بعد إن نجح العصيان المدني الماضي الذي نفذه الشرفاء من الشعب السوداني في يوم الأحد الموافق 27/11/2016، من الشهر الماضي بسبب رفع الدولة أسعار المحروقات إلى أكثر من 30%، وكذلك أسعار الدواء الذي اجبر عدد من اصحاب الصيدليات بالخرطوم لإغلاق أبوابها احتجاجاً على تحرير أسعار الأدوية، كما ارتفعت أسعار تذاكر شركات الطيران الدولية العاملة في السودان بنسبة فاقت الـ 150%، وارتفعت كذلك أسعار السلع والخدمات بشكل غريب وعجيب مما بات اغلب مواطنو الشعب السوداني لا يجدون قوت يومهم جراء سياسات المؤتمر البطي الذي بدوره اجتهد لإفشال العصيان المدني السابق الا انه فشل فشلاً ذريعاً بسبب إرادة الشعب التي كانت اقوى من مجهوداته الخجولة، ويكون بذلك قد اثبت الشعب قدرته في إزالة النظام برفضه الظلم والإضطهاد الذي ظل يٌمارس عليه طيلة الـ27 عاماً الماضية من قتل وتجويع، كما شاهد العالم اجمع تفاعل الشباب في السودان مع دعوات العصيان المدني التي شكلت تهديداً كبيراً لنظام البشير الذي ارتجف خوفاً على مصيره بعد إنتزاع السلطة منه..
بعد ان نجح العصيان الماضي بنسبة كبيرة لم يتوقعها النظام نفسة مما ارتجف انصاره وبدأوا يتخبطون ويقومون بإعتقالات عشوائية وتهديدات غير مسبوقة للاحرار غضباً من موجه العصيان التي كادت ان تعصف بهم الى مزبلة التاريخ ليبدأ السودان مرحلة جديدة بعد إن اكدت الية العصيان المدني نجاحه في إمكانية إزالة النظام الذي سيذهب غير مأسوف عليه في الموعد التاريخي الثاني للعصيان في التاسع عشر من الشهر الجاري وهو يوماً سيدخل فيه السودان مرحلة جديدة بعد ان اصر المؤتمر الوطني بقيادة الرئيس المطلوب لدي المحكمة الجنائية الدولية الى ادخال البلاد الى هاوية الموت عبر سياساته التي يتبعها في تجويع سكان السودان خاصة من ينحدرون من اقاليم جبال النوبة/ جنوب كردفان والنيل الازرق ودارفور.
التاسع عشر يوم سيعلن فيه الشعب السوداني كلمته ضد الطغاة وسيسطرون موقف مشرف في الانحياز لقضايا المهمشين عبر هذا العصيان المدني لتحقيق مستوى من الخدمات يليق بكرامة الانسان السوداني الذي حرم منه العيش الكريم وقتل شعبه البرئ وشرد من بلده بسبب سياسات مايسمى بالمؤتمر الوطني العصابة التي تربعت على عرش السلطة في غفلة من الزمن لتضطهد الشعب طيلة 27 عاماً مضت من احداث دامية لم تجن منها الدولة سوى الخراب والدمار، كما لم تحصد سوى لغة القتل وسفك الدماء حتى أضحت مزيجاً ساماً من القهر والظلم، واصبح السودان نموذجاً للدول التي تفشت فيها الحروب والنزاعات.
التاسع عشر الموعد الذي امن عليه كل محبي الوطن والمناضلين الشرفاء لوضع حد لتمدد المجرمين في السودان بعد ان اشعلوا الحرب ليتمتعوا ويتلذذوا بالسلطة، الحرب التي تسببت في مقتل أكثر من (2) مليون مواطن في البلاد وشردت الملايين وقضت على الاخضر واليابس مما يتطلب الامر الى إنقاذ عاجل للوطن الجريح عبر تضامن الشعب واعلانه العصيان المدني القادم لايقاف نزيف الدم، العصيان الطريق الواعي لكل سوداني شريف يرفض قوانين السلطة وممارساتها.
ونحن بدورنا اذ نعلن تضامننا الكامل مع العصيان المدني وندعوا كل الشعب السوداني للمشاركة في هذا العصيان لان مشاركتك تعني رفضك للفقر والغلاء والبطالة والفساد ونهب المال العام وايقاف نزيف الدم.
١٩-١٢-٢٠١٦م، كلنا عصيان.