«سلسلة مفاهيم وخطوات عملية مرجوة نحو مدنية الدولة السودانية [2]»
بقلم/موسى بشرى محمود على-21/09/2019
شأن وزارة الأوقاف والإرشاد في البلدان الأخرى هو ترتيب وتنظيم و إرشاد المجتمع نحو غايات دينية نبيلة لبلوغ المقصد الكلى للغرض من الدين ولكن شاءت الأقدار في بلادنا السودان أن تكون هذه الوزارة عكس تلك الغايات المذكورة فأصبح الدين في إتجاه والوزارة فى إتجاه أخر وأصبح نيل رضا الحاكم بالنسبة للعاملين فيها هو الهدف الأكبر ولا أدرى كيف يصيغون مبررات فشلهم أمام رب العالمين وأحكم الحاكمين يوم القول الفصل « وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ (24)» الصَّافَّاتِ ؟!
إنتهجت هذه الوزارة في عهد العصبة سياسات غير مسؤولة وغير رشيدة وضلت الطريق عن قصد مع سبق الإصرار والترصد وغاب عنها كينونتها وبقيت وزارة تهتم بشأن الحاكم وأمره أكثر من حزب المؤتمر الوطني نفسه وخلطت الحابل والنابل ووجهت كل مواردها لخدمة الأشخاص والموالين من أئمة المساجد وعلماء الدين وأهملت أمور الأوقاف والإرشاد وأقحمت أنفها في الشأن السياسي الصرف وكانت قاسية فى التعامل مع أئمة المساجد وكرست سياسات خبيثة ضدهم وفرقت بينهم بواسطة سياسة تقريب الموالين وإبعاد غير الموالين وتهميشهم بالإضافة إلى إلزام أئمة المساجد بكتابة «خطب الكيزان المنبرية»! فى خطب صلاة الجمعة بل سعت إلى أكثر من ذلك فى تجنيد وإرسال أفراد أمن لكل المساجد حول الخرطوم ومناطق السودان المختلفة لكتابة تقارير الجمعة عن طبيعة الخطبة، نوع الرسالة التي تمت توجيهها للمصلين وهل الخطبة مطابقة لمعيار ومنطق الحكومة أم لا؟ وهل الإمام طابور خامس او سادس أو من المصطفين الأخيار لديها وغيرها من الأمور الأخرى وما خفي أعظم برواية أشمل.
ماذا قدمت لنا وزارة الأوقاف؟
-لم تقدم ما هو مفيد للدين ولكنها كانت تلهث وراء الحاكم وتصنع القرابين من أجل كسب ولاءها الكامل
-أهملت الأمور المهمة وصرفت النظر عنها
-كل نقاشاتها وحواراتها عن عوالم أخرى غير التي نسكنها في السودان «دعم أطفال غزة, النزاع الفلسطيني الإسرائيلي أفغانستان, الخ» بينما أهل البيت لا وجيع لهم البتة ولا إعتراف بإنسانيتهم البتة «قضايا من قبيل الحرب والقتال في مناطق الصراع في هامش السودان,القتل,التشريد,الإغتصاب,الإختفاء القسرى,أحوال المساكين,الخ»!
-تعبئة بعض الأئمة الموالين لتسيير حملات وعمل مؤتمرات يخاطبها كبار رؤوس النظام في الخرطوم والولايات الأخرى وبعد نهاية المؤتمر يوضع «مظروف الولاء» في جيب كل واحد من الحضور/المؤتمرين!
– إعتبار الحديث في قضايا القتل والهامش خط أحمر وعدم تناوله في خطب الجمعة أو أي تجمع أخر
-نهب موارد الوزارة وتخصيصها للصف الأول من الموالين ومن سار على هديهم أهل البيت!
ما المطلوب من الوزارة في العهد الجديد؟
-محاسبة كل من أجرم من أتباع النظام السابق وإخضاعه لنظام قضائي عادل
-تجفيف مكامن الفساد في كل أروقة الوزارة
-مصادرة كل أصول الوزارة التي تمت نهبها وإرجاعها إلى الوزارة
-الاهتمام بأمر الأوقاف والإرشاد وإيلاءها حقها ومستحقها
-وضع حد للشارات الدينية التي أساء استخدامها عناصر النظام السابق في كل مفاصل الدولة
– إيقاف بناء المساجد أو أي معبد ديني أخر من أموال الخزينة العامة بل يترك أمرها للمتبرعين والمانحين والخيرين وعلى الوزارة المساعدة في تكملة الإجراءات الفنية والتصديق وغيرها من الإجراءات والمستندات ذات الصلة
-عمل رقابة عامة وإشراف إداري عام لكل مستويات ووحدات أعمالها المختلفة
-الإشراف على سير عمل ديوان الزكاة حيث الفساد بعينه
-مراجعة ملفات كل العاملين فيها وفحص مستنداتهم من جهات الاختصاص المعتمدة أي عمل «Reference check»!
-تفريغ الوزارة من الكم الهائل من الموظفين الذين تسلقوا إليها عبر الولاءات والمحاصصات الحزبية الضيقة
-دمج هيئة علماء السودان داخل الوزارة لكي تكون جسم تحت مظلة الوزارة لتقليل الصرف وعدم إضاعة موارد الدولة لتذهب هباءا” منثورا
-أي إجراءات أخرى تراها الوزارة مناسبة