سامح الشيخ
والطائرة على وشك الهبوط بمطار بروكسل ارتسمت ابتسامه على وجه الحاج موسى عيسى ، وهو ينظر من شباك النافذة فقد كان المنظر بالفعل كما وصفه له ابنه يحي ، فقد كان يشبه له الخضرة بالضاحية التي يعيش بها ببروكسل ، منذ عشرة سنين بعد أن عبر لبلجيكا البحر من ليبيا يشبهها لوالده دائماً عندما يتحدثان عبر الوسائط يشبهها له بخضرة جبل مرة الدائمة في دارفور .
ربما ابتسم حاج عيسى لدقة وصف ابنه الذي لم يرى جبل مرة ولم يرى دارفور فقط عبر حكاياته له عن الجبل ، لثواني معدودة وهو ينظر من نافذة الطائرة راي وجه المرحومة حليمة زوجته وأم ابنه الوحيد يحي بين ركام سحب شهر يونيو الصيفي ، وظل يدعو لها بالرحمه الى أن هبطت الطائرة .
في نفس الليلة وبعد أن صلى العشا فتح شباك الشقة التي يملكها ابنه يحي ببروكسل وناجى نفسه بعد تنهيدة وزفرة مريحة للصدر شتان بين أن تعمل في نفس المجال الذي يعمل به ابنك مجال البنيان في السودان وبلجيكا فقد عملت لمدة ثلاثين سنة ولم استطع شراء وامتلاك منزل باي مدينه من مدن السودان ، وبعد أن هدمت الجرافات المنزل الذي عشت فيه بكنبو افطس بالجزيرة لم اكن اعلم انني سانتقل للعيش بمنزل يحي ببروكسل بهذه السرعة ، لكن الم أقل لك يا حليمة قبل وفاتك بسبب الولادة انني ساسمي ابننا يحي ليحي ..