عاد الي الخرطوم وفد التفاوض، بإسم مؤتمر البجا التصحيحي، بعد أن خاض جولة ناجحة من مفاوضات جوبا، مشاركا فيها، ضمن وفد مشترك من تحالف الكتلة التاريخية السودانية ، بجانب الحركة الشعبية شمال، بقيادة القائد الفريق عبد العزيز آدم الحلو، رئيس الحركة ورئيس تحالف الكتلة التاريخية، التي تضم، الي جانب الحركة الشعبية شمال، مؤتمر البجا التصحيحي والمؤتمر الوطني السوداني المتحد (كوش).
ولقد أظهر فريق التفاوض المشترك في الجولة السابقة، انسجاما كاملا وتناغما سياسيا، عبر عن مبادئ و مواقف تحالف الكتلة التاريخية السودانية، في مخاطبة جذور الأزمة السياسية، وتمكن وفد الحركة وحلفائها من انتزاع اعتراف من الوفد الحكومي بأن جذور الأزمة السودانية هي أزمة سياسية في المقام الأول تتمثل في التهميش الثقافي والتنموي والإجتماعي، المتطاول والممتد، للشعوب السودانية الأصيلة، مما أفرز واقعا متفاوتا ومختلا، في هيكل الدولة السودانية بعيد الإستقلال، وما نتج عنه من معضلات ، كقضية الهوية، وأستثمار واستغلال الدين، والثقافة ومحدداتهما، كأدوات للقهر والأضهاد، ومن ثم حيازة السلطة مادية كانت أو معنوية ، و تكريسها للفرز الاقتصادي والاجتماعي والسياسي .
تم صياغة هذا الإعتراف في شكل إتفاق لترتيب أجندة التفاوض حيث تم الإتفاق علي مناقشة الملف السياسي أولا ، ثم الملف الانساني وأخيرا ملف الترتيبات الامنية، لان الأزمة علي حسب رؤية تحالفنا ، سياسية، أفرزت واقعا إنسانيا وامنيا مترديا، وقد تم التوقيع عليه بتاريخ 17 أكتوبر كأول اختراق في جولات التفاوض مع الحكومة السودانية منذ ثمانية سنوات .
وبعد إنتهاء الجولة السابقة مكث وفد مؤتمر البجا في جوبا، ودخل في إجتماعات، مع شركائنا في الحركة الشعبية لتنسيق المواقف والترتيب لجولة المفاوضات المقبلة التي حدد لها 21 نوفمبر الجاري وفي هذا الشأن يعلن مؤتمر البجا مشاركته في الجولة المقبلة بوفد عالي المستوي بقيادة رئيسة الحزب دكتوره زينب كباشي .
ويؤكد مؤتمر البجا التصحيحي أن تحالفه مع الحركة الشعبية شمال بقيادة القائد الفريق عبد العزيز الحلو تحالف تاريخي وأستراتيجي والتزام أخلاقي وقيمي ومبدئي، تجاه جماهيرنا التي تتطلع لإحلال السلام الشامل في السودان عبر مخاطبة جذور الأزمة السياسية وليس عبر منابر مناطقية تنتهي برشاوي سياسية ،كما حدث في اتفاقات أبوجا وأسمرا، وأن قضايا الهامش السوداني في جوهرها، هي قضية واحدة، مع خصوصيات فرعية لكل منطقة أو إقليم .
كما يؤكد مؤتمر البجا علي ضروره تعزيز التغيير الذي حدث في السودان عبر ثورة ديسمبر المجيدة، و ضرورة تتويجه عبر تسوية تاريخية شاملة، باحلال السلام الشامل من خلال مخاطبة جذور الصراع السياسي في السودان، حتي تتحول انتفاضة ديسمبر الي ثورة حقيقية ومكتملة، من شانها إزالة التهميش المتطاول بكل مستوياته، للشعوب الأصيلة في الشرق وجبال النوبة والنيل الازرق وغيرها من المناطق المهمشة، لتحقيق العدالة الاجتماعية، ومعاجلة الإختلالات الاقتصادية في تلك المناطق.
لذلك يؤكد مؤتمر البجا ان أي تسوية سياسية يتم اعدادها ‘بالقطاعي ‘ وفق الاطماع الشخصية، والمحاصصات، و دون مخاطبة جذور الأزمة السياسية، كما كان يحدث في العهد البائد، من شأنها إعادة انتاج الازمة وتدوير الهيمنة المركزية،
لذلك يحذر مؤتمر البجا التصحيحي من خطورة، دعوة الحق التي يراد بها باطل، من خلال تخصيص منبر لشرق السودان، و التي يقف خلفها كبار مقاولي وتجار قضايا الهامش، ويتبناها وكلائهم المحليين، الذين يحملون لافتات سياسية ويبحثون عن متعهد سياسي، يضع بها قدمه في الإقليم ، ويكون حصيلتها إمتيازات ومناصب شخصية للبعض دون ان يراها أو يحسها، أو تنعكس علي إنسان الشرق، الذي عاني من التهميش والإقصاء والعزلة لستين عاما أو تزيد.
اعلام
مؤتمر البجا التصحيحي
٣/١١/٢٠١٩