لندن _صوت الهامش
رصدت منظمة “كريستيان سوليداريتي وورلدوايد” الحقوقية، عملية توقيف القس يحيى نالو، رئيس السينودوس الإنجيلي، في الـ 21 من أغسطس الجاري، واتهامه بالتعدي على ممتلكات الغير إثر مزاعم بدخوله مكتبه في مبنى السينودوس، والإفراج عنه بكفالة في وقت متأخر من ذلك اليوم، وإنكار القس نالو الاتهام الموجّه إليه.
ونوهت المنظمة الحقوقية ، في تقرير اطلعت عليه (صوت الهامش) ، عن أن القضية ضد القس نالو رفعتها لجنة كنسية تدعمها الحكومة تحاول السيطرة على شئون الكنيسة وقد باعت تلك اللجنة مباني الكنيسة لمستثمرين من القطاع الخاص.
وعلى الرغم من أن الحكومة السودانية تحاول تصوير الأحداث على أنها نزاع كنسي داخلي، إلا أنه وفي مارس 2013، أعطت وزارة الأوقاف والإرشاد ترخيصا للجنة، والتي كان انعقادها بمخالفة لتدابير الكنيسة، لتمثيل سينودوس الكنيسة الإنجيلية المشيخية في السودان، وجعلت اللجنة تبيع مباني الكنيسة لرجال أعمال مسلمين على غير رغبة اللجنة الشرعية والـسينودوس الذي هو الهيئة الحاكمة للكنيسة.
ونبه التقرير إلى أن اللجنة الشرعية للكنيسة تم انتخابها طبقا لقواعد الكنيسة ويرأسها رأفت عبيد؛ ومع ذلك لم تعد قادرة على استئناف عملها رغم صدور حكم في أغسطس 2015 لصالحها من جانب محكمة الخرطوم الإدارية، وذلك لافتقارها إلى اعتراف رسمي من وزارة الأوقاف والإرشاد؛ فضلا عن ذلك، فإن رأفت عبيد وأعضاء آخرين من لجنته يخضعون لمحاكمة بتهمة الاحتيال والتضليل لأنهم يصرحون بأنهم أعضاء اللجنة الشرعية للكنيسة الإنجيلية المشيخية في السودان؛ وقد بدأت المحاكمة في يناير 2017 ولا تزال جارية.
ولفت التقرير إلى أن الدعوى المرفوعة ضد القس نالو تم تحريكها في أبريل 2017 من جانب يوسف مطر، عضو اللجنة غير الشرعية للكنيسة الإنجيلية المشيخية في السودان؛ وفي ذات الشهر، قامت اللجنة غير الشرعية بإخراج القس نالو من مكتبه من مبنى السينودوس بعد بيع العقار لمستثمرين؛ كما حصلت تلك اللجنة على حكم محكمة يقضي بطرد القس نالو من منزله المملوك للكنيسة بـأمدرمان في الـ 13 من أغسطس الجاري بعد بيع هذا العقار أيضا لمستثمرين.
وأضاف التقرير أنه في الـ 15 من أغسطس، طرد مسئولون محليون القس نالو وعائلته من منزلهم ووضعوا كل متعلقاتهم خارج العقار؛ وبعد تنفيذ قرار الطرد، عسْكر القس نالو وبعض أفراد عائلته خارج العقار احتجاجًا على الطرد؛ وقالت مصادر محلية لـ “كريستيان سوليدرايتي وورلدوايد” إن توقيف القس نالو ربما كان يستهدف إخراجه من العقار تمهيدا للسماح للمستثمرين بالوصول إليه وهدمه.
وأكد التقرير أن القس نالو ينكر دخول مكتب السينودوس بعد عملية الطرد التي تمت في أبريل 2017؛ ويؤكد محاميه أن الشكوى الأصلية بقيام القس نالو بالتعدي على ممتلكات الغير لم تحدد اسم المتعدّي ولا أين وقع التعدي، بما يسمح للجنة غير الشرعية أن تُعدّل الدعوى وتتهم أي شخص آخر في المستقبل.
وأعربت منظمة “كريستيان سوليداريتي وورلدوايد”، في تقريرها، عن عميق قلقها بشأن القضية الجنائية المرفوعة ضد القس نالو؛ مؤكدة أن الاتهامات الموجهة إليه لا أساس لها، فضلا عن كونها تعتبر دليلا على تسييس إجراءات العدالة الجنائية والاستمرار في ملاحقة القادة الدينيين، داعية إلى إسقاط تلك الاتهامات بلا أي شرط.
ونوه التقرير عن أن اللجنة غير الشرعية قامت حتى الآن ببيع أو حاولت أن تبيع المدرسة الإنجيلية ببحري في الخرطوم، والمدرسة الإنجيلية في أمدرمان، والعديد من المنازل التي يستخدمها رجال الدين.
واختتمت المنظمة تقريرها بالقول إن “قرار وزارة الأوقاف بترخيص لجنة انعقدت بشكل مخالف لقواعد الهيئة الحاكمة للكنيسة لتمثل السينودوس ، هذا القرار هو تدّخل غير مرغوب به في شئون الكنيسة، كما أن القرار يعد انتهاكا لأنظمة أساسية إقليمية ودولية السودان عضو بها إذْ ينتهك حق أعضاء مجتمع أقلية دينية في ممارسة شعائر دينهم.
هذا ودعت منظمة “كريستيان سوليداريتي وورلدوايد” الاتحادين الأفريقي والأوروبي إلى تذكير السودان بالتزاماته الإقليمية والدولية بحماية الحرية الدينية أو حرية الاعتقاد؛ إن قرار الاعتراف بلجنة تفتقر إلى المشروعية ينبغي أن يخضع للمراجعة على وجه السرعة؛ كما أن عمليات البيع التي نفذتها تلك اللجنة يجب إعلان بطلانها وتعود الأموال المدفوعة فيها إلى المشترين”.