اعتبر مالك عقار، رئيس الحركة الشعبية شمال بالإنابة، إن التوقيع على خارطة الطريق، فرصة أخرى للسودان لتحقيق الاستقرار، وقال إن الحرب لا خير فيها ويجب أن نوقفها، وناشد الجميع بالعمل من أجل المستقبل وترك خلافاتهم من أجل السودان.
ومضى عقار قائلاً “الآن الفرصة سانحة للسلام، وقال إنهم جاءوا بروح جديدة وبحسن نية”.
في البدء لا نلوم السيد مالك عقار اير على هذا التصريح الغبي لأنه لم يقف مع رفقاءه من الجيش الشعبي في جبال النوبة عندما أعلن جنرال الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الحرب عليهم بغرض تجريدهم من سلاحهم في عام 2011 . لكننا نلوم الرفاق في الحركة الشعبية شمال الذين أبقوه في منصبه كرئيس للحركة الشعبية رغم تخاذله وهوانه بتردده الدخول في حرب 2011 إلآ بعد ثلاثة أشهر من بدايتها ، وبعد أن حاول جيش البشير القبض عليه في الدمازين لمحاكمته.
يجب أن يعلم السيد عقار ، أن الذين حملوا السلاح في جبال النوبة ، لم يفعلوه إلآ دفاعا عن “النفس” وذلك عندما حاول نظام الإنقاذ تجريدهم من سلاحهم بالرغم من أن اتفاقية نيفاشا الخاصة بجبال النوبة والنيل الأزرق تمنع اتخاذ مثل هذا الإجراء من جانب واحد… حملة السلاح أيضا يكرهون الحرب يا عقار ، لكن ماذا لو أُجبروا عليها جبرا؟.
حملة السلاح حملوها كأخر وسيلة بعد أن نفد كل الطرق والوسائل يا مستر عقار وأنت ربما تعرف ذلك… وكم هو أمر سخيف وظالم أن تتحدث بهذه اللغة الرخيصة التي لا ترقى لمستوى لغة مسئول عن تنظيم نضالي كتنظيم الحركة الشعبية!!.
لقد جعلت المعتدين والآثمين والظالمين وعاملتهم كحملة السلاح يا عقار ، فلا أحد سفك ويسفك الدم السوداني البريء بدم بارد وبدون حياء سوي النظام الذي تصالحت معه وتتود له حتى يرضى عنك ويغفر ذنوب تمردك عليه وهو الغفور الرحيم.
يا مالك عقار، أنت قلت إن الحرب لا خير فيها ويجب أن نوقفها، لكن هل شاورت وسألت الذين يحملون السلاح في الخطوط الأمامية المدافعين عن الأبرياء في كراكيرهم ومخابئهم الحفرية ، وقالوا لك إن خارطة الطريقة التي تهلل وتكبر لها هي الحل الذي يريدونه؟.
نعم يا سيادة عقار اير ، إن الحرب لا خير فيها ، لكن هل كان لابد أن يسقط مئات الآلاف من الضحايا البرئية المظلومة في هذه الحرب اللعينة حتى تصل ومن معك من المرجفين إلى القناعة أنه لا بد من الجلوس مع القتلة لإيقافها؟.
ماذا عن هؤلاء الأبرياء المدنيين العزل من النساء والأطفال والعجزة الذين أزهقت أرواحهم ولا ناقة لهم ولا جمل في هذه المعمعة؟.
وماذا عن مصير أطفال “هيبان” وقد قرأنا بيانا لكم قبل شهرين تقولون فيه أنكم رفعتم دعوة جنائية عبر نقابة المحامين الفرنسيين أمام الجنائية الدولية ضد عمر البشير والمسؤولين العسكريين في حكومته.. ما الذي حدث لهذه الدعوى، أفتونا يرحكم نظام الخرطوم؟.
هل فكر السيد عقار اير الذي كان مختبئاً لعدة سنوات في مكان ما مجهول في أفريقيا ، وتفتق عقله الذي لا يستخدمه للبحث عن الحقائق ، بأن لحملة السلاح في الميدان عقول!! الى ماذا يسعى هذا العقار بهذا التصريح المجاني الغبي ؟!! هل إلى تحقيق بعض النقاط لإستغلالها في الحوارات المزعومة القادمة مع جنرال الإبادة الجماعية أم ماذا؟، نتائج الحوارات المزعومة معروفة، وظائف وهمية في الخرطوم وعربات فارهة وشيكات من أموال شعبنا المنهوب ، ومزيد من الضحايا المظلومين من المدنيين وتدمير الممتلكات أو الإستيلاء عليها من المواطنين واعطاءها للخليجيين!!.
جميع الرفاق في الميدان يا عقار يريدون وقف هذه الحرب المفروضة عليهم فرضا ، وهؤلاء -أي حملة السلاح ، ليسوا بحاجة إلى من يذكرهم بفظاعة الحرب وويلاتها لأنهم يعيشونها كل يوم. لكن استمرار الحرب أفضل لهم من سلام الجبناء والمستسلمين في أديس أبابا. لم ولن يضع الجيش الشعبي سلاحه حتى تحقيق الهدف الذي دعاه يحمل سلاحه هذا ، وسيمضي قدما رغم الحواجز تلو الأخرى في مسيرة النضال ، وقد أثبت لنا التاريخ أن المتحذلقين والإنتهازيين رغم عواءهم ، لا يستطيعون تعطيل سير قافلة النضال حتى ترسو بساحل النجاة، ساحل الكرامة والحرية والديمقراطية لهذا الشعب الأبي الذي يستحق حياة كريمة وغدا أفضل.
كُنت أتوقع أن يصدر هذا التصريح من جانب النظام السوداني القاتل الظالم ، وكما قالوا الباديء أظلم ، ونظام البشير هو الذي اعتدى على الأبرياء والعزل دون أي ذنب ، وهو الذي بدأ بإلقاء البراميل المتفجرة والقنايل الحارقة والخانقة واطلاق القذائف الصاروخية والقصف الميجي وغيرها على الكل دون تفرقة في جبال النوبة والنيل الأورق. لكن أن يأتي الكلام عن الحرب من مالك عقار القائد الغائب والمختبيء للحركة الشعبية ، هذا ما يدعونا نقول له ، قل خيراً أو أصمت؟.
والسلام عليكم..