جوبا : صوت الهامش
تشهد معدلات سوء التغذية في جنوب السودان ارتفاعا، لا سيما بين الأطفال. ويعاني 8ر4 مليون شخص في جنوب السودان انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة 4ر1 مليون عن العام الماضي.
وأشار تقرير صادر عن حكومة جوبا ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) إلى أن هذه الزيادة تقع في “مرحلة الطوارئ”، وسط توقعات بداية مبكرة لموسم العجاف العام الجاري.
واستبعد التقرير ، الذي اطلعت عليه (صوت الهامش)- أن يسهم موسم الحصاد في جنوب السودان في وضع نهايةٍ لأزمة الجوع الحالية، في ظل استمرار النزاع في معظم أنحاء البلد، وعدم تمكن الكثير من الناس من الحصول على الغذاء نتيجةً للتضخم المفرط في الأسعار.
وقال ممثل الفاو في جنوب السودان سيرج تيسوت: “لم يسهم موسم الحصاد كثيراً في إغاثة ملايين الناس في جنوب السودان الذين ليس لديهم ما يكفي من الغذاء. وقد تسبب القتال الدائر في البلاد في تدمير الحزام الأخضر. يجب أن يكون موضوع إيجاد حل سلمي لهذه المأساة على رأس الأولويات وإلا فإن الوضع سيزداد سوءاً في العام المقبل 2018 الذي تشير التوقعات إلى تزداد حالة الأمن الغذائي فيه تدهورا”.
ولا يمتلك الكثير من الناس وسائل كافية للتعامل مع الضغوط الناشئة عن ضعف موسم الحصاد، ومن المتوقع أن يزداد الوضع هشاشةً على نحو متزايد.
وقال عدنان خان، ممثل برنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان، إنه “حتى في موسم الحصاد الحالي، يحتاج الملايين من الناس إلى مساعدة متواصلة للبقاء على قيد الحياة .. ومن المقلق أن نرى أنه في أسوأ السيناريوهات، قد تظهر ظروف مماثلة في أماكن متعددة في موسم العجاف في عام 2018.”
وتشير الإحصائيات إلى أن معدلات سوء التغذية في معظم المجتمعات بجنوب السودان تفوق بكثير عتبة الطوارئ التي حددتها منظمة الصحة العالمية بنسبة 15 في المائة، حيث يعاني أكثر من 30 في المائة من السكان من سوء التغذية في العديد من محافظات البلاد.
ويتوقع أن يبلغ عدد الأطفال دون سن الخامسة المصابين بسوء التغذية أكثر من 1.1 مليون طفل في 2018، بمن فيهم نحو 300,000 طفل يعانون من سواء التغذية الحاد ويواجهون خطر الموت جوعا.
وقال ماهيمبو مدوي، ممثل اليونيسف في جنوب السودان، إن “عددًا كبيرًا من الأطفال يعاني من الجوع في جنوب السودان. وأكثر من واحد من كل خمسة من الذين يعانون من صعوبة شديدة في إطعام أنفسهم هم أطفال دون سن الخامسة. وقد خلق ذلك أزمة سوء تغذية تركت حياة الكثيرين في خطر”.
وبحسب التقرير فإن الملايين لا زالوا يعيشون على المساعدات الإنسانية في جنوب السودان، وفي حال استمرار الظروف الأمنية في تهديد عمليات منظمات الإغاثة فإن الوضع سيتدهور بشكل أسرع. ويحذر التقرير من أن استمرار النزاع، إضافة إلى القيود المتزايدة على قدرة المنظمات على الوصول إلى المناطق المنكوبة وانعدام الاستقرار الاقتصادي – كل ذلك سيؤدي على الأرجح إلى مزيد من التدهور في العديد من المناطق في جنوب السودان في 2018.