رئيس لجنة ازالة التمكين يستقيل والبلاغات والتحرشات تلاحق العضو الابرز باللجنة الدكتور صلاح منّاع، بعد أن فجّر قنبلة اطلاق سراح السيدة الاولى السابقة المتهمة في قضايا فساد، واستغلال نفوذ زوجها رأس النظام المندحر باوامر مباشرة من رئيس المجلس السيادي ونائبه، بحسب ما ادلى به منّاع الذي لن تجد شخصاً غيره باللجنة يمتلك الجرأة على مواجهة الضباع والسباع والاسود في عرينها، سوى هذا المنيع الذي اعلن عن هذا التصريح الطاعن للفيل في سويداء قلبه، وبهذا (الكوكاب) الذي لا يقذف به الا ثائر حقيقي لا يشق له غبار ولا يبالي باي جنب كان في الله مرقده، يكون عضو لجنة ازالة التمكين الاكثر ذيوعاً للصيت قد قام بوضع الحصان امام العربة، وما على ضامني الثورة المجيدة الا ان يعلنوها داوية (اصحى يا ترس)، ماذا تبقى بعد الافراج عن الشخصية التي شغلت الرأي العام بالثراء المفاجيء بحكم أنها حرم السيد الرئيس المعزول، فالعدل لا يعرف التفرقة الجندرية والسذاجة السودانية النابعة من تلك الثقافة الموروثة وغير المرشّدة، كل نساء المؤتمر الوطني المحلول الضالعات في قضايا فساد مالي باستغلالهن لنفوذ ازواجهن الوزراء والولاة والمعتمدين ورؤساء الدوائر الحكومية يجب ان يخضعن للمحاسبة والمساءلة القانونية بصرف النظر عن النوع.
الحديث عن مفوضية الفساد التي من المتوقع الاعلان عنها قريباً كما قال بذلك الرئيس المستقيل للجنة التفكيك، لا خير يرجى منها ما دامت مصنوعة بايدي الهابطين ناعماً على مدارج مطارات النظام البائد، وعلى الشعب السوداني ان يعلم بأن تفريطه في سحب البساط من تحت اقدام لجنة التفكيك القائمة، وتحويله للمهمة الثورية المعنية بتفكيك تمكين نظام الثلاثين من يونيو لأي جهة اخرى، هو خيانة للثورة وخذلان للثوار وبداية للاستسلام لاستراتيجية الفلول والداعمين للحرس القديم البائد، الذي هب الشعب من اجل اقتلاعه عبر ثورة ديسمبرية شهيرة وثقت لها كاميرات الاعلام الدولي امام بوابة قيادة القوات المسلحة، ومهما كانت المآخذ المثارة حول لجنة منّاع الا انه من الافضل للمواطن السوداني ان يعتمد عليها، اكثر من انتظاره للمفوضية المبهمة الملامح التي يسعى لتأسيسها المتعاطفون مع حزب المؤتمر الوطني المحلول، وهنا لابد للناس ان يستدعوا ما علق بذاكرتهم ابان الحملة الموجهة لرموز المنظومة المقبورة قبل الاسقاط، الذين فاحت روائح استطعامهم للمال العام، يوم ان اعلن عن مفوضية مكافحة للفساد برعاية رأس الفساد (البشير)، يومها وضعت ارقام التلفونات على يافطة باب المفوضية وطلب من الناس التبليغ عن المشبوهين والمشبوهات بالتغول على الثروات القومية والموارد والمداخيل الحكومية، لكن كانت مجرد مسرحية استهبالية كبرى انطلت على المواطن الفقير الى ربه.
الحكومة الانتقالية وعلى رأسها الدكتور عبد الله حمدوك هي الممثل الشرعي لثورة ديسمبر المجيدة، واي محاولة من السيادي للقفز فوق صلاحيات الرئيس التنفيذي (حمدوك) – الامر الذي حدث بالفعل – سيؤدي الى صحوة تروس المدائن والقرى والحضر ويدفعهم لأن يزحفوا زحفهم المقدس الاخير باتجاه القصر، حينها لا عاصم لتسونامي الغضب الحليم يعصم عصبة السيادي ورئيس الوزراء وجوقته من الانتهازييين واللصوص الجدد من الاقتلاع من الجذور، وحينها حتى المتغيرات الجيوسياية لن تقف في صف الحكومة الانتقالية الحالية اذا ما قال الشعب كلمته، الكلمة المبرأة من غرض البائدين المتشبثين بادبيات الثورة شعاراً ولفظاً منافقاً والكائدين لها كيداً عظيماً، فللثورة طريق واحد لا ثاني له فان حاد عن هذا الطريق البرهان اوحمدوك فما عليهما الا ان ينتظرا (البل)، فلا تغُرن احد من رموز الانتقال الوعود الاممية والتطمينات المحورية والاستعباطات القادمة من الجارة الشمالية، فالضحكة الاخيرة سوف تكون من نصيب هذا الشعب (المحقور به)، وكما عهدته الجماعات الحزبية المتحوّرة في اللباس الجديد (قحت) فهو شعب صعب المراس وذي باس شديد وعزم يفل الحديد، وهذه المرة لن يوكل امره للاحزاب المترهلة والمتهالكة بتقادم العمر والسين، فمن عجب ان يتسيّد (الهوانات) مشهد الثورة المجيدة التي سلبت الالباب واسرت القلوب.
الزوال ان حدث لهذه اللجنة التي آلت على نفسها تفكيك بيت عنكبوت المؤتمر الوطني المحلول، فليبشر السودانيون بعودة مشرعنة لجماعات النظام البائد، عودة مصحوبة بانغام مارشات موسيقى القوات المسلحة التي زرعوا فيها فتيتهم القائلين (اقسمت يا نفس لتنزلن)، مفردة (تفكيك) هذه من المفردات الثورية التي ازعجت مضاجع كل المراهنين على تسليم مقاليد الامور السلطانية لعيسى بن مريم، انهم لن يألوا جهداً في سبيل العمل بايديهم وارجلهم حتى لا تفكك مفاصل دويلتهم المحروسة بالملائكة المعطّرين بابخرة دخان العود والصندل والعنبر حسب زعمهم، منذ الاطاحة بالدكتاتور شكلاً لا اصلاً لم يرتعب رموز الحزب الاسلاموي المباد من حديث مثلما هرعوا الى تركيا خوفاً من كلمة (تفكيك)، هذه الاحرف القليلة العدد العظيمة المغزى التي ارتجف لها جبابرة العهد البائد، كلما سمعوها رأيت وجوههم قد اكفهرّت وبلغت قلوبهم الحناجر رهبةً من زوال الثروة الكبيرة المكتنزة من مال السحت وايرادات التجنيب، سيقاومون وهم يصرخون كل من تسول له نفسه قول كلمة (تفكيك)، لأنها تفكك تماسك عزيمتهم المصطنعة وتمزق استار قلوبهم المتقلبة بين ثروة الشعب وسلطته.
تنبيه:- الثوار الاحرار لن يتسامحوا مع المندسين والظاهرين اذا ما تعرّض الدكتور صلاح مناع لأذى.
اسماعيل عبد الله
[email protected]
5 فبراير 2021