زهير عثمان
ماهي صفات النخب هل المكانة الاجتماعية المرموقة و السيطرة على الثروة ونفوذ القوة السياسية ولها دور فاعل في صناعة الواعي وتنفيذ برامجها وكذلك القدرة على صنع القرارات ذات
التأثير على المواطنين المؤمنيين بالقيم الاجتماعية التي تواكب قناعاتهم وتعمل على تولي عناصرها للمناصب الهامة في المجتمع من خلال نفوذها الاقتصادي أو القبلي أو الطائفي السيطره على الانتاج في سبيل التحكم بالنشاط الاقتصادي التأثير على العقيدة كما في الدعاة او النخبة الدينية ترويج افكار معينة تخدمها وتؤمن الشرعية لسلطتها تتميز النخب السياسية عن غيرها بسبب موقعها في النظام السياسي للدولة ومساهمتها في صنع القرارات كما انها تتمتع بمجموعة من الصلاحيات تجعلها المقررة الأولى للمجتمع بحيث تختار له وجهته الإقتصادية والإجتماعية والسياسية والأخلاقية مما يجعل سلطاتها واسعة وتأثيرها لا محدود بينما تمارس النخب الأخرى سلطتها داخل مجالاتها فقط دون التأثير على التوجهات السياسية
تتعلق وظيفة النخب بمدى قدرتها على التأثير في المجتمع بإستقلالية دون ان تفقد معنى وجودها النخبة السياسية هي خلاصة التفاعل بين النخب لان اصولها وتدرجاتها تعود الى كافة القطاعات الاجتماعية
من هنا فان النخبة السياسية هي قطاع واسع لا يقتصر علي بيروقراطية الدولة ورجال السلطة في المركز والاقاليم في سياق ممؤسسة الدولة في مجالس بلدية و تجمعات قروية ومجالس نيابية محلية ومستشارين وحزببيين وافراد مجتمع مدني ناشطين في الشأن العام
تتميز هذه النخبة بتراتبيتها وتدرجها وهرميتها وليس لها ارتباطا بهرمية جهاز الدولة وليست خاضعة لقانون المنافسة الشرسة والناعمة التي تحكم الحقل السياسي عامة والفضاء الإجتماعي برمته فهي ليست متجانسة في مشاربها السياسية ولا في موقعها الإجتماعي ولكن في السودان الوطن تتداخل الابوية وزعامة القبيلة وكذلك يظل لحامل السلاح الغلبة علي الاخرين أن كان هذا السلام قومي ولها شرعية دستورية كالقوات المسلحة أو سلاح تمرد كما هو الحال في مناطق النزاعات من جنوب كردفان الي جنوب النيل الازرق ودارفور وخارج وجود الدولة ككيان معنوي بين أهلنا تري الفوارق والعجائب نظام قبلي ضارب في القدم وهي السائد وطبائع ليس لها علاقة بأنسان اليوم يتعامل بها من علي قمة الهرم الاجتماعي أو الطائفي أو الديني
وتسعى النخبة السياسية لان تكون رائدة النخب الأخرى والتي بدورها ترتئي اليها ويعود ذلك بشكل اساسي الى تمحور الصراع حول السلطة وما في ذلك من التحكم بالقرارات مما يدفعها للاستعلاء على النخب الأخرى
ومفهوم النخبة ومفهوم الصفوة وعلية القوم أو المجتمع اجتماعية او حاكمة او متخصصة إجتماعية تستمد قوتها من خلال محاكاة الناس لقادتها اما الحاكمة فمن خلال وضع قادتها القانوني واحتكار إتخاذ القرارات اما المتخصصة فتضم القطاعات العليا من ذوي المهن الفنية العليا كالاطباء والمهندسين المحامين
تتبع طبيعة الصفوة نمط التطور الإجتماعي والإقتصادي للمجتمع كما انها تتأثر بالمرحلة الزمنية في المجتمع الواحدكما ان مكانة الصفوة لا تعتمد فقط على مواهب الأفراد وخصائصهم السيكولوجية وانما يتحددان في ضوء البناء الإجتماعي لمجتمع معين كما ينظر الى الصفوة من خلال المؤسسات المهمة او الإستراتيجيةفي سياق التفريق بين النخبة والطبقة يجدر العودة الى تعريف الطبقة حسب ماركس: مجموعة من الاشخاص تقدم العمل نفسه في اطار عملية الإنتاج، مع العلم ان توفر الوعي الذاتي اساس لدخول الطبقة في اي نضال سياسي او إقتصادي ناجح ان هذا التدرج الإجتماعي يشكل مظهرا أساسيا من مظاهر المجتمع الحديث كما ان التفاوت الطبقي وسيلة تؤكد أن أكثر الأوضاع الإجتماعية أهمية هي تلك التي يشكلها أكثر الأشخاص كفاءة من هنا فان مفهوم الطبقة يختلف عن مفهوم النخبة وقد لا يكون هناك للطبقة نخبة لها دور مجتمعي مؤثر
النخب السودانية
هم الذين نالوا قسط وافر من العلم ولهم السيطرة علي مفاصل الدولة والثروة وبعضهم يعمل تحت دعم وحماية طائفية وأخرون أستمدوا هذه الصفة من خلال أنشطتهم وعطاءهم الاجتماعي
أزمة النخب السودانية عميقة وعلاقتها بتخلف المجتمع ا الثقافي والتنموي وارتباطها بالإزمة الحضارية التي يعيشها مجتمعتنا والفجوة العميقة بين الرصيد الثقافي الحضاري الذي نملكه وبين امكانية الإضافة إليه من انتاج يدفع بإتجاه الإبداع بدل الإجترار في عصر شهد انجازات عظيمة في مجال المعرفة يمكن توصيف الحقب الحقبة الاولى علي سبيل التدليل هي كانت حقبة النخبة الاستقلالية التي سعت للاستقلال مرحلة بداية الوعي وبروز مفهوم الاستقلالمن مؤتمر الخريجيين أنطلقت النخب السودان بحيث حمل اولئك مشروعا لبناء سودان ودولة إعتمدوا فيه علي الكم القليل من المعرف التي يملكها أبناء السودان الذين نالوا قسط من التعليم بدليل أن الشعوبية وزروح الاستقلال كانت مسيطرة عي الاباء من جيل الاستقلال تمت تسمية تلك المرحلة بمرحلة السودنة حيث عملوا على خلق عمالة وطنية تتحمل مسئولية أدارة الدولة
انتهت هذه الحقبة لتبدأ حقبة جديدة هي الحقبة الثورية وتمرد أهل الجنوب والحديث عن الافريقية والعروبة والهوية لأهل السودان وأنهيار الديمقراطية اللبيرالية بأنقلاب عبود ولكن ظلت القوي الثورية القابعة تحت الارض تعمل من أجل أنتهاء هذا الحكم القمعي كان لايعرف غير الانصياع التام للولايات المتحدة وعرفت علاقات السودان بالولايات المتحدة أذدهار كبير وبدات البعوث العلمية للولايات المتحدة منذ تلك الفترة ولكن في منتصف الستينيات قامت ثورة أكتوبر الحقبة الثانية/ الحقبة الثورية ممتدة زمنيا الي قيام أنقلاب مايو 1969 تميزت هذه الحقبة بإلتفاف النخبة حول منظومة الحكم ودوائر صنع القرار، مرحلة مدّ ثوري تبنته ثورة مايو بقيادة نميري تبنت فيها سياسة اقتصادية قائمة على التنمية بالنموذج الإشتراكي في أول عهدها وتحقيق الديمقراطية وبناء قوة عسكرية وطنية لها دور فاعل في المنطقة و حماية المنجزات
الحقبة الثالثة هي حقبة فساد النخب
شكل فشل أنقلاب اليسار قمعه في يوليو1971 تغيير واضح علي مجتمع النخب وخارطة الحراك الفكري للصفوة وكان ردة فكرية لبعض طوائف اليسار الذين ذهبوا للتصوف وأخرين أضحوا أقرب للفكر الجمهوري وهنا أنكسار عميق للعمل الشيوعي وسط الجماهير وذلك لتصفية الاباء المؤسسين للحزب والقيادات ذات الوزن الجماهيري وبعدها مارس نميري كل جنونه في السودان وفي نهاية تم التأثير عليه حتي أضحي تحت تنويم افكار الاسلام السياسي وأصبح من المؤمنيين بأن دولة المدنية المنورة يمكن أقامتها في السودان ولكن التنقراط الذين كانوا حوله ومعه من الاسلاميين سعوا منذ أعلان الشريعية لقيام نظام الاخوان المسلمين في السودان ويكون محاور الارتكاز للحركة الاسلامية العالمية وجاءت الانتفاضة التي كانت متوقعة للظروف الاقتصادية التي تعيشها البلاد وكم الفساد و ورث العسكر نظام نميري وبدأ التمكين منذ أنهيار نظام مايو وحتي أن فترة الديمقراطية كانت ما ألا فترة لتجميع القيادات ومعرفة وزن الحركة الاسلامية في الشارع ووسط الجماهير وتم في هذه الفترة عمل ما يمسي بالدليل السياسي للافراد في السودان بالرغم من معلومات الغير واضحة الا أنه تم الاستعانة به في بداية الانقلاب ولقد بدا الاعداد للانقلاب وكان جهاز الامن الذي وضعه الصادق المهدي جهز في حالة سبا عميق ولا يعرف ما يحدث داخل الخرطوم دعاك من مناطق العمليات في جنوب السودان
وحدث أنقلاب الحركة الاسلامية السودانية في يونيو 1989 وكان بمثابة هزيمة ونكسة للنخب الحالمه بالاشتراكية والتحرر قيام دولة القانون والمؤسسات والذي خيب آمالا للنخب السياسية، الا ان تحولات دراماتيكية في نظام الحكم في كل الدول العربية وخاصة مصر الجارةومن هنا نسفت كل الآمال في قيام نظام حكم تحلم بالجماهير وما نتج عنها توقيع إتفاقية كامب ديفيد على يد السادات وسياسة الإنفتاح العشوائي الواسع محدثا تحولا هائلا في النخب السياسية المصرية منتقلا فيما بعد الى بقية البلاد العربية رافق ذلك ظهور النخب الاسلامية والتي عملت سرا منذ حقبة الإستعمار وحكم عبود وكذلك الديمقراطيات قصيرة العمر الى ان سنحت لها الفرصة للظهور زمن نميري واستخدامهم لضرب القوى اليسارية و الحركة الشعبية و تمثلت بحركة الإخوان المسلمين
الا انها اصبحت لاحقا معادية للتيار الليبرالي المنحاز الى المشروع الصهيو -امريكي والذي يدير بدوره المنطقة من خلال انظمة حكم استبدادية فاقدة لشرعيتها بسبب فشلها في تحقيق طموحات شعوبها وفاقدة لشرعيتها القانونية بسبب ما تمارسه من تزوير في الإنتخابات الرئاسية و التشريعية
تأرجح مسار فكر النخب السودانية ما بين خلال نصف قرن من الزمن مابين المبادئ الالوطنية الخالصة والإشتراكيه والليبرالية
وقد واجهت بالمجمل فشلا ذريعا الى حد ما مع بعض النجاحات النسبية مخلفة وراءها ميراثا من المبادئ والأفكار بقيت بعيدة عن الجماهير وغير مؤثرة في مواقفهاوذلك بسبب انحصارهاً في فكر النخب المعزولة أصلا عن جماهيرها شكلت الحضارة الغربية تحديا للنخب في كا من أفريقيا والمنطقة العربية ثابرت على مواجهته ضمن إطار الفكرة القائمه على كون منجزات هذه الحضارة في المجالات المختلفة العلمية و السياسية والاجتماعية والثقافية والإقتصادية تعود إلى الحضارة الإسلامية وهي أرثنا
وغفلنا عن حقيقة عجز القيم الغربية التي تم محاولة غرزها وتفعيلها في المجتمع عن إنتاج تغيير إجتماعي إقتصادي ثقافي إيجابي النتائج، بسبب التناقض بينها وبين السياق المجتمعي خاصة في ظل انظمة حكم متسلطة ذات طابع عشائري وعائلي وقبلي وطائفي
في نفس السياق حدثت انتكاسة كبيرة للأفكار الإشتراكية والماركسية بالرغم من غنى تراثها الفكري والنظري، يعود ذلك بسبب فشلها في تحقيق اهدافها لتأسيس بدايات حقيقية للتغيير المجتمعي وتحقيق العدالة الإجتماعية فقد اصطدمت بعوائق عدة منها الانظمة الديكتاتورية التابعة في معظمها للنفوذ الإستعماري الغربي وبدعم من حلفائها من أصحاب المصالح من تجار ورجال أعمال وزعماء قبائل كذلك بسبب الإقطاع الزراعي والبيروقراطية الفاسدة، فانتهت بمفكريها وقياداتها الإشتراكيين في السجون والمعتقلات والتهميش والتشريد والمطاردة الأمنية.
كما حافظت النخب المسيطرة على سيطرتها على الثروات العربية وعلى خيوط السلطة السياسية والثقافية بما في ذلك القوانين والقضاء والتعليم وتحويل الجيوش العربية وأجهزتها الأمنية إلى اذرع للسلطة الحاكمة
رافق ذلك تراجع كبير في مستوى المعيشه تمثل في إرتفاع نسبة الفقراء والمهمشين
فقد المفكرون والإشتراكيون السودانيون قدرتهم على تصحيح المسار بسبب عجزهم عن إدراك الخطأ الفادح الذي وقعوا به بالرغم من صدق أهدافهم ومقاصدهم وضخامة تضحياتهم من أجل مبادئهم تجلى خطأ هذه النخب في اقتصارها على الأطر الفكرية والمبادئ العامة للفكر الماركسي والإشتراكي وعجزها عن الإستفادة والإستلهام من التجارب المماثلة كالصين مثلا والتي انغمست في تحليل واقع الشعب وتاريخه غلب الغموض والإلتباس على المفهوم الوطني في سياق الإختلافات و
بقيت الأكثريات الشعبية بمعزل عن الفكر الليبرالي والذي انحصر في النخب التي أتخذت من فكر المستعمر فكرا لهم وهم بالذات مع تركيزهم على الحريات السياسية وإهمالهم للعدالة الإجتماعية والتي بقيت غائبة عن الأكثرية الشعبية والتي ما زالت تعيش على الموروث الثقافي التقليدي المرتكز على القيم الطائفية والقبلية والجهوية في وقت تعاني به من الإفقار والتهميش من قبل انظمة الحكم ومن يشترك معها بمصالحه
أما فيما يتعلق بتطور الفكر الديني فجدير بالذكر ان الموروث الديني ينبع من تلقي كل جيل للنصوص الدينية في سياقها التاريخي و من ثم تفسيرها في إطار السياق المجتمعي السائدالا ان الحقبة العثمانية تميزت بالركود الفكري أدى إلى إغلاق باب الإجتهاد الفقهي وخلط الدين بالسياسة مما انتج حركات الدين السياسي و الجماعات السلفية مستخدمة النصوص الدينية لتبرير مشاريعها السياسية انعكس ذلك على المؤسسات الدينية بحيث سيطر عليها الجمود الفكري وأجيال من الأئمه الموالين لأنظمة الحكم
ساهم اولئك في سياق المحافظة على مصالحهم المرتبطه بالسلطة الحاكمه في ابقاء الفئات المهمشة في حالة تخلف فكري بسبب درجة الفقر والجهل والخضوع للطبقة الحاكمه المهيمنة ضمن سياق هذه الخلفية المأزومة بدأت إشكالية الديمقراطية بالظهور في الخطاب السياسي العربي كمشكله مركزية تناولتها العديد من الأبحاث والندوات والمؤتمرات بعنوان أزمة الديمقراطية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان السوداني
شغلت القضايا السياسية اهتمام المثقفين والإعلاميين على حساب قضايا التنمية الاقتصادية والإجتماعية والثقافية للجماهير بما يعرف بالحقوق المجتمعية تشكل هذه القضية جوهر ازمة النخب العربية أدت بدورها إلى التردي الإجتماعي العربي ظهرت تجلياته بشكل واضح عقب ما سمي بثورات الربيع العربي ابتداءا من كانون الثاني ٢٠١١ حاملة معها الوعود والآمال الا انها انتجت فقط الدمار والإحباط شكل مرحلة جديدة من التساؤلات حول مصير الجماهير وحقوقها المشروعة في العدالة والتنمية وقدرتها على مواجهة الفساد وانظمة القمع الحاكمة والتصدي لمصالح الرأسماليين وسطوة الفقهاء التقليديين، مواكبا ذلك انهيار النخب الليبرالية بالغرب وتبعيتهم وإغتراب اليساريين وعزلتهم عن الواقع المعاش للجماهير
شكلت النخب السودانية حالة خاصة تميزت بضعف بنيويتها وسهولة اندثارها وذلك لغياب الاراده لقيادة المجتمع على امتدادها التاريخي وانما عملت على تأمين انسياقه لها بما يخدم مصالحها مستغلة علاقتها العضوية بالسلطة بعيدا عن إحداث اي تغيير وإنما ضمان أسباب بقائها من هنا حافظت هذه النخب على البقاء بعيدة عن الجماهير ومنكفئة على ذاتها تعيش اغترابا عن وسطها الإجتماعي الطبيعي وعداءا له محافظة على التواجد في وسط المسافة بين السلطة الحاكمة الغير آبهة بها وبين الجماهير التي تحمل لها العداء لتسببها بترديها السياسي والإجتماعي والإقتصادي أدى إشتراك المجموعات المختلفه المشكلة للنخب بنفس الاهداف والميزات الى التحالف ضمنيا بما لا يضمن مصالح الجماهير بالرغم من الفوارق بينها طبيعة النخب السياسية هذه جعلتها لا أخلاقية بنظر العوام ممّا ابقاها في عزلتها التي اتصفت بها منذ بدايات الإسلام بعد وفاة الرسول
في مقارنة بين نخبنا والغربية فنجد اختلافا كبيرا في مناهج الفكر واساليب مزاولة العمل وفي ولاءاتها وانتماءاتها بالرغم من التقائهما في الدلالة على الفئة او الطبقة
مع العلم ان النخب تحاول استعارة توظيف مثيلتها الغربية الا انها تصطدم بالحقيقة الكامنه في عزلتها عن الجماهير التي تعمل بدورها على تنحيتها واقصائها نتيجة القناعات المحلية المعبرة عن الهوية والإنتماء الحضاري
تواجه النخب فشلها بالإصرار على مواقفها وتبريرها وتضع اللائمة على تقليدية الوعي الشعبي وتخلفه مما يخلق فجوة هائلة بين مهام النخبه وهموم المجتمع وبالتالي تنفصل عن واجبها الحقيقي المتمثل في الالتحام بالجمهور والأخذ على عاتقها بتوعيته ونشر القيم الثقافية الإيجابية فيه ليأخذ دوره في عملية البناء والتغيير ومواجهة ثقافة الإستهلاك والإنحلال لتحقيق ذاته وإستقلاله
تشترك النخب السودانية بكافة ألوانها السياسيةبخصائص مشتركة تبدو جلية في نقص الخبرة في آليات العمل السياسي ويعود ذلك لاسباب عدة اهمها ما تعرضت له من قمع واستبداد والمراوحة بين المنافع والمضار مما ادى إلى عزلتها عن الجماهير طوعا او جبرا، فاقم ذلك ما ارتدته السلطات الحاكمه من قدسية بالرغم من ما تمارسه من اقصاء وإستعباد للآخر
أما النخب التي وصلت للسلطة فقد انجزت ذلك من خلال الانقلابات العسكرية أو بإرتباطها بقوى أجنبية أو بالمزاوجة مع النخب الإقتصادية وليس من خلال ارتباطها بالجماهير والتعبير عن مصالحها
فيما يتعلق بتركيبة النخب السياسية فهي قد تشمل رجال اعمال اقتصاديين اثرياء او رجال علم وحملة شهادات عليا او رجال دين وقد تكون مزيجا من كل أولئك اما في حال احتلت النخب السياسية المناصب الحكومية الهامه والمؤثرة فانها تعمل على الحفاظ عليها من خلال إقحام أفراد من العامة بمواصفات محدده ضمن مناصب هامشية من خلال الترغيب والابتزاز المادي وغيره بحيث يخدم وجوده والابقاء على مصالح هذه النخب وحمايتها وضمان أمنها وإستقرارها مع العلم انها تنتهي منهم فيما بعد بانتهاء مهمتهم وهو ما يخدمها لتحقيق تفكيك القوى الشعبية وخلخلة تنظيمها
ومن هنا علينا أن نتسال هل النخب السودانية من أقوام أخرين وأكوان وكوكب أخري أم بني جلدتنا .!