ملاحظات أولية حول الإنتخابات اليوغندية 14 يناير 2021م والعوامل التي ساعدت الرئيس يوري كاقوتا موسفيني علي الفوز بها
1. يوجد ضعف بائن في الأحزاب السياسية المعارضة من حيث الخطاب السياسي الذي يعالج قضايا يوغندا الذي يقدمها للشعب اليوغندي كبديل موضوعي لحكم يوري موسفيني وحزب المقاومة الوطنية.
2. قلة الخبرة السياسية لمغني البوب بوبي واين المنافس الرئيسي لموسفيني وسطحية خطابه التعبوي الذي إفتقر للبرنامج السياسي الواضح وكيفية معالجة مشكلات البلاد ، فإن معظم خطاباته كانت عبارة عن شعارات بلا مضامين ونقد لنظام الحكم دون تقديم بدائل موضوعية ، وإغتراب خطابه عن مخاطبة القضايا الحقيقية ليوغندا والداخل واليوغندي وتحديات القارة الإفريقية، فقد إستند خطابه بشكل كبير علي تعبئة قبيلته (البوغاندا) وإثارة القضايا التي تجد رفضاً من غالبية المجتمع اليوغندي المحافظ ، مثل مناداته بالإعتراف بالمثلية الجنسية وغيرها من المسائل التي لا تجد إهتماماً كبيراً لدي اليوغنديين.
3. عدم وحدة المعارضة ودعمها لمرشح واحد لمنازلة موسفيني الذي أستفاد من تشتيت أصوات ناخبيها.
4. لم تقم المعارضة بما يكفي من خلال التعبئة السياسية الواعية وصياغة خطاب وأعي يحشد المواطنين خلفها، ويحثهم علي المشاركة في الإنتخابات ، فنجد أن عدد المواطنين الذين أدلوا بأصواتهم حوالي عشرة ملايين فقط من جملة 18 مليون ناخب مسجل، فهنالك ثمانية ملايين من هؤلاء الناخبين لم يدلوا في بأصواتهم في الإنتخابات ، ومشاركة هذا العدد الكبير كان بإمكانه تغيير النتيجة لصالح هذا الطرف أو ذاك ، من واقع أن الرئيس موسفيني حصل علي 5.851.037 صوتاً ومنافسه بوبي واين حاز علي 3.475.298 صوت.
5. نظرة غالبية أفراد قبيلة البوغاندا (أكبر قبائل يوغندا) والتي ينحدر منها المرشح بوبي واين تجاه الأجانب عامة وبعض قبائل يوغندا خاصة الذين يصفونهم بالأجانب بما فيهم قبيلة الرئيس يوري موسفيني وبعض القبائل الحدودية مع كينيا وجنوب السودان ، جعل هذه القبائل يدعمون يوري موسفيني وعدم دعم أي مرشح من قبيلة البوغاندا.
6. الأقليات من المسلمين والهنود لديهم تجارب سيئة مع الحكومات اليوغندية السابقة ، وعندما وصل موسفيني للسلطة استرد لهم حقوقهم التي سلبت منهم وعمل علي مساواتهم ببقية المكونات اليوغندية في الحقوق والواجبات مما حفز غالبيتهن لدعم موسفيني في الإنتخابات لضمان مكتسباتهم ومعاملتهم كمواطنين يوغنديين متساويين مع الآخرين.
7. إتسمت هذه الإنتخابات بالهدوء الحذر رغم المؤشرات التي كانت تدل علي إندلاع أعمال عنف واسعة النطاق لجهة سخونة الحملات الإنتخابية التي تخللتها أحداث عديدة سقط فيها عدد من الضحايا ، إلا إنه لم تسجل أي أحداث في العاصمة كمبالا العاصمة أو غيرها من المدن الرئيسية ، وقد وقعت بعض الإحتكاكات المحدودة النطاق في منطقة مثل ماساكا غرب يوغندا وميتيانا ولويرو ، وتمت السيطرة عليها بواسطة قوات الشرطة ولم يسقط فيها أي ضحايا ، وقد لعب قرار قطع خدمة الإنترنت عن البلاد والإنتشار الأمني الكثيف في العاصمة والمدن الكبري دوراّ كبيراً وحاسماً في عدم إندلاع أعمال شغب ومنع الإشاعات والتحريض وبث الدعايات الكاذبة ، وكذلك وعي الشعب اليوغندي وحرصه علي السلام والإستقرار في بلاده.
8. كمتابع للإنتخابات ونتائجها يمكن القول بإنها قد تميزت بقدر عالي من المصداقية والشفافية بفضل المراقبة الإقليمية والدولية وإتاحة الفرصة للإعلام المرئي والمسموح بمتابعة كافة تفاصيلها منذ بدء عملية التصويت إلي الفرز وإعلان النتيجة النهائية ، وقد ظل قضاة مفوضية الإنتخابات في حالة تواصل مستمر مع الرأي العام عبر عقد مؤتمرات صحفية كل أربعة ساعات تقريباً عبر التلفزيون الرسمي والقنوات الأخري ، يعلنون فيها النتائج التي تصل إليهم من مراكز الإقتراع. كما أن توقيع مندوبو الأحزاب والمرشحين بمراكز الإنتخابات علي نتيجة الفرز النهائي بالمركز المحدد أضفي مصداقية أكبر علي النتائج وبدد الشكوك حول إدعاءات وقوع حالات تزوير.
محمد عبد الرحمن الناير (بوتشر)
كمبالا – يوغندا
18 يناير 2021م