عبدالغني بريش فيوف
عزيزي القارئ.. قلنا مرارا وتكرار وما زلنا نقول وسنقول بكرة وبعد بكرة وكل يوم ان الصادق المهدي لا يريد تغيير النظام السوداني بأي شكل من الأشكال، وبأي وسيلة من الوسائل، لأنه يستفيد من وجود هذا النظام من الناحية المالية على المستوى الشخصي والعائلي أولاً، ويستفيد منه ثانياً من الناحية السياسية كون أبناءه بنيناً وبناتاً ضمن طاقم هذا النظام المرفوض شعبياً وجماهيرياً.
حزب الأمة الذي يقوده الصادق المهدي، فقد معناه كحزب سياسي سوداني له تأثير شارعي وجماهيري ولذلك توجه مباشرة بالحديث إلى عمر البشير شارحا له حالته السياسية المزرية والحقارة التي يتعرض لها من طرف الحركات المسلحة -خاصة الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال، طالبا منه كرئيس للسودان أن ينظر إلى حزبه بعين الرأفة الرئاسية والحنان. وهذا هو سبب تخبطه السياسي وتصريحاته الإسهالية التي لا تتوقف.
عندما نقول أن حزب الأمة (جناح الصادق المهدي) مجرد تريلة للحزب الحاكم، وأن وجوده كحزب مرهون ببقاء النظام السوداني في السلطة. فإننا لم نبالغ في ذلك ولا نتطاول عليه إنما فقط نضع النقاط على الحروف ونستوضح الدور التآمري والتخريبي الذي يلعبه باسم معارضة النظام القائم. وها هي نائب رئيس حزب الأمة القومي د. مريم الصادق المهدي ترفع القناع عما ستر، وتعترف صراحة وتقول إن حزبها لا يرحب بتغيير النظام عبر انتفاضة في الوقت الحالي لعدة أسباب منها أن القوى الشبابية الصاعدة في الوقت الراهن ستتجاوز الأحزاب التقليدية وأن الثورة القادمة سيقودها أبناء الهامش ستطيح بكل الأحزاب التقليدية الطائفي منها والعقائدي وتنهي حقبة طويلة من تاريخ السودان.
وذكرت مريم في اجتماع مع الناشطات السياسيات السودانيات في مطعم بـ(شبردبوش) بالعاصمة البريطانية لندن قبل شهر أن حزبها يعمل مع نداء السودان على تحقيق الهبوط الناعم لأن ثورة الشباب ستؤدي إلى صوملة السودان وتفتيته. وقالت مريم – حسب قيادات نسوية حضرن الإجتماع- (لا نريد انتفاضة ولا مظاهرات لإسقاط النظام، بل نريد الهبوط الناعم المدعوم من المجتمع الدولي، لأن الانتفاضة تعني ذهاب نظام الإنقاذ ومسح تاريخ الأحزاب التقليدية الكبيرة وتأتي بقيادات جديدة لا علاقة لها بالأحزاب السياسية).
وابدت مريم انزعاجها من نشاط شباب الحزب ودعوتهم المتكررة للاحتجاجات الشعبية وطالبت بحسمهم. وتذمرت مريم من الاحتجاجات ضد نظام الإنقاذ التي ينظمها المعارضون السودانيون أمام سفارات بلدانهم. وأوضحت ان الاوضاع الاقتصادية في السودان ليست سيئة لهذه الدرجة التي يروج لها النشطاء على منصات التواصل الاجتماعي.
وطرحت ناشطات نسويات مبادرة سياسية لحل المشكلة السودانية، لكن مريم رفضتها، وقالت لهن (غوسوا في المجتمع الغربي، ونحن لمن نحتاج ليكم بناديكم).
عزيزي القارئ.. تقتضي الأمانة والمسئولية أن نشكر السيدة مريم الصادق المهدي على قول الحقيقة واعترافها الصريح بالقول إن حزبها لا يرحب بتغيير النظام عبر انتفاضة في الوقت الحالي لعدة أسباب منها أن القوى الشبابية الصاعدة في الوقت الراهن ستتجاوز الأحزاب التقليدية وأن الثورة القادمة سيقودها أبناء الهامش ستطيح بكل الأحزاب التقليدية الطائفي منها والعقائدي وتنهي حقبة طويلة من تاريخ السودان، بالرغم أن والدها رفض مرارا وتكرارا الاعتراف بهذه الحقيقة.
نشكر السيدة مريم الصادق المهدي على هذه (الدقسة) وقول الحقيقة، فهذا الحزب الطائفي الإقطاعي الإستغلالي العبودي الإسترقاقي، اعتمد في استقطابه السياسي على مكونات أُمية طائفية، جمهورا وتفكيرا، حتى تكلست قواعده وقياداته بهذا المناخ المقيت. وأن هذا الحزب ذات الحراك الطائفي البحت أكل عليه الدهر وشرب منه ومن الصعب أن يكون له مستقبل سياسي.
وبصراحة السيدة مريم عن حقيقة حزبها الطائفي البغيض، نستطيع القول ان هذا الحزب يمارس الكذب السياسي عندما ادعى مضايقة السلطات السودانية له، ويمارس الكذب أيضا عندما ادعى ان أجهزة أمن البشير تهدد رئيسه بالاعتقال إذا ما عاد إلى السودان، ذلك أن نائب رئيس الحزب اللواء (م) فضل الله برمة ناصر، قد كشف في لقاء صحفي مؤخرا عن لقاءين جمعا رئيس الحزب الصادق المهدي بوفدين من المؤتمر الوطني، أثناء إقامة المهدي في القاهرة: الوفد الأول تكون من الفريق الهادي عبدالله واللواء عبد الله صافي النور، والثاني كان بقيادة نائب رئيس المؤتمر الوطني د. فيصل حسن إبراهيم، لكن دون الوصول إلى نتائج متفق عليها.
وقطع برمة بعودة المهدي قبل انعقاد مؤتمر الحزب في (19) ديسمبر القادم وقال: (المهدي محله الطبيعي هو وطنه وسط أهله وجماهيره)، وشدد على أن المهدي هو الأنسب لقيادة الحزب في الظروف الراهنة لخبرته وحكمته التي تحتاجها البلاد.. والسؤال هو كيف يقول نائب رئيس حزب الأمة بعودة المهدي إلى السودان وقد قالوا مرارا وتكرارا من قبل أنه مهدد بالاعتقال والسجن والمرمطة، وكان هذا هو سبب هروبه من السودان إلى القاهرة؟
وبالمنطق أعلاه، وبهذا المستوى من الاستخفاف، يتعامل حزب الأمة مع جماهيره إذا كان له جماهير. وفي ظل غياب المنطق والتغاضي عن مفهوم العقل، يكون الرابح الاول فيها لقادة الاستحمار والديناصورات الذين يعمدون ليلاً نهاراً على ترسيخ وتأصيل وتوسيع دائرة الجهل والغباء.
ليترك الصادق المهدي المعارضة التي يدعيها زورا وكذبا، وليعود إلى الخرطوم اليوم قبل غد، لأن الشعوب السودانية لا تنتظر جديدا مفيدا من شخص استهوته المناصب والكراسي واستأنسها، وأصابه العمى الذهني ورؤيته للأشياء لا تتجاوز ذقنه المصبغ بألوان القوس قزح.
هذا هو الصادق المهدي، وهذه هي صنيعته، يتواطأ على الجميع بأبخس الأثمان، يدب بسمومه في جسد المعارضة دون مواربة آو استحياء.