيًا في بلدة بوط، الحقت السيول أضراراً أو دماراً لـ 800 منزل وثلاث مدارس، وإلى جانب الآثار الفورية والطوارئ، ورجح أن يكون لانهيار السد عواقب وخيمة طويلة المدى على أكثر من 100,000 شخص، سيما النازحين واللاجئين، الذين يعتمدون عليه كصدر رئيسي للمياه، محذرا من زيادة خطر تفشي الامراض، بسبب استخدام السكان المياه من المصادر المفتوحة، بجانب أوضاع المرافق الصحية السيئة والتغوط في العراء.
وفي إقليم دارفور، أسفرت السيول عن مقتل 16 شخصًا، من بينهم نازحون في مخيم عطاش بولاية جنوب دارفور، وثلاثة أشخاص آخرين يعيشون في معسكرات للنازحين بمحلية كبكابية بولاية شمال دارفور، وفي ولاية شرق دارفور دمرت السيول والأمطار الغزيرة، نحو 800 ملجًأ وأكثر من 720 مرحاضًا ومدرستين، مما أثر على أكثر من 2,000 أسرة، وكثير من النازحين الآن يبحثون عن مأوى عند الجيران أو الأقارب.
وفي ولاية جنوب كردفان يعاني ما لا يقل عن 3,200 شخص من عواقب السيول، اجتاحت محليتي ابو كرشولا وهبيلا، وتركت الأمطار الطرق غير سالكة مما أعاق وصول العائلات المحتاجة إلى المساعدات.
وقد أدت الأمطار الغزيرة والفيضانات إلى تفاقم وتزايد الاحتياجات الإنسانية في السودان حيث تتعامل البلاد مع واحدة من أسوأ أزماتها الغذائية في العقد الماضي، علاوة على الانكماش الاقتصادي الحاد وتصاعد وتيرة العنف في دارفور، وولاية البحر الأحمر، وجائحة فيروس ”كوفيد 19“، وتفشي شلل الأطفال المعلن عنه مؤخرًا.