اسماعيل عبد الله
مع بزوغ شمس المقرن في السادس من ابريل الذي مضى عليه اربعة ايام يكون الشعب السوداني قد وضع اولى ملامح شاشة تلفزيونه الذي يعبر عن جميع شرائحه و اتجاهاته و ثقافاته المتنوعة , لقد ذكرنا في منتدياتنا من قبل ان حواء السودان لن تعقر و لن ينضب رحمها من حمل الوطنيين من ابنائها, المتجردون و المتفانون من اجل ان يكون الوطن , فجاء الدكتور محمد شريف ليضع الكرة في ملعبنا , وبدورنا نقول له نحن قادرون على احراز الهدف و السير بالكرة الى مستودعها الاخير الا وهو المرمى , لقد بدأ المشوار و جميعنا يد واحدة في حمل هذه الشمعة التي بدأت في بث ضوءها نحو ازالة التغبيش و التهميش و التقسيم.
لا خوف على هذه المشكاة التي احتضنت شمس المقرن الساطعة وكوكبتها المميزة في مجلسي الامانة و الاستشارة , فعندما ترسل النظر مسحاً على هذين المجلسين تزداد طمأنينة على ضمان وصول رسالة المقرن الوطنية الخالصة الى محمد احمد البسيط في البوادي و الحضر , فهؤلاء هم رواد الحداثة للعهد الجديد الذي لن يمايز بين الناس بحسب القشور , فجاء الان الدور التنويري الكبير الذي سوف يحمل لواءه هؤلاء المعول عليهم , وآن الاوان لكي تتنزل قيم الانسانية و قبول الاخر و محاربة الاستلاب التي ظلوا يبشرون بها ردحا من الزمان على واقع حياة الناس , فالمقرن سوف تعيد رتق النسيج المجتمعي و ستعمل على ربط السودانيين و اقترانهم بعضهم ببعض , ذلك لما للاسم من دلالة معنوية و جغرافية.
مع هذه الاطلالة المشرقة للقناة ندعوا الشعب السوداني رجاله ونسائه, شيبه وشبابه, ان قفوا مع القناة وساندوها معنوياً ومادياً , فهي ملككم وحدكم ولا يوجد اي قيد او شرط في سبيل التفاعل مع القناة عبر التواصل الاسفيري والمباشر مع المجلسين ومع صاحب الفكرة و المؤسس الذي لا يشغل اي دور اداري ولا تنفيذي في مؤسسات القناة, فهو مثله مثلكم يطرح رأيه و للجهات المختصة فنياً وادارياً في شأن القناة رفض او قبول هذا الرأي , فيا شعبنا الكريم لا تلقي السمع الى المخذلين و اليائسين , فمشروع القناة هو ملك لك وحدك و انت من يقوم بوضع ملامحه , فلا تتأخر ساعة , تواصل مع اخوانك واخواتك و اعمامك الذين تحمسوا لهذا المشروع الوطني الخالص الذي لا تشوبه اي شائبة من شوائب الشللية او الصفوية, وعملوا و ما زالوا يعملون ليل نهار ليحموا شمعة المقرن من ريح اصحاب الغرض التي تهب من حين لاخر محاولة اطفائها , فلا تتنازل عن حقك الأصيل في المساهمة في بناء مشروعك الذي سيكون مفخرة لابنائك و احفادك في مستقبل ايامهم , كن من المبادرين في رسم طريق جديد لجيل الغد و تمهيد الوصول الى سودان يسع الجميع.
هنالك شباب موهوبون يجيدون فن التصوير و الاخراج و التمثيل عليهم ان يتواصلوا مع مجلسي الامناء و المستشارين ليقدموا ما لديهم من اعمال و افكار لدعم القناة , ونقول لهؤلاء المبدعين ان حقوق ملكيتكم الفكرية لاعمالكم محفوظة , و ان القناة سوف تكون بوابتكم للوصول الى اكبر دائرة من الانتشار الاعلامي , فبكم تنمو وتزدهر المقرن , لا تخسروا شرف بدايات انطلاقة القناة , وانحتوا اسمائكم في جدران المقرن التي مدت اياديها اليكم بيضاء من غير سوء , وكل املها ان تكونوا من السباقين في وضع بصمتكم على هذا الجدران.
هنيئاً لشعبنا الكريم بهذا المولود الجميل , فقلوبنا ملأى بالأمل و التفاؤل في ان يقوى عوده ويكون السند و العضد المتين لاعلام حر و نزيه في ظل جحافل و جيوش من القنوات التلفزيونية احادية التوجه , و نحفز انفسنا بما جاء في قصيدة (نورا) للشاعر محمد الحسن سالم حميد عليه رحة الله : لا بتعجزنا المسافة … لا بقيف بيناتنا عارض … لا الظروف تمسك بايدنا …و لا من الايام مخافة يا مقرن النيلين.
اسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com
تعليق واحد
العلمانية تعني أن تستخدم عقلك بكل الحرية وأن لا تقبل الوصاية من أحد تحت أي مسمي ، و هي حرية النقد والتفكير العلمي الواقعي و البعيد عن منطق الخرافة ، و العلمانيون أطياف تمتد من أقصى اليمين الى أقصى اليسار فيهم المؤمن والملحد يتفقان في إبعاد الدين عن السياسة و في إعلاء قيم العقل اي( لا سلطان علي العقل إلا العقل ) والحرية و إحترام كل الاديان والمذاهب الفكرية والفلسفية في إطار من التسامح و الإعتراف مع نبذ الإقصاء و العنف الفكري او الجسدي ، مع احترام الإنسان دون النظر الى لونه او دينه أو لغته أو انتمائه لكي يحسن التعايش ويتم الازدهار و التقدم .
Fgcfaisal72@gmail.com