روما: صوت الهامش
قادت منظمات الأمم المتحدة، حركة الاستجابة لحالة المجاعة الشديدة وأزمة الغذاء التي تضرب جنوب السودان، بأن رحبت المنظمة اليوم الثلاثاء بتبرع قيمته 50 مليون دولار أمريكي مقدم من البنك الدولي للتعاطي مع انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية في البلاد.
وفي بيان لبرنامج الأغذية العالمي أطلعت عليه (صوت الهامش) ، أكدت كل من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة – أكدت هذه المنظمات على أهمية دعم البنك الدولي المقدم عبر وزارة زراعة دولة جنوب السودان وذلك للحفاظ على زخم مساعدة ملايين البشر من الرجال والنساء والأطفال الذين يواجهون الموت جوعا دونما مساعدة مستدامة.
وأوضح البيان ، أنه بفضل استجابة موسعة شملت تقديم مساعدات غذائية ضخمة، فإن المجاعة في جنوب السودان قد خفّت حدتها. غير أن ثمة 6 ملايين نسمة لا يزالون يجهلون مصدر وجبتهم الغذائية التالية. في أنحاء البلاد ثمة 1ر1 مليون طفل يعانون سوء التغذية مع نحو 290 ألفا آخرين يعانون بشدة سوء التغذية وهم في حاجة ماسة للمساعدة الإنسانية.
وقال ماهيمبو مدو، ممثل اليونيسيف في دولة جنوب السودان: “مع مكافحة نصف سكان جنوب السودان للحصول على الغذاء ومعاناة أكثر من مليون طفل من سوء التغذية الحاد، فإن هذه تعتبر مساعدة حيوية إذ ستنقذ حياة الكثيرين”.
ومن المفترض أن تكثف اليونيسيف جهودها العام المقبل للحيلولة دون وقوع حالات سوء تغذية حادة والتعامل معها حال وقوعها بين الأطفال، في ظل ارتفاع المنحة المقدمة من البنك الدولي إلى أكثر من 16 مليون دولار أمريكي.
وقال عدنان خان، ممثل برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في دولة جنوب السودان: “إن المساهمة من البنك الدولي هي بمثابة خطوة في الاتجاه الصحيح صوب إنهاء المجاعة وسوء التغذية، اللتين تهددان الحياة وتعوقان نمو الأطفال”.
وسيتلقى برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة نحو 26 مليون دولار أمريكي من أجل المساعدة في تقديم الغذاء لنحو 110 ألف نسمة لا سيما في مناطق تعاني مجاعة حادة ومهددة بمجاعة.
ويقول سيرغي تيسوت، ممثل الفاو في دولة جنوب السودان: “بفضل التمويل من البنك الدولي، يمكننا العمل لمستقبل مستدام عبر دعم المزارعين والصيادين الأكثر احتياجا وأن نساعدهم في إعادة تأهيل حياتهم”.
وستتلقى الفاو نحو 8 ملايين دولار أمريكي لدعم إنعاش المحاصيل والثروة الحيوانية والإنتاج السمكي في مناطق تعاني بشدة من انعدام الأمن الغذائي؛ وعبر إنعاش موارد إعاشتهم سيكون بالإمكان القضاء على الجوع والفقر المدقع.
وبهذه المساهمة، فإن البنك الدولي يدعم مشروع الحكومة الخاص بــ “الأمن الغذائي والمساعدة الغذائية الطارئة في جنوب السودان” لتأمين استجابة متكاملة لمستويات أزمة انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية عبر جنوب السودان ولا سيما في ولايات أعالي النيل وجونقلي والوحدة. وستبرم منظمات الأمم المتحدة اتفاقيات أحادية مع الحكومة لكنها ستعمل عن كثب مع بعضها البعض في الاستجابات الطارئة.
وقد قدم برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة الدعم لنحو 2ر4 مليون نسمة في دولة جنوب السودان حتى الآن خلال العام الجاري – وهو أعلى رقم سجله البرنامج في جنوب السودان منذ حصولها على الاستقلال. فيما قدمت الفاو المساعدة لنحو 9ر3 مليون نسمة. أما اليونيسيف فقد أمنت حصول نحو 5ر1 مليون طفل دون سن الخامسة على مكملات فيتامين A ، وأكثر من 1ر1 مليون طفل دون سن الثانية عشرة على أقراص لمكافحة الديدان في 2017.