مصعب عبدالكريم
مواقف الحركة الشعبية لتحرير السودان الأخيرة في أروقة التفاوض. بالتأكيد هي مواقف سياسية مبنية علي دراسة معينة تعنيها و ولتطورات تستحق اتخاذ موقف سياسي . ربما نختلف مع الحلو و لا لكن من غير المعقول أن نفقد اخلاقياتنا سياسيا للهجوم عليه بأنه ضد السلام كما يفعل البعض. لان بالحقيقة مافي اي سلام بأرض الواقع عشان يكون الرفيق الحلو ضده، هو انسان سياسي ذو تراث فريد ومن مدرسة سياسية يحيد فنون السياسة بصورة جيدة و اكثر من ذلك الرجل بحكم إقليم كامل فيه يحتضن الملايين من شعبه يستشيرهم في كل كبيرة و صغيرة و لا يخرج عن إرادتهم بالاحري هو يحكم نموذج مصغر للسودان الجديد تسود فيها حكم القانون و المواطنة المتساوية واحترام الإنسان كمواطن لا علي أساس الدين والعرق واللون والانتماء الإثني .وهي بالتأكيد شكلية الدولة التي لم تري النور بعد في بقية مناطق السودان الكبيرة الا نظيراتها التي تحكمها بقية الحركات بالتالي الرجل لا يتخد موقفا سياسيا بلا جدوي أو دراسة حقيقية مرجعيتها تلك الجماهير والحواضن الشعبية للحركة في مناطق سيطرتها. يجب أن يحترم كموقف سياسي و أن اختلف البعض معه.
بنفس المعيار المعضلة حاليا اكبر من حميدتي و الحلو …لان جذور الأزمة اكبر من ذلك …الجذور ممتدة لنظام مركزي حاكم البلاد لعقود صنع حميدتي ليضرب به الحلو و مناوي وجبريل وعبدالواحد وعقار فقط لأنهم رفضوا شكلية النظام المركزي المفروض. إذن ليست من المنطق أن نقول جذور الأزمة دي كلها حميدتي ولازم يختفي من الساحة و المشاكل تنتهي كما يقول الحزب الشيوعي أو غيره من صفوة المركز الذين هم بالأساس جزء من جريمة صنع المليشيات تاريخيا المسكوت عنه .
وهل تنتهي أزمة الدولة السودانية المختلة باختفاء حميدتي ؟
حميدتي مجرم حرب و ارتكب جرائم الإبادة وغيرها و قواته لا زالت مستمرة في ارتكابها. وقبله كان موس هلال و دقيرشو و شكرت الله والقائمة تطول كلهم من نفس الصنف وتم صنعهم لنفس الغرض . ويمكن يختفي حميدتي غدا و تظهر آلة جديدة للبطش كما حدث بعد وفاة دقيرشوا أو بعد اعتصام موس هلال ..اعتقد اختفائه من الساحة حاليا لا يحل أزمة الدولة المختلة من جذوره . لان العامل الأساسي الذي صنع حميدتي وغيره لبطش الشعب السوداني في دارفور و كردفان والنيل الأزرق لا زال موجود في الخرطوم هي الدولة المركزية الصفوية الإقصائية التي تعتبر الأقاليم مجرد مورد للمال و حدائق خلفية للمركز . باحزابها الأسرية المناطقية. إذا سيصنعون الف حميدتي باستخدام موارد الدولة لضرب اي احد يرفض شكلية الأحادية الشمولية المركزية المرسومة سلفا منذا 1956 ، لذلك معدلة حميدتي و الحلو ليس الأساس في القضية برأي.. انتمني الرفاق في الحركة الشعبية و من يختلفون مع الحلو في موقفه أو من يدعمون حميدتي عدم تصعيد أكثر من هذا لان الامر اكبر من أشخاص… هجوم المناضل الحلو هو امتداد لشيطنة كل قادة الكفاح المسلحة المعمول بها من ديوان الرواية الرسمية للمركز و هجوم علي حميدتي بأنه مجرم و يجب أن يختفي بعد سنه كاملة من شرعنته في الساحة السياسية و تقنينه لرجل دولة و عضوء مجلس سيادي بدلا أن كان مجرم حرب لا يحل الازمة… يجب مخاطبة جذور الأزمة الحقيقية و نسأل الأسئلة المهمة لنجد الحلول المناسبة اصلا لماذا يتمرد الناس ضد الدولة ؟ و لماذا صنع حميدتي وغيره؟ و من الذي صنعه بالأساس؟ إلي أن نصل للسؤال عن اول يرقة لتمليش القبائل من الدولة مليشيات المراحيل مثلا في 1986 حتي قبل انقلاب البشير من كان المسؤول؟ إذا وجدنا الإجابة علي هذه الاسئلة من السهل معرفة موضع حميدتي في المعادلة السياسية حاليا اولا يجب توافر الجهود لتفكيك العامل الرئيسي لوجود مليشيات قبلية لارتكاب الجرائم وذلك الدولة المركزية و مؤسساتها العسكرية والأمنية والاقتصادية والسياسية الممنهجة علي أساس عرقي و اسري و ليس لتبسيط الأمور و اسطاع الاضواء علي القشور والمسببات حميدتي اول ظهوره 2003 كمتدرب و 2007 قائد صغير و 2013 كاسطورة لمليشيات المركز المخصصة لضرب أهل دارفور والحلو حمل سلاح النضال في 1983 هل لاحظت الفارق بين تاريخ الشخصيتين و مراحل تمرحل حميدتي ؟ فيبقي أن الأزمة اكبر من 2020 أو 2019 أو 2003و حتي 1983 الخلل البنيوي الحقيقي في منظومة الدولة و المفصلي بين الحرب والسلام في السودان موجود منذا 1955 علينا البحث فيها لايجاد الحلول الناجعة الان .لأننا لسنا بحاجة إلي تصعيد مصطنعة ومبنية علي تفاصيل سطحية لخلق معركة جديدة في الأطراف وقودها أبناء كردفان و بعض أبناء دارفور في جبال النوبة. وهو االشي الذي يتمناه و يدفع اليه الشيطان التاريخي للسودان وذلك إشعال الأطراف بحروب عبثية و اشغال أبناءه فيها للاستفراد بالساحة السياسية و صنع القرار لوحدهم في الخرطوم.و الاستحواذ علي السلطة و موارد الدولة و توظيفها لصالح طبقة اجتماعية وسياسية صغيرة في المركز و استخدامها في ضرب الخصوم علي شاكلة صناعة مليشيات قبلية بأموال الدولة لحرق الأطراف و الأقاليم التي تناهض شكلية الدولة المركزية بشكلها الحالي.