واشنطن: صوت الهامش
أصدرت الخارجية الأمريكية تحذيرًا لرعاياها من مغبة السفر إلى السودان.
وقالت في بيان ، إنه على المواطنين الأمريكيين أن يتجنبوا السفر إلى ولايات دارفور وولاية النيل الأزرق وولاية جنوب كردفان؛ وأن يعيدوا النظر بعناية قبل التخطيط للسفر إلى مناطق أخرى من السودان.
وعزت الخارجية الأمريكية ذلك التحذير إلى مخاطر الإرهاب والنزاع المسلح وجرائم العنف. ونبهت الخارجية إلى أن قدرة سفارة الولايات المتحدة على تقديم خدمات خارج العاصمة السودانية الخرطوم هي قدرة محدودة للغاية.
ويأتي هذا التحذير ليحل محل تحذير السفر الصادر في الـ 30 من مارس الماضي.
ولفت البيان إلى أن ثمة جماعات إرهابية في السودان قد أعلنت عزمها على الإضرار بالغربيين والمصالح الغربية عبر عمليات انتحارية وتفجيرات وإطلاق رصاص واختطاف وجرائم عنف تستهدف غربيين، بما في ذلك عمليات اختطاف وسطو مسلح بهدف السرقة وسطو على المنازل وسرقة سيارات.
وشدد البيان على أن تلك العمليات يمكن أن تحدث في أي مكان بالسودان، لكنها سائدة على الخصوص في ولايات دارفور.
ونوه البيان عن أن العديد من عمال الإغاثة ومواطنين عاديين تعرضوا للاختطاف وباتوا رهائن بهدف الحصول على الفدية في ولايات دارفور على مدار العام الماضي.
وقال بيان الخارجية، إن على المواطنين الأمريكيين الذين يختارون السفر إلى السودان أن يتوخوا الحذر والانتباه للمحيط الذي يتواجدون به طوال الوقت، لا سيما عند التواجد في تجمعات وعند ارتياد المواقع التي يتردد عليها أجانب.
وحث البيان المواطنين الأمريكيين على اتخاذ أعلى درجات الحيطة والحذر ومتابعة مصادر أخبار موثوقة للحصول على معلومات حول الوضع الأمني المحلي، واتباع التعليمات التي تصدرها السلطات المحلية. وعلى كافة المواطنين الأمريكيين في السودان أن يقوموا بشكل دوري بتقييم أمنهم الشخصي والحصول على خطط إجلاء على نحو لا يعتمد على مساعدة الحكومة الأمريكية.
ونبهت الخارجية الأمريكية، إلى أنه على الرغم من التراجع الملحوظ على مدار العام المنصرم في أعمال الصراع المسلح بين حكومة السودان وقوات المعارضة في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان – على الرغم من ذلك إلا أن مستويات التوتر لا تزال مرتفعة في ولايات دارفور، على طول الحدود بين تشاد والسودان، وفي مناطق حدودية مع دولة جنوب السودان، تتضمن منطقة “أبيي” المتنازع عليها.
وحذر البيان من أن المواطنين الأمريكيين الذين سيذهبون إلى تلك المناطق دونما ترخيص من الحكومة السودانية قد يتعرضوا إلى الإصابة أو الموت فضلا عن احتمال تعرضهم للاعتقال على أيدي القوات الأمنية.
وجاء في البيان أن السفارة الأمريكية تطالب موظفي الحكومة الأمريكية في السودان باستخدام عربات مصفحة لعمليات التنقل الرسمية، كما تحظر السفر خارج العاصمة الخرطوم دونما الحصول على إذن مسبق واتخاذ تدابير أمنية فائقة. ولكي يستطيع أهالي موظفي الحكومة الأمريكية بالسودان أن يعيشوا مع ذويهم هنالك، يجب أن تكون أعمارهم 21 عاما على الأقل.
وكان التحذير الأمريكي السابق في ذات الصدد في الـ 30 من مارس الماضي، قد أثار حفيظة الخارجية السودانية التي رفضته قائلة إنه لا يراعي التطورات المهمة والتحولات الكبرى التي شهدها السودان ويتجافى وواقع الحال في البلاد.
وكانت واشنطن أعلنت في وقت سابق من الشهر الجاري عن رفع عقوبات اقتصادية استمرت زهاء 20 عاما عن كاهل حكومة السودان؛ فيما لم يزل السودان على القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب منذ عام 1993.