بسم الله الرحمن الرحيم
بعد تصاعد وتيرة التطورات والأحداث الميدانية في النيل الأزرق وشاب الوضع هناك عدم الوضوح جراء قرارات مجلس التحرير -جبال النوبة ، اجتمع الفريق مالك عقار والأمين العام المقال ياسر سعيد عرمان مع الموالاة -أي المؤيدين لهما من المنطقتين في العاصمة اليوغندية (كمبالا) في الأسبوع الماضي وذلك لوضع استراتيجية الخروج من مأزق رفضهما لقرارات مجلس التحرير وكيفية التعامل مع القرارات التي اتخذها الرفاق في النيل الأزرق والتي تؤيد قرارات مجلس النوبة ، وقد خرج هذا الإجتماع السري بالأتي:
1/تشكيل مجلس قيادي جديد من الموالاة -أي من الرافضين لقرارات مجلس التحرير (جبال النوبة).
2/الغاء مجلسا تحرير المنطقتين.
3/ قبول استقالة القائد/عبدالعزيز آدم الحلو.
4/اقامة مؤتمر استثنائي في شهر يونيو 2017 بالنيل الأزرق من الموالاة.
5/اظهار قرارات مجلس تحرير -جبال النوبة على أنها عنصرية وصادرة من أشخاص مخربين اختطفوا ارادة المجلس.
6/مواصلة التفاوض مع نظام الإبادة الجماعية بنفس الطاقم القديم برئاسة عرمان.
7/التواصل مع نداء السودان.
هكذا أيها الرفاق الكرام ، يهدف الرئيس المكلف للحركة الشعبية بمواقفه التصعيدية تطبيق مبدأ (أنا ومن بعدي الطوفان) وهو مقولةقالتها زوجة لويس الخامس عشر وقصدت بها أن لا شيء يهم ، لا الكون ، ولا من فيه سواها ..أما الآخر فليذهب للجحيم.
نعم -الفريق مالك عقار لعقده لمثل هذه الإجتماعات السرية إنما يعتنق هذا المبدأ البشع «أنا ومن بعدي الطوفان» حتى ولو ابتلع الطوفان كل الحركة الشعبية …فكيف تناسى الرفيق مالك هموم الجماهير التي كان الى أمس القريب يتباهى بالنضال لأجلها وفي سبيل رفاهيتها ، ليصم أذنه ويغمض عيناه ليجعل الحركة الشعبية بدلة يفصلها على مقاسه ووفق رغباته ومزاجه وريرفع شعار (إما أنا أو الفوضى)؟
أما بالنسبة للنقاط الواردة في اجتماع مالك عقار مع الموالاة في كمبالا ، فإنها حقا نقاط مؤذية وتحتوي على مخاطر كبيرة تهدد الحركة الشعبية كتنظيم. لكن نقطة واحدة في غاية الأهمية تحتاج منا تركيزاً خاصاً وهي تلك المتعلقة بإستقالة الفريق عبدالعزيز آدم الحلو التي تقدم بها لمجلس التحرير -جبال النوبة في شهر مارس المنصرم لأسباب موضوعية وهي أن:
أولاً/ استقالة الفريق عبدالعزيز الحلوكانت بمناسبة انعقاد اول اجتماع لمجلس تحرير الإقليم منذ ان بدأت الحرب الثانية قبل ست سنوات وكأعلى سلطة سياسية فى الاقليم فى غياب مؤتمر الاقليم.
ثانياً/جاءت الإستقالة مفصلة وشارحة للإخفاقات التي صاحبت الفترة من 2011 وحتى اليوم.
ثالثاً/ لم تكن الإستقالة معنونة أو موجهة أصلا لرئيس الحركة الشعبية لأن فاقد الشئ لا يعطيه.
إذن ، فإن الجهة الوحيدة ذات الإختصاص في قبول إستقالة الفريق عبدالعزيز الحلو من عدمه هي مجلس التحرير -جبال النوبة كأعلى سلطة سياسية في الإقليم بغياب مؤتمر الإقليم والمؤسسات التنظيمية الأخرى ، وليس رئيس الحركة الشعبية الذي لم يكن منتخبا بل مكلف تكليفا والإنسان المكلف كما هو معروف في أي عمل لا يستطيع اتخاذ أي اجراء من شأنه خلق أوضاع جديدة كونه لا يملك هذه السلطة على الإطلاق.
كما أن مجلس التحرير -جبال النوبة كان قد أصدر حزمة قرارات في اجتماعه الأخير منها. رفض المجلس وبالإجماع إستقالة الفريق/ عبد العزيز آدم الحلو من موقعه ، ليس هذا فحسب ، بل فوض المجلس وبالإجماع أيضا الفريق/ عبد العزيز آدم الحلو كمرجعية نهائية لملف التفاوض والقضايا المصيرية لشعب الإقليم ..فمن أين يستمد مالك عقار شرعيته حتى يعترض على قرارات المجلس ويقول أنه سيقبل استقالة الحلو؟.
لو كان هنالك بقية من حكمة لدى رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان، لم يكن يحتاج لعقد مثل هذه الإجتماعات السرية التي تؤذي وحدة الحركة، ولا إقصاء الإصلاحيين، ولا اصدار أوامر لتكميم الأفواه، وشراء الذمم، فهذه علامات أفول وسقوط، لا صحة، وعجز لا قوة، انهخطأ مصنوع في ظل الرغبة الجامحة في خلق ضجيج تافه يخنق معاني الحقيقة لخلق شرعية وقوة وهمية.
من خلال معطيات الأحداث منذ صدور قرارات مجلس التحرير ، نجد ان رئيس الحركة يعمل بمبدأ أنا ، أو، لا أحد ، أو أنا أولا وأخيراً ، ومن بعدي الطوفان ، وهو ثقافة محزنة لواقع مؤسف تعيشه الحركة الشعبية اليوم مع أمثال هؤلاء …مصلحتهم الشخصية هي الأهم .. والأهم أكثر تحقيق أحلامهم ولو كان السبيل الوحيد إلى تحقيقها تسلق ظهور الغير أو العبور على جثثهم.. يفتقدون الرؤية الصائبة فتفقدهم بسلبيتها المواقف ، وتتضخم ذاتهم فيحرمون رؤية ما وراءها.
إن قاعدة “أنا أو الطوفان” لا تمثل إلاّ الحلقة الأخيرة في سلسلة الانهيارات والتراجعات ، وهي تعبير عن “الإفلاس” لرئيس الحركة الشعبية، الذي بات عاجزا عن مواجهة التحديات التي تحيط بحركته،وتمأسس الفساد بأبشع صوره، وأخيراً اقصاء الإصلاحيين وتكريس الانتهازية والجبن واللا مبالاة ، ويجب عدم السماح للغباء في وأد الفرصة الوحيدة المتاحة لتنقيح مكونات الخطأ المصنوع.
يجب أن لا يسمح من ضحوا من أجل الحرية والعدالة والديمقراطية والمساوة للرفيق مالك عقار بإختطاف الحركة الشعبية وتسخير امكاناتها في إرضاء نزواته التملكية وتجسيد همسات جشعه المستفحل عبر ممارسة طقوس الإستقطاب وكأنه في مهرجان احتفالي يجمع المساهمات لمساعدة الجرحى والمتضررين من حرب عمر البشير في المنطقتين.
قلناه وسنقوله اليوم وغداً وبعد غد أن ما يقوم به مالك عقار ومعه عرمان وبقية الجوقة التي تعزف معهما ما هو إلآ محاولة للصياح الغبي في وادي السراب مع النفخ العقيم في رماد الفساد لاستنطاق المستحيل الهارب من قمقم التغطية الزمنية الناقصة في استدراك ما فات من فرص وطموحات وترقيع أسمال الخيبة مع ترميم ما تحطم من مشاريع تاريخية على صخرة التغير المفاجئ.
لا بديل ولا خيار غير تنفيذ قرارات مجلس التحرير وانزاله على أرض الواقع رغم كل أشكال النميمة المتطورة والإشاعات المفبركة لصياغة وضع يشكك في شرعية قراراته.