الخرطوم – صوت الهاش
قال مستشار رئيس الوزراء السوداني لشئوون السلام، جمعة كندا، إن تكوين مجلس شركاء الفترة الإنتقالية والحكومة الجديدة، من قوى متباينة سياسياً وايدلوجياً، يمثل تحد رقم واحد للحكومة الجديدة، وأيضا ستواجه صعوبات ليس بالإمكان التنبئ بمآلاتها، في حال عدم توفر الإرادة السياسية بينها.
وأعرب كندا عن إنزعاجه إزاء تأخير عملية السلام في البلاد، وأضاف أن تأخير إكمال السلام سيخلق مشاكل عميقة في السودان.
مؤكداً عدم قدرة تلك القوى على إدارة خلافاتها وتأثرها بصورة كبيرة بالتحالفات الإقليمية، ونبه أن عدم الإلتزام ببرنامج الفترة الإنتقالية، فإن المحاور الإقليمية والدولية، ستكون سبباً في تفتت القوى المشاركة في السلطة، ويهدد الفترة الإنتقالية برمتها، وشدد على ضرورة إستعداد وتوفر رغبة سياسية لدى شركاء الإنتقالية، لإدارة الخلافات بفعالية.
كما قال كندا أن حركة تحرير السودان، فصيل عبدالواحد محمد النور، ليست متحمسة للإنضمام إلى منبر جوبا للتفاوض مع الحكومة، لجهة أنها تطالب بحوار واسع يضم كافة مكونات الشعب السوداني، لتحديد مصير السودان، وإعتبر تواجد النور في يوغندا مؤشرا إيجابيا، لجهة أن ذلك له علاقة بعملية السلام بالبلاد، نفايا تتبادل وثائق رسمية بينهما.
وأضاف لدى حديثه في بث حي على منصة تجمع المهنيين السودانيين بالخارج، أن إتصال الحركة، بحكومة جنوب السودان، بصفتها الرسمية وليست كوساطة، وذكر أن حكومة السودان، لا تزال تنتظر أن تفهم رسميا، شكل ومهنجية عملية السلام التي يريدها النور، لبدء المفاوضات معه.
وأكد تأثر مفاوضات السلام بين الحكومة والحركة الشعبية، بسبب مبدأ فصل الدين عن الدولة، وأضاف أن المفاوضات غير الرسمية التي أجرتها بينهما كانت منهجية جديدة، مكنتهما من مناقشة ”ناجحة“ حول مبدأ علاقة الدين بالدولة، وأن اعتراض رئيس الوفد الحكومي، شمس الدين كباشي، على إعلان التوافق، ليس بسبب علمانية الدولة، بل أعمق من ذلك.
وقال كندا، إن استمرار التواصل بين رئيس الوزراء، والحركة الشعبية في قضايا من بينها العلاقة بين الدين والدولة، أدت إلى تفاهمات وصفها بالكبيرة، نافيا وجود مفاوضات رسمية بينهما.
منوهاً بأن أحد العيوب التي صاحبة الحكومة، هي عدم جاهزيتها وتوقف المفاوضات مع الحركة الشعبية بسبب بدء تنفيذ اتفاقية جوبا، مؤكداً تواجد وفد الثانية في مدينة جوبا، بينما وفد الأولى بالخرطوم، كاشفا عن عدم قدرة الحكومة على تقسيم جهدها للتوفيق بين مواصلة التفاوض مع الحركة وتطبيق إتفاقية جوبا.
وزاد بقوله : ”كلما وقعت الحكومة إتفاقية مع عبد الواحد النور، وعبدالعزيز الحلو، مبكراً ستكون الإتفاقية أقرب لتكون إتفاقية واحدة مع إتفاقية جوبا“.