الخرطوم – صوت الهامش
قالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، إن السودان يعاني واحد من أكبر الأزمات الإنسانية، حيث نحو 9,3 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية قبل وباء كوفيد19 والفيضانات التي ضربت البلاد.
وأضافت أن المجتمعات المتضررة تحتاج إلى النقد في أسرع وقت ممكن لسداد ديونها، وفاقمت الفيضانات الأخيرة وتكثيف انعدام الأمن الغذائي، وسوء التغذية وسبل العيش الفقر، فاقم من سبق الفئات الضعيفة من السكان وزيادة وضعها في خطر الوقوع في المراحل أشد من انعدام الأمن الغذائي مثل مرحلة 4 (الطوارئ) والمرحلة 5 (المجاعة).
وفقًا لتقييم الاحتياجات المشتركة الذي أجرته منظمة الأغذية والزراعة ووزارة الزراعة والموارد الطبيعية ووزارات الإنتاج والموارد الاقتصادية في السودان، أكدوا تضرر ما يقرب من 2,2 مليون هكتار من الأراضي الزراعية.
ولفت تقرير للمنظمة طالعته (صوت الهامش) إلى أن ولايات النيل الأزرق وشمال دارفور وسنار، تعاني من أعلى مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد(IPC المرحلة 3 و 4)، كما أنها من بين الولايات الأكثر تضررًا من الفيضانات.
نظرًا لأن أكثر من 70 في المائة من سكان الريف في ولايات النيل الأزرق وشمال دارفور وسنار، أبان التقرير الذي طالعته (صوت الهامش) أنهم يعتمدون على الإنتاج الزراعي كمصدر أساسي لسبل عيشهم، واستبدال المدخلات الزراعية، وإعادة تأهيل أنظمة الري.
فضلاً عن توفير الدعم للثروة الحيوانية ومصايد الأسماك تعتبر القطاعات الفرعية حاسمة لضمان تمكن السكان المتضررين من مواصلة الأنشطة الزراعية في المواسم القادمة.
ونوه إلى أن الأمطار الغزيرة والفيضانات أثرت جنبًا إلى جنب مع الفيضان التاريخي لنهر النيل وروافده على 17 ولاية من أصل 18 ولاية في السودان، مما تسبب في أضرار مدمرة على ضفاف الأنهار، وقد تسبب هذا في أضرار واسعة النطاق في عدد من القطاعات.
وأضاف التقرير أنه منذ انفصال جنوب السودان في العام 2011، كان الاقتصاد السوداني في دوامة هبوطية يعاني من عجز تجاري ومالي هيكلي، وفقر جماعي، وتضخم مرتفع، ومستويات عالية من عدم المساواة، ودعم غير مستهدف للوقود، ونفقات عامة محدودة على الخدمات الأساسية، وجهود مالية منخفضة اعتمدت على الضرائب التنازلية غير المباشرة.
وأكد أن جائحة كوفيد -19 زادت من تفاقم الوضع الهش بالفعل وتعقيده، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية والصراع والنزوح ونقص الخدمات الأساسية، يتفاقم بسبب الصدمات الناجمة عن المناخ.
إلى ذلك، تعرضت البستنة والبذور والأدوات والمعدات والآلات والبنية التحتية المتعلقة بالزراعة إما للضياع أو التلف في الكارثة، وبدأت المجتمعات المتضررة في اقتراض الأموال وبيع أصولها الإنتاجية للحصول على الغذاء، وتصاعد مستويات الديون.
وأضاف أن المنظمة تكيف برامجها الإنسانية والمتعلقة بالصمود لضمان استمرار تقديم المساعدة حيث توجد مستويات عالية من الاحتياجات، مع تلبية الاحتياجات الجديدة الناشئة عن تأثير الفيضانات وكوفيد -19.
ويشمل ذلك تزويد صغار المزارعين والرعاة بالمدخلات الرئيسية لمواصلة إنتاج الغذاء لأسرهم ومجتمعاتهم، وشدد على أهمية تثبيت الدخل والحصول على الغذاء، وكذلك الحفاظ على سبل العيش المستمرة والمساعدة في إنتاج الغذاء لأكثر المجتمعات التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي حدة.