نيويورك_ صوت الهامش
في زحمة المساء، أسرعت الحافلة الصغيرة عبر النيل. جلست العروس، في الأمام، مرتدية فستاناً زهرياً وقدميها ملفوفتين بالضمادات. تعرضت العروس سمر النور مرتين لإطلاق نار في خلال الانتفاضة التي أطاحت بدكتاتور السودان عمر البشير وهي الآن في طريقها إلى موقع الاعتصام لعقد قرانها على الرجل الذي أنقذ حياتها، كتبت نيويورك تايمز.
منتصر التيجاني، 30 عاماً، هو عامل بناء هرع لنجدة الآنسة سمر بينما كانت تنزف على الأرض وأزيز الرصاص من حولها. ثم بعد أسابيع وقعا في حب بضعما البعض، “وجدتها شجاعة للغاية،” قال التيجاني.
وتقول الصحيفة أن الحافلة توقفت إلى جانب موقع المظاهرات حيث الآلاف ما زالوا أمام مقر الجيش السوداني يطالبون بالانتقال إلى سلطة مدنية. جلست النور، 28 عاماً خريجة جامعية عاطلة عن العمل، على كرسي مدولب لتنضم إليهم. تقدّم بها خالها بين الجموع الغفيرة ليستوقفها المكان الذي تعرّضت فيه للإصابة.
قالت، “لم نكن نحتفل من قبل. لم يكن بمقدورك التعبير عن نفسك. أما اليوم فنحن نشعر بأننا أحرار.”
تكمل نيويورك تايمز أنّ السودان قد تحول إلى موقع المشاهد المميزة فبعد عقود من حكم البشير المضني طغت على الخرطوم موجة من الحماس دفعت بالشباب للحديث في السياسة والاحتفال وحتى الوقوع بالحب. جعل حكم البشير من السودان مجتمعاً محافظاً وغير معتاد على هكذا مشاهد. وبينما قد لا يكون السودان القديم مرئياً إلا أنه لم يغب تماماً.
تروي الصحيفة قصة ثنائي آخر: محمد حامد وناهد الغيزولي التقيا في المظاهرات لكن لم يجمعهما الرصاص بل الغاز المسيل للدموع. نزل حامد، مهندس عمره 31 عاماً، على ركبتيه في الخرطوم ورئتيه ممتلئتين بالغاز. كانت ناهد في نجدته لتهرع وتغسل وجهه بالكوكا-كولا.
قالت ناهد، “كان السودان أشبه بالجحيم فلا أمل ولا حرية.” وتباعت، “كأنك في مكان مظلم ويمكنك رؤية ضوء صغير. أمامنا مشوار طويل للوصول إلى الحرية.”
تحولت صداقهما إلى علاقة رومانسية في أبريل وهما الآن يمسكا بيدي بعضهما البعض بحرية أثناء مرورهما عبر الجموع.