إختزال الثورة في ديسمبر مثل إنتكاسة للثورة نفسها وتضاءل أمال الناس في بناء نظام ديمقراطي
ظل رئيس حركة جيش تحرير السٌودان مني أركو مناوي،من أكثر قادة الحركات المسلحة،إنتقاداً لقوى إعلان الحٌرية والتغيير التحالف الحاكم في السُودان،ويحمل الإئتلاف الحاكم مسؤلية نقض إتفاق أديس أبابا الذي بسببه أبعدت الجبهة الثورية من وثائق الإنتقال السياسي،بجانب رفضه القاطع لفكرة تعيين ولاة الولايات وتشكيل المجلس التشريعي قبل تحقيق السلام الشامل في السُودان،”صوت الهامش” جلست إليه وطرحت عليه العديد من التساؤلات المتعلقه حول الراهن السياسي،ومفاوضات جوبا ومستقبل السلام في السُودان،والإتهامات التي تواجهه بالمشاركة في القتال بدولة ليس والتالي كانت التفاصيل:
حوار – صوت الهامش
المشهد السياسي في السُودان مازال قاتماً وتضاءلت آمال السُودانيين في بناء نظام ديمقراطي،تعددي بسبب الأزمات المٌتلاحقه،برأيك كيف يمكن الخروج من هذا الوضع الضبابي؟
الأمل الان أكبر لأن نمضي إلي الأمام لأن البيئة الموجودة في الوقت الراهن آهلة لأن تكون متطورة للوصول لإستقرار دائم في ظل دولة ديمقراطية تتوفر فيها الحياة ومساحة لتوفير الخدمات للمواطنين والمساواة على أساس المواطنة وبناء ودولة القانون والعدالة الظروف الان مهيأة ،ولكن اذا لم نستغل هذه الظروف بشكل جيد او قراءتها بصورة واضحة وفيها نوع من العقلانية يمكن ان ننحرف في إتجاه دون ذاك فنحن في حوجة للادراك أكثر من أننا نتسابق على من يحكم وكيف تدار الفترة الإنتقالية؟ وهي نعتبرها مجرد تسيير إلي محطة الديمقراطية الدائمة وهي لا يمكن أن تتم الا بإكتمال كافة الحلول للقضايا المتراكمة عبر التأريخ لأن حجم الموضوع وحجم الدولة والمظالم يجب أن يكون مفهوم لكل الناس خاصةً الذين يدعون السياسة.
الوثيقة الدستورية مُعيبة وتم تصميمها حسب المصالح الحزبية الضيقة وتجاوزت القضايا الأساسية
الثورة عند قيامها وحتي سقوط دكتاتورية البشير إعتبرها البعض بأنها أولي المراحل للعبور بالبلاد لكن ما يجري الان يشير إلي تراجع كبير في أهداف الثورة وأن إحتمالية تقويضها أكبر من إستمرارها ماهي الأسباب؟
الثورة لم تبدأ في ديسمبر وكأن الذين قتلوا قبل ديسمبر “ناس فطائس” الثورة قائمة في السودان السُودان منذ 1955 ،هناك محطات مذكورة أكثر من غيرها بحكم الميزه التي فيها، مثلاً ثورة إكتوبر كانت محطة من محطات الثورة السودانية،وأبريل 1985 كانت محطة من محطات الثورة أيضاً،وكذلك ديمسبر 2018، ومحاولة تعريف الثورة بأنها مختزله في ديسمبر أول سبب في نكسة الثورة نفسها،وتضاءل آمال الناس.
ما الذي يؤخر تحقيق السلام خاصةً وأن البعض يعتبر أن مُعالجة أزمات السُودان رهين بتحقيق سلام دائم ينهي الحرب في المناطق المُلتهبة؟
ما يجري في جوبا أشبه بالحوار رغم سوء التفاهم والأخطاء في التعاطي مع الثورة،الا أن الأطراف الموجودة الان في جوبا هي أطراف منسجمة مع بعضها البعض،على الاقل ليست هناك هواجس كبيرة،وفي نفس الوقت هناك قضايا في حوجة لحسم وهي أكبر من مفاهيم البعض.
مقاطعه … مثل ماذا؟
بعض القضايا يعتبروها قومية ذات بعد قومي وعلاقتها بالمسارات علاقة في شكل منبر أو حوار وطني يجمع كل الاطراف السودانية،مثلاً معيار القومية في بعض الأحيان ليس لديها معيار حقيقي إنما تسويف بغرض الإستهلاك السياسي،وهناك أشياء كثيرة تمضي لكن لي أمل أن أنجز شئ ما في فترة ما وفي النهاية نصل لوضع يمهد للوصول إلي السلام الدائم،وأعتبر أن ما ينتج في جوبا لايعتبر سلام نهائي بقدر ما أنه تمهيد لبناء أرضية صلبة تسعي لوقوف كل الناس،والأحزاب السياسية السياسية التي ورثت السُودان من الإستعمار بالإضافة إلي الهامش والمجتمع السوداني كله يقف في أرضية واحدة وهذه الأرضية يجب أن تستغل لحوار وطني حقيقي،ويتم طرح القضايا التي لم تشمل التفاوض.
هل متوقع الوصول لتراضي وطني من خلال منبر جوبا؟
التراضي ربما يكون غير وطني ولكن قد يمهد لحوار وطني ومجرد خروج الإنجليز تم إستلام السٌودان من أحزاب سياسية وشخصيات أقعدت به، فنحن محتاجين لحوار وطني بين كل الأطراف لمعرفة ماهو السُودان والسودانين وموارده وهويته وتحديد ماهية قضايا السٌودان المشتركة والقضايا الفدرالية هذه قضايا مهمة.
مقاطعه … قضايا الهوية وماهية السُودان الا يمكن مناقشتها في منبر جوبا؟
ممكن أن يتم مناقشتها للوصول لإتفاق وهذا الإتفاق يمهد لحوار الوطني،وموضوع خروج السُودان من الأزمة يحتاج لمراحلة تمهد لجو ملائم من أجل جلوس الناس في الطاولة مع بعض .
ما التفسير المنطقي للتمديد المُتكرر للمفاوضات هل هذا بسبب غياب الإرادة بين الأطراف المتفاوضة؟
تحقيق السلام لا يحتاج إلي آجال ومواقيت محددة إذا كانت هناك رغبة بين الأطراف يمكن أن نصل لإتفاق سلام في ظرف 24 ساعه.
هناك إنتقادات وجهت للمسارات التي يعتمد عليها التفاوض لماذا تم تقسيم التفاوض لمسارات مُعينة؟
التفاوض عبر منطقة ملتهبة لا يمنع من مناقشة قضايا أخري،مثلاُ إتفاق السلام الشامل، كان إتفاق يعني بالجنوب لكن الناس ناقشت الدستور الإنتقالي وهو جاء من باب الجنوب والحريات والانتخابات هي قضايا قومية تعني كل الناس لكن تمت مُخاطبتها عبر بوابة الجنوب،ولذلك لا أري قضاضة أن تخاطب القضايا عبر بوابة المنطقتين أو عبر بوابة دارفور،لكن الاخرين الذين وجدو فرصة لمناقشة قضاياهم من حقهم أن يمنحوا مسارات …
من أين أتت شرعية المسارات؟
مثلاً الذين كانوا يحملون رأية الشرق طرحوا قضاياهم في منبر مفتوح و الحكومة وافقت به والدولة المستضيفه وافقت لكن السؤال هذا السؤال يجب أن يوجه لممثلي بقية المسارات،لكن مسار دارفور موجود وهي منطقة معروفة دمرتها الحرب ولها وضعيتها الخاصة.
الا تمثل هذه المسارات خاصةً ذات التأثير المحدود خصماً على قضية دارفور والمنطقتين؟
في حال يتم توزيعها لكل السُودان بالتأكيد ستكون خصماً على منطقة ما ولكن في حال وضع إعتبار لمنطقة ما دمرتها الحرب مثلاً كدارفور ووضع إعتبار واضح للضحايا يمكن أن لا تؤثر.
نتفاوض مع حكومة الأمر الواقع في جوبا و قوى الحرية مشاركة “كمتطفلة” وليس لدينا مانع أن يتعلموا
العلاقة بين الجبهة الثورية وقوى إعلان الحرية والتغيير ماتزال متوترة ماهي أسباب الخلاف؟
ليس هناك ما يسمي بقوي إعلان الحرية والتغيير بمعزل عن الجبهة الثورية،لكن هذه قوى إعلان الحٌرية والتغيير جناح الخرطوم،والجبهة الثورية من صميم الحرية وتمثل 60%
مقاطعه … طالما أنتم من صميم الحرية والتغيير ماهي أسباب الخلاف؟
ليس لدينا خلاف هم مختلفين مع أنفسهم وحجم فهمهم للسُودان ضيق جداً وهم بفتكرو أن السُودان من الجيلي لجبل أولياء وهذه مشكلتهم ….
كان هناك إتجاه لهيكلة قوى إعلان الحُرية والتغيير لماذا توقف؟
هم رغم عقليتهم بفتكرون أنهم يمثلون أكثر من 60% في السُودان،ونحن نري غير ذلك،وهذا هو الخلاف “والان نحن محتاجين ندرب أبنائنا وأشبالنا في قوى إعلان الحٌرية والتغيير،سوى كانت أحزاب عشان يتعلمو السُودان ده كبير ومتمدد وهذه الدراية غير موجودة”،ومن المفترض الجبهة الثورية تمثل في حجمها ما بالضرورة يكون هناك رقم محدد لكن حجم الثورية معروف وكانت في يوم من الأيام قبلة لأشبال الحُرية والتغيير.
البعض يري أنكم تفاوضون أنفسكم بأنفسكم؟
نحن نتفاوض مع حكومة الأمر الواقع لكن قوى الحرية مشاركة أتت كمتطفلة واذا هم موجودين ماعندنا مشكلة يعرفوا معني التفاوض.
لماذا ألغي إتفاق “أديس ابابا” ومن الذي عطل تنفيذه؟
الذين إحتفلوا في قاعة الصداقة هم الذين رفضوا إتفاق أديس ولا أدري لماذا رفضوه والسلام مفروض أن يكون الأولوية لإخراج السُودان من مأزقه لكن تركة الأحزاب القذرة عندما عادوا للخرطوم نقضوا العهد وهذا السؤال يجب أن يوجه للذين إحتلفوا بما يسمي بالوثيقة الدستورية لأن بلد كالسُودان لا يمكن أن يحكم بهذه الوثيقة بل من المفروض أن يحكم بدستور إنتقالي واضخ يشمل كل قضايا الشعب السوداني…
هل لديكم ماخذ على الوثيقة الدستورية التي تحكم السُودان الان؟
هي كانت ورقة بيضاء مجرد أشياء بسيطة جداً يمكن ان نسميها مساحيق قبل التوقيع على إتفاق أديس ابابا لكن تمت سرقة الوثيقة من ورقة أديس أبابا عبر بعض القضايا بطريقة إنتقائية ووضعوها حسب مصلحتهم الضيقة والان الضيق ظهر بعد تجاوزا القضايا الأساسية.
هل قدمتكم أنتم قوى مسحلة مقترح لدستور إنتقالي بديل للوثيقة الدستورية؟
كان مقترحنا مفروض أن تكون هناك مائدة مستديرة بواسطة حكومة تصريف أعمال والشعب يتحاور في مائدة مستديرة الي أن نصل لإزالة كل التراكمات لنصل لميثاق للإجابة علي سؤال كيف يحكم السُودان واي تجاوز لهذه المواضيع يعتبر هروب للأمام وبداية لتقسيم السُودان، لأن الجنوب لن ينفصل في 1956والإبادة الجماعية في دارفور لم تبدأ في 2003 بل وقعت في 1956،وما تم في قاعة الصداقة تمهيد لما يجري.
حتى الان تلاحقكم إتهامات بأنكم من يعمل على تأخير تعيين ولاة الولايات وهي تشهد أزمات متلاحقه؟
ليس لنا علاقة بتعيين الولاة من عدمه وهل نحن جزء من ما يسمي بالوثيقة الدستورية وهل نحن جزء من هذه المنظومة الحاكمة لماذا يطلبوا مننا إذن الان لتعيين الولاة؟ هل طلبوا منا إذن عندما شكلو حكومتهم وهل طلبو مننا إذن عندما اتفقوا مع العساكر؟.
تتهمون بأن علاقتكم مع العسكري قوية في الوقت الراهن أقوي من أي وقت مضي؟
“قربنا من العسكر قالوا بأنهم يريدون سلام “وناس قحت رافضين السلام”
هناك جدل كبير دار عقب إتفاق أطراف جوبا على التعامل مع المحكمة الجنائية الدولية،ما الذي تم الإتفاق عليه هل هو تسليم مباشر للبشير ومعاونيه أم أن الأمر مثول في اي موقع تحدده المحكمة؟
مثول كلمة ربما لديهم لها تفسير وهذا شأنهم ولكن الإتفاق نص على أن تلتزم الحكومة السودانية كاملاً بقرار 1593 .
هناك من يقول أن قائمة الـ”51″ تضم شخصيات في الحركات المسلحة هل أنتم مستعدون للتعاون مع الجنائية؟
ليس لدينا مشكلة في أن يتم التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية ويجب مثول وتطوع والتعامل معها لجهة أن العدالة لا تمييز أحد.
ماهي رؤيتكم لشكل الترتيبات الأمنية المُقبلة،وكيف يمكن مُعالجة وإستيعاب الجيوش الموجودة في السُودان؟
المؤسسة العسكرية والقطاع الأمني كله يجب أن يتم معالجته بسبب الخلل كبير الذي يٌعاني منه وهو عمود فقري في عدم إستقرار الديمقراطية والتفاوض حول الترتيبات الأمنية لا أود الحديث عنه.
الحركات ما تزال تتهم بأنها أسيرة لفكرة حمل السلاح وليس لديها مشروع سياسي واضح؟
البرنامج الموجود الان في السودان هو برنامج الحركات المسلحة التي أستخدمت السلاح كاخر وسيلة والتحالفات من الفجر الجديد ونداء السودان والتحالف بين الاجماع الوطني وبرنامج قوى إعلان الحٌرية والتغيير كلها أفكار الحركات المسلحة ،ليس هناك حزب سياسي لديه برنامج والحركات اعقل بكثير من ما يسمي بالقوي السياسية.
وقعت عدد من مذكرات التفاهم مع حركات مُسلحة كانت مُشاركة النظام البائد حتي لحظة سقوطه هل هذا يعني أنكم لا خلاف لديك مع منسوبي النظام البائد؟
فوبيا النظام البائد هو سلوك والحرية والتغيير سلوك وهناك وثائق ظهرت تشير إلي أن بعض نشطاء الحرية والتغيير كانوا شركاء في حسابات بنكية مع النظام البائد ومع شخصيات مؤثرة في النظام البائد،عمر البشير عندما إرتكب الإبادة الجماعية ليس هناك شخص تحدث عنها بل تحدثوا عن الأموال التي سرقها فلذلك كلمة النظام البائد هي فوبيا ويراد إستغلالها ذلك في عمل سياسي،ليس لدي مشكلة مع شخص فنحن في حوجة لجمع الصف الوطني،وأنا عندما وقعت إتفاق السلام لم أوقع مع البشير إنما وقعت إتفاقاً مع السُودان.
هناك إتفاق على حظر الأحزاب التي شاركت مع النظام البائد ومنعها في المشاركة في الإنتخابات هل يشمل ذلك الحركات المسلحة التي وقعت إتفاقاً للسلام؟
أنشط أفراد الحرية والتغيير كانوا أقرب ناس للنظام البائد،وهناك حسابات بنكية ومعاملات تجارية واذا قفلوا الباب يكون قفلوا أنفسهم اذا كانوا شجعان عليهم أن يفتحوا تلك الملفات التي ورثوها من القصر الجمهوري والأمن وهم أفسد ناس تعاملوا مع الأمن والنظام البائد وليس من حقهم أن يغلقوا الباب أمام أي مواطن سُوداني.
الحركات المسلحة يقول البعض أنها باتت تستخدم في صراع المحاور وتنافس الدول على السُودان خاصةً الإمارات والسعودية ومصر من جهة وقطر وتركيا من جهة أخري؟
“مالنا ومال الإمارات” نحن ناس سُودانيين،نتعامل مع المحور السُوداني فقط نتحدث عن قضيتنا في السُودان ولسنا جُزء من صراع المحاور.
مقاطعه … لكنك تتهم بأنك متورط في القتال في ليبيا؟
من الذي أطلق الإتهامات …
تقرير خبراء الأمم المتحدة وبعض الناشطين في السوشيال ميديا؟
هذا كذب وتلك إتهامات ليس لديها أساس من الصحة وسبق وأن وضحنا هذا الأمر
مقاطعه … لكن سبق أن قلت بأنك موجود في ليبيا وأنك ضحية لصراع المحاور؟
أنا موجود في أي مكان في العالم في معسكرات اللاجئيين وفي اوربا وفي أي مكان…
لكن طبيعة الوجود في ليبيا خاصةً وأنها منطقة ملتهبة وتشهد قتالاً بين أطراف عديدة؟
أصلا دارفور جزء منه ليبيا ونحن قبل ما نعرف السُودان كنا بنعرف ليبيا ودارفور تم بنائها من قبل ليبيا،والسُودان الان أصبح لقمة صائغه للمحاور “وناس الخرطوم يشكون من المحاور ويقولون أن ناس المحاور أوقفوا دعم البلاد بالوقود والدقيق، عليكم أن تسألوا ناس الخرطوم عن هذه المحاور،ماعندنا علاقة بيها”.