الحديث عن السفاح البشير وعصابته اصبح ماسخ ، وفسادهم طفح حتي اذكم الانوف ، اذاً ماهي المعارضة التي تغيير هذا الواقع الاليم ؟ هل نحن بحاجة لمعارضة مثالية تحلم بالمدينة مجرد حلم وبدون أي أمل في التحقيق ؟ أم نحن بحاجة لمعارضة باهتة لمجرد المعارضة فقط ؟ أم نحن بحاجة لمعارضة كمعارضة بعض الرموز المكشوفين الذين لهم أجنداتهم الخاصة جدا ومصالحهم وحساباتهم الضيقة جدا والذين لا هم لهم إلا تحقيق مصالحهم الشخصية فقط دون التفكير في مصلحة المواطن والوطن ؟ أم نحن بحاجة لمعارضة أمثال الجالسين في فنادق باريس طلاب المال والجاه والكرسي ؟ ما هي المعارضة التي نريدها ؟ قبل الإجابة عن هذه الأسئلة ، لا بد أن نؤكد ان المعارضة السودانية هي عبارة عن مجموعات اما اثنية أو اشخاص تربطهم مصالح مثل نداء السودان ، لابد من إعادة النظر جذريا في ثقافة المعارضة وأخلاقياتها ، وعلى هذا الأساس فقد آن الأوان لدفع مفهوم المعارضة السياسية في السودان خطوة إلى الأمام ، واعتبار المعارضة المنشودة التي تستحق هذا الاسم قولاً وفعلاً هي المعارضة التي تلتف حول برنامج عام للتغيير ، وإذا كان الأمر كذلك فأية معارضة إذن نريد في السودان اليوم ؟! إننا في السودان اليوم لا نريد معارضة لا نرى منها أي عمل جاد سوي الندوات والمؤتمرات بلا فائدة ، معارضة تكتفي فقط بالكلام والتنظير لتحسين صورتها ، بمعنى أخر فالمعارضة التي نريدها لا تحكمها إطلاقا الحسابات الذاتية والمصالح الحزبية الضيقة إن صح التعبير لنصرة أفكارها ومواقفها الخاصة والتي تتنافى وتتناقض مع الروح الديمقراطية التي تدعوا إليها . إن تغيير سياسة المعارضة أصبح أمرا واجبا ولابد من طرح البدائل على الشعب بالاقتران مع النزول إلى الشارع لإقناع الناس بأفكارهم وهذا دور المعارضة الطبيعي ، اليوم نحتاج إلى معارضة قوية ذات برامج واضحة ، معارضة تصوغ أهدافها ضمن الأهداف العامة للشعب والتي تؤمن بمبدأ العدالة وتطبقه أولا بين كوادرها ، هذه هي المعارضة الأبقى والأسرع وصولا إلى الهدف . يجب على الأحزاب والحركات أن تعي جيدا ماهية المعارضة ودور المعارضة لا لأجل المعارضة بحد ذاتها بل للوصول إلى كبس ثقة الشعب لأن واقع الحال يشير إلى ضعف في فهم ودور المعارضة .
الطيب محمد جاده