الخُرطوم _صوت الهامش
كشف ناجين من الإبادة الجماعية،والتطهير العِرقي في إقليم دارفور، تفاصيل مروعة عن جرائم،علي كوشيب، الذي سّلم نفسه طواعياََ للمحكمة الجنائية الدولية،الإسبوع الماضي.
وكانت المحكمة الجنائية الدولية أعلنت “الثلاثاء” الماضي،أن المطلوب لديها والمتهم بإرتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية وتطهير عرقي في إقليم دارفور،علي كوشيب سّلم نفسه طواعياََ للمحكمة الجنائية الدولية،في جمهورية إفريقيا الوسطى،بناءََ على أمر القبض الصادر في مواجهته في العام 2007.
وقال عُثمان موسى الذي يُقيم في معسكر “قاقا” للاجئين السُودانيين بشرق تِشاد،أن كوشيب هو الذي تولى عمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي،في مناطق وادي صالح وقارسيلا ومُكجر بولاية وسط دارفور .
وأشار إلى أن مليشياته في العام 2004 قامت بحرق قُرى،كابار، وقتل شيوخ منطقة “دليج”، بمُعاونة حاكم غرب ووسط دارفور الأسبق الشرتاي جعفر عبدالحكم إسحق.
وأكد أن جرائم كوشيب تنوعت ما بين القتل والإختطاف والنهب والإغتصاب وحرق القرى، وأضاف بقوله “كوشيب تفنن في قتل الأبرياء وإخفائهم قسرياََ عن ذويهم” وكشف أن شقيقه عبدالله موسى إختطفته مجموعات مسلحة تتبع لكوشيب من قرية “كابار” في العام 2004، لا يعلمون عنه شيئاً حتى الآن وما اذا كان قد قُتل أم لا .
وأوضح أن شقيقه ترك نحو “5” أطفال، الآن جُلهم يقيمون في مخيمات شرق تشاد،بينما فقدت زوجته عقلها حتى توفيت، قبل سنوات،وأكد أن الحُكم الأمثل لكوشيب ومعاونيه هو إعدامهم لتكون عِظة وعبرة لكل من يُريد أن يرتكب جُرم مماثل مستقبلاً.
بدورها أكدت فاطمة النور أبكر من مُخيم “كلنقو” للاجئين السُودانيين بشرق تِشاد، ل”صوت الهامش” أنهم فروا من مستري، وهبيلة بولاية غرب دارفور،بفعل هجمات مليشيات الجنجويد التي كان يقودها “كوشيب” وأكدت أن مستري تعرضت لهجوم غادر، في العام 2004،من قبل المسلحين الذين كانوا على ظهر الخيول، فقتل العشرات من النساء والأطفال وكِبار السِن .
وبينت أن من يقود تلك المليشيات هو “كوشيب” بمُعاونة الفريق محمد مُصطفي الدابي،والشرتاي جعفر عبدالحكم إسحق.
ولفتت أن كثير من النِساء تعرضن للإغتصاب من قِبل مليشيات كوشيب، ونوهت في حديثها أن هُناك بعض الرِجال أصيبو بالجنون،جراء ما شاهدوه من جرائم فظيعه أرتكبت بواسطة،المجموعات التي نفذت هجماتها على سُكان مستري وهبيلة وبيضه بولاية غرب دارفور، وهي مناطق يغلب سُكانها من إثنية المساليت،الذين فروا لمعسكرات “قاقا” و”كلنقو” وغيرها من المعسكرات شرق دولة تِشاد.
ويواجه علي كوشيب، وهو يحمل رُتبة المُساعد في قوات الإحتياطي المركزي، التابعة للشُرطة السُودانية، يواجه نحو “50” تهمة تتعلق بجرائم الحرب والجرائم الضِد الإنسانية، تتمثل في القتل والاضطهاد والإغتصاب والتهجير القسري .
وشن كوشيب الهجمات على السُكان المدنيين،في إقليم دارفور،وتُطالب المحكمة السُلطات السودانية بتسليم المتهمين الآخرين في القضية،وهم الرئيس المخلوع عمر البشير، ومساعده أحمد هارون، ووزير دفاعه الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين،المعتقلين منذ سقوط نظِام الجبهة الإسلامية، في 11 أبريل من العام الماضي.
وفي الأثناء قال الناشط السياسي والمُقيم في معسكر “أردمي” للاجئيين السُودانيين بشرق تِشاد،وأحد الناجين من الإبادة الجماعية،تاج الدين عرجة،أن ما ارتكبه كوشيب وآخرين من مجرمي الحرب في حقهم لا يتم تعويضه، لجهة أنهم حاولوا مح تلك الذكريات الحزينة ولكنهم فشلو في ذلك رغم مرور سنين طويله على ذلك .
وأكد أن مشاهد الحرب واثارها ما تزال موجودة في معسكرات اللاجئين بشرق تشاد، ومعسكرات النازحين بالداخل، لا يمكن محو آثارها في انفس الضحايا.
وناشد المحكمة الجنايات الدولية بإدانته بتطبيق اقسى حكمها فيها، وكشف عن وجود الملايين من الشهود مستعدون لتقديم شهاداتهم للمحكمة ليكونوا عبرة لمن يعتبر لكيلا يفكر الآخرين من امثاله في اعادةف اقتراف مثل تلكم الجرائم البشعة التي قلبت حياتهم الى جحيم لا يطاق حسب وصفه .
وأضاف قائلاً “أنني فور سماعي للأنباء الذي أفادني بتسليم نفسه للمحكمة الجنايات الدولية حزنت وفرحت في ان واحد ، ولكن طغى الحزن على الفرحة لجهة ذاكرتي استرجعت لكل تلك المشاهد الأليمة واللحظات العصيبة التي اعجز عن وصفها .
وأردف “الكثير من الاحايين أقول انني لو كنت ممن لقوا حتفهم في تلك المزابح والمجازر بدلا من ان أكون ممن نجحوا منها جسديا ولكن روحياََ ونفسيا مدمرين رغم محاولاتنا المستميتة لتجاوز تلك الذكريات الجهنمية الا انها ترفض المغادرة من ذاكرتنا”.
وكشف عرجة في تعليق ل” صوت الهامش” عن أماكن المقابر الجماعية لضحايا جرائم كوشيب في ولايات دارفور، وقال بأنها تتواجد في”ديليج ، قارسيلا ،ام الخير ، كايا ، ام دخن ، جوقمة الغربية ،جوقمة الشرقية ، انجوكوتي ، دمبار ، رمالية ومومو”.
وأشار لوجود محاولات سابقة ،لنبش المقابر الجماعية في تلك المناطق ونقل رفات الضحايا الى جهة مجهولة من قبل النظام المباد بواسطة اتيام قام بتكليفهم بذلك فتم التخلص من بعض المقابر الجماعية ولكن الكثير منها ما زال موجود .
وبيّن أن آخر محاولة لطمس اثار المقابر الجماعية تمت بمقبرة ضحايا الإبادة الجماعية بمنطقة “ماي باء” بضواحي ابوقمرة بمحلية كرنوي بولاية شِمال دارفور،بازالة اللافتة التي فيها تمت كتابة اسماء الضحايا المدفونين في المقبرة .
وأكد بأنه نبه بذلك في مدونة له بصفحته الشخصية بالفيسبوك وناشد بالأهتمام بالأمر ولكن لم يجد حظه من الاهتمام . وأضاف عرجة بقوله “كذلك هناك مقبرة جماعية بقريه النيل ابراهيم تعرضت للطمس بمسحهها ومساواتها بالأرض وأيضا هناك مقبرة أخرى بشرق منطقة ابوقمرة”.