الدولة السودانية اليوم بحالتها الراهنة وبعقلية أبنائها الذين يركضون وراء مواضيع لا فائدة منها سوف تزول في الوقت القريب ويبقي السودان أسماً في كتب التاريخ ، شعب انصرافي يحب المواضيع الهامشية وروايات مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من الوطن فاليوم كل مواقع التواصل الاجتماعي السوداني تحكي عن ما يجري في السعوديه وناسيه أن وطنها ابو الفساد أن كانت السعودية أمه ، فالسودان اليوم أشبه بمصنع محطما يقف أبنائه من حوله منتظرين أن تحدث معجزة وينصلح من تلقاء نفسه ولكن قد يطول الانتظار إلي ما لا نهاية بهذه الطريقة ، وللأسف هذا المنظر المفجع الفظيع المؤلم الذى نراه فى حالة وطننا السودان الآن يجعلنا نتساءل هل نعيش يوما ما في سلام وأمان لكن فى الحقيقة سوف يكون حلم بعيد المنال ، مشكلتنا الحقيقية هى وجود نظام ومعارضة بنفس العقلية المنحطة يرفعون شعارات صورية ولا يمكنهم أن يصلحوا حال الوطن فهم سبب خرابه والشعب أيضاً شريك لأنه يحمل وطنية مزيفة . نحن فى الوقت الحاضر شعب منصدم بالانترنت نعانى من الإدمان في مواقع التواصل الاجتماعي بدون فائدة كلها قروبات شمارات تراجي قالت وسحر كوافير عملت حفلة والمقدم عبدالله نقلة ودبلوماسي تحرش بامريكية في بار وصور سيلفي و حدث ولا حرج ليس هناك اي ضمير حي تجاه الوطن ، ومن أخطر الأمراض التي إصابة الشعب السوداني التجاهل والسكوت الذى جعله اعمي واطرش وأيضا اللامبالاة وهذا الإحساس البغيض الرهيب بأن البلد ليست بلدك وإنك أخر المسئولين عنها ، فقد أصبح الساسة المنافقون يسرقون الوطن والشعب يغمض عينيه عما قد يحدث أى باختصار طريق الانحراف والمعيشة والثراء على حساب عرق الآخرين . مشكلة السودان اليوم ليست مشكلة فقر الإمكانيات أبدا وانما هي مشكلة عقول لأن كل العقول البشرية السودانية محتاجه لي تخطيط قبل كل شيء وهذه العقول الخاوية هي سبب معاناة الشعب لقد غرست فيه أورام خبيثة من التشكك والارتياب والخوف والرعب ، وقد زاد الطين بلة دور المعارضة الشبيه بحكم الكيزان ، فيجب العمل لأستئصال هذه الأورام وبترها حتى لا نستمر ونتمادى فى التحولات الجذرية العفنة فى حياتنا .. ومن مساوئها إننا أصبحنا قوم نعتبر الوطنية تمجيد القبيلة ونعتبر كل تناول لعيوبنا إهانة للوطن ولهذا لا ننتقد إلا القليل مما يجب أن ننقده ولا نسمح بتناول أى عيب فينا إلا برفق وحنان ومن بعيد مع الاعتذار الشديد والتبرير الهائل مقدما عن أننا سنقول بعض الحقيقة ، والنتيجة إننا لا نتقدم ولا نرى عيوبنا ولا نصلحها ولو بخطى السلحفاة .
الطيب محمد جاده