التغيير في الدولة السودانية من الحالة التي وصلت إليها بسبب سياسة الكيزان أصبح أمر حتمي لازم منه ولكن كيف يسقط نظامك يا عمر ونحنوا لم نتفق فيما بيننا ، النفاق والكذب أصبح صفتان متلازمان لا يخلو أحد منهم لذلك لم نجد الطريق السليم لإيجاد التغيير والتحول الإيجابي في الحالة السودانية التي تذهب تدريجيا إلي المجاعة بسبب فسادكم ونفاقكم يا عمر . أن ضعف المعارضة في عملية كسب ثقة الشعب يرجع إلي تشكيلها برؤى مختلفة وأفكار متنوعة وكل حزب أو تيار يعمل بأساليب محدد بقناعات متجذرة فقام كل حزب أو حركة حسب نظرته لواقعه بالعمل الدؤوب والمستمر لتحقيق أهدافه المرسومة سلفا مما وضع لنفسه تعقيدات يصعب فيها عملية التغيير ، لا شك فيه ولا ريب أن كل المعارضة تؤمن بعملية التغيير ومقتنعة بها وتتحدث عنها إلا أنها ترفض ممارستها والقيام بها بداخلها وقد ذكر الله في كتابه العزيز شرطاً أساسياً لعملية التغيير فقال: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)فكيف تسعى وتطالب بالتغيير خارج إطارك ومكوِّنك وأنت ترفض التغيير في حزبك وحركتك سواءً في أطروحاتك أو وسائلك أو قناعاتك أو قياداتك . ثلاثون عاما علي حكومة الظلم والفساد التي تجلد الشعب بكرباج من حديد وتبقى كلمة التغيير حاضرة في الحياة السودانية رغم صعوبتها بسبب عدم الاتفاق . عندما جاءت هذه الحكومة في العام 1989 رفعت شعارات دينية وأعلنت أن الشريعة الإسلامية هي أساس الدستور والقانون ، لكن شريعتهم تخالف الشريعة الإسلامية التي نعرفها . التغيير لا يتحقق بالكلام وأن تحقيقه يعني قبل كل شيء العمل الجماعي الجاد الذي يتطلب إرادة فعلية وانخراط حقيقي في عملية التغيير . بدأت تظهر علامات الأعياء والقنوط على الشعب السوداني وتبين له أن التغيير في ظل تشتت المعارضة مستحيل .
إلى أي الأدوات نحتاج لكي نصل إلى تغيير نظامك يا عمر ؟
كيف نصل إلى الاتفاق بيننا ؟
كيف نصل إلى استئصال الكيزان ؟
لماذا لم ترحل يا عمر وأنت قلت الحاكم لابد أن يضحي من أجل شعبه ؟
لماذا لا تكونون لنا القدوة في عملية تغيير هذا النظام يا معارضتنا والإلتزام والوفاء بالعهود والوعود ؟
كل هذه الأسئلة لم نجد لها اجابات مقنعة من الذين يتحدثون ليل نهار في مواقع التواصل الاجتماعي ، لذلك عملية تغيير نظامك يا عمر تبدوا صعبة في واقعنا الحالي .
حتمآ سيكتب التاريخ كما كتبت انا الان !!!
الطيب محمد جاده