أحمد محمود
.
* ما برحت حواء وثبة البشير حبلي بالمزيد من العجائب التي تجعل العقول تقف أمامها حائرة وحسير ، فما إن أسدل ستار آخر حلقات الحوار الوطني الذي استمر في العرض علي فضائية التلفزيون القومي وأخواتها ﻷكثر من سنوات ثلاث حتي تفاجأ الشعب السوداني برفع الدعم عن المحروقات واتساع رقعة غلاء السلع والخدمات وغيرهما كنتاج لحوار طال انتظاره ، ولعل من عجائب الحوار الوطني أن جاء بمناصب فارغة لا يزيد المواطن السوداني إلا زنقة إلي زنقته ، وأعجب منه إستبعاد الأحزاب المهرولة إلي نداءات الوثبة واستئثار الحزب الحاكم بكل- الكيكة – التي لطالما سالت لها لعاب الأحزاب المشاركة ، وكأنما حضور أولئك الواثبون فقط من أجل مشاهدة مسرحية الوثبة من علي خشبة المسرح والتصفيق بحرارة لمخرجاتها ومن ثم الرقص علي أنغام أنين المواطن الذي ثقل عليه الحمل طويلا .
* لم يفاجئني تسنم نائب رئيس الجمهورية الفريق بكري حسن صالح لرئاسة مجلس الوزراء بقدرما فاجأني إبقائه علي منصبه القديم نائبا لرئيس الجمهورية ، فهل يا تري تم إبقائه فيها لأمانته وحرصه الزائد علي مصالح البلاد بحيث لم تتوفر هذه الصفات في غيره وبالتالي أضحي أهلاً ﻹعتلاء عرشين في آن واحد ،
أم لحرصه اللامتناهي علي سلامة الرئيس الذي لن يأمن شر الآخرين إذا ما سنحت الأقدار لتسليمه للمحكمة الجنائية الدولية التي يهابها أكثر من رب الموت نفسه وبالتالي تفرد الفريق بكري بنيله ثقة الرئيس ومنح الأخير إياه هذا الموقع الحساس إذ لا أحد سواه يمكن إئتمانه في الحفاظ علي ولي نعمائه ، وبما أن البروتوكول الرئاسي يقضي بشغل نائب رئيس الجمهورية محل الرئيس في حالة الغياب أو العجز يصبح وجود رئيس مجلس الوزراء الذي سيتولي الشؤون الرئاسية برمتها في حالة عجز الرئيس -لحين قيام الجهات المختصة بما يلزمها حيالها طبعاً – حجر عقبة أمام نائب الرئيس فكان من البديهي إختيار رفيق (السطلة) للحفاظ على بقاء البشير في السلطة ،
والأخير أقرب إلي الواقع بحيث يأتي كل تنصيب بما يوافق إبعاد البشير عن الجنائية الدولية ويبقي سلامة البشير أولي من السودان وشعبه وعلي هذا النهج تربي أفراد المشروع الحضاري
إذن فليهدأ (أجاويد) الحوار الوطني الذين سرق النصابون مجهوداتهم بعد أن ساهموا في خلق مناصب جديدة لشخصيات هم أساس الأزمة وقبطانها
فالمنصبون والمنصبين ما هم إلا لصوص نصابون أدمنوا النصب علي المناصب .
وقوموا إلي وثبتكم يرحمكم الله