اعتقد جازماً بأن الحرية والديمقراطية والعدالة ستبقى غائبة في ظل وجود بقايا النظام السابق في السودان ولا يمكنهم أن يكونوا جزءا فاعلا وايجابيا في تحقيق العدالة المطلوبة التي يحلم بها الشعب السوداني ، وايضا لا يمكنهم بناء حضارة وثقافة تنسجم مع تطلعات الشعب أبدا . وليس بإمكانهم خلق السبل الكفيلة للرخاء والنماء والأمن والاستقرار في هذا البلد ، ولا يمكنهم وضع حد للتدهور الحاصل في الكيان السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأخلاقي . ولن يتوقف نهجهم الاقصائ واحتكارهم السلطة ، ولن يتوقف العنف والعنصرية والمحسوبية والتمييز بين الناس والقتل للكل من خلافهم في الرؤية والتفكير ، ولن يتم التخلص من الميليشيات . إنهم من أنتج كل تلك الميليشيات والعصابات ، التي تهدد الوجود السوداني كدولة وكيان وحضارة وتأريخ ، وهم من تسبب في كل الدمار الهائل الذي أصاب السودان والمتسبب الحقيقي في خلق هذه الازمات وتجددها وتعددها باستمرار . إنهم جزء من المشكلة القائمة ولن يكونوا يوما جزء من الحل أبدا ، ولا يمكنهم تحقيق العدالة بين الناس ولا يسعون لذلك أبدا !.. ولا يمكنهم الإقرار الصريح والواضح في حق الناس بالاختلاف قولا وفعلا ، كون ثقافتهم أحادية شمولية لاغية للأخر ، وليس هناك ما يخفوه في ذلك ، ويمارسوه جهارا نهارا ، بعدم الإقرار الصريح والعملي بالرأي الأخر ، كونهم ذا فلسفة أحادية النهج والتفكير ويسيرون في هذا النهج وفلسفة الدولة المعادية للديمقراطية وللتقدم والحقوق والحريات . ولكنهم ينكرون تلك الحقائق الدامغة التي نلمسها وبشكل بين في سودان اليوم .
الطيب محمد جاده