بسم الله الرحمن الرحيم
عبدالغني بريش فيوف
كانت القرارات الصادرة عن مجلس التحرير الإقليمي (جبال النوبة) وأيدها دون تحفظ مجلس التحرير الإقليمي (النيل الأزرق) ،واضحة في مضامينها ومحتوياتها ، قضت في جزء منها إلى اعفاء ياسر سعيد عرمان من الأمانة العامة للحركة الشعبية وسحب ملف المفاوضات والعلاقات الخارجية والتحالفات السياسية منه ، بل تجميد العملية التفاوضية كلها حتى انعقاد المؤتمر القومي الإستثنائي وترتيب البيت الداخلي ، غير أن مالك عقار وياسر عرمان لم يريا في هذه القرارات التنظيمية التصحيحية سوى تهديدا لبقاءهما على قيادة الحركة ، ولذلك حاولا بكل ما عندهما من قوة ومال منذ حدوث الأزمة إستمالة عدد من ضباط الجيش الشعبي المؤثرين لتأييد موقفهما الرافض لمجلس التحرير.
نعم ،حاولا، العمل على التخطيط لخلق أزمة أخرى بصورة حقيقية أو بصورة مفتعلة، وتغذيتها، وتصعيدها واستقطاب عوامل مؤيده لها ثم استثمارها أو استثمار الفرص التي يمكن أن تنتج عنها، واجبار المؤيدين لقرارات المجلس على الخضوع لتأثيرها، أو لتحقيق بعض الأهداف بشتى الطرق.
ولتشتيت الأنظار وشيطنة مجلس التحرير الإقليمي (جبال النوبة) قاما بالأتي:
1/إشراك اكبر عدد من قيادات الحركة الشعبية بالمناطق المحررة سيما في جبال النوبة لأداء أدوار الأزمة وتمثيل فصولها.
2/وضع مخطط مدروس بأن يصحب الأزمة ضجيج شديد وتهويل مريب يخطف الأنظار ويحولها إلى مشكلة عنصرية بين ياسر عرمان والنوبة.
إذن ، وعلى الرغم من مأساوية ما تكابده الحركة الشعبية من وضع تنظيمي داخلي منذ ست سنوات ، يظهر أن مالك عقار وياسر عرمان لم يتخلصا بعد من ظاهرة التهرب من المسؤولية بإنكار الوقائع القائمة والاستهتار بأسباب الأزمات ووسائل معالجتها، معولين على عناصر قوة تخضع لمنطق تفكيرهما ، وربما انتظار فرصة تسنح لهما لتصدير أزمتهما عبر افتعال صراعات جانبية ، دون الأخذ في الاعتبار أن إشعال الحرائق في أجواء مضطربة هو سلاح ذو حدين، غالباً ما ترتد على موقدها.
المسئولية القيادية كانت تقتضي من مالك عقار وعرمان عدم ممارسة سياسة الهروب إلى الأمام، والأخطر عدم الاستهتار بقرارات مجلس التحرير ، وهما بهذا السلوك إنما نسيا الهدف التى انطلقت من أجله الحركة الشعبية ، وشرعا يحشران نفسهما لعلاج الازمات المفتعلة.
كان يجب على مالك عقار باعتباره الرئيس المكلف للحركة الشعبية معالجة الأزمة بحكمة وعقلانية ، لكنه بدلا ، اختار المواجهة مع مجلس تحرير -جبال النوبة وقراراته ، بل حاول التحايل على هذه القرارات باللجوء إلى الأساليب الملتوية والقذرة التي لا يستخدمها إلآ الإنتهازيين لشق صفوف قيادات اقليم جبال النوبة وذلك من خلال الإنفراد بكل قائد والإجتماع إليه بغرض الإستمالة.
إن رفض قيادات عسكرية وسياسية كبيرة من جبال النوبة للإنضمام للمجلس القيادي الذي يتزعمه مالك عقار وياسر عرمان لمقابلة الآليةالأفريقية رفيعة المستوي، برئاسة ثامبو امبيكي في العاصمة الأثيوبية أديس ابابا بعد إجتماع عقد ليل الخميس 13/4/2017 ضم مالك عقار رئيس الحركة الشعبية و ياسر عرمان الامين العام “المقال” واللواء عزت كوكو انجلو نائب رئيس هيئة الاركان ادارة والعميد التجاني تمه الامين العام للحزب باقليم جبال النوبة والعميد سليمان جبونة محمد حاكم اقليم جبال النوبة بالانابة، في احد العواصم الإفريقية وإعلان هؤلاء القادة السياسيين والعسكريين انحيازهم ودعمهم لقرارات اعفاء عرمان من منصب الامين العام وسحب جميع الملفات الموضوعه تحت يده ، وعدم مرافقة عرمان للقاء الالية الافريقية إنما ابلغ دليل على انتهاء زمن الإستهبال والخداع والمراوغة.
وبقرار إنحياز القيادات العسكرية والسياسية لقرارات مجلس التحرير الإقليمي (جبال النوبة) تكون الحركة الشعبية قد وضعت حدا للتكهنات التي أشارت في وقت سابق إلى اتجاهها للإنشقاق ..وبهذا القرار وضع حد لكل التكهنات والتسريبات والأخبار الملفقة عن علاقة هذه القيادات بالمجلس القيادي لمالك عقار وعرمان وما يتصل بهما، كما يعيد التأكيد على ان هذه القيادات لا يمكن لها ان تبيع نفسها رخيصة وتقف ضد إرادة شعبها ، وهذا ما يؤشر الى ان كل ما اثير عن اتهامات لهذه القيادات عار عن الصحة.
وأيضا بإنحياز أهم القيادات العسكرية والسياسية في جبال النوبة لقرارات مجلس التحرير يكون الأخير قد انتزع أخر ورقة من يد مجموعة (عقار+عرمان) في محاولتها الدؤوبة للعب على التناقضات ورهانها على ان استمرار الخلافات داخل الحركة الشعبية يمكن ان يقدم لها الدعم للعبث بمصير الحركة ومستقبلها.
ختاما ..لا للتحايل على قرارات مجلس التحرير ..نعم لتجميد عملية التفاوض برمتها مع نظام الخرطوم وعقد المؤتمر القومي الإستثنائي لترتيب البيت الداخلي ، وعلى عقار وعرمان أن يخجلا من أفعالهما وهي أفعال وممارسات لا تشبه من يدعي الثورية.