واشنطن : صوت الهامش
قال الكاتب الأمريكي باتريك جوديناف، إن السعودية لم تؤكد صحة ما تواتر من أنباء حول دعوتها الرئيس السوداني عمر البشير لحضور قمة عربية إسلامية أمريكية من المقرر أن يحضرها الرئيس ترامب في الرياض الأسبوع المقبل.
ورأى جوديناف -في مقال نشره موقع (سي إن إس نيوز) الإخباري- أن تلك ستكون سابقة من نوعها أن يشارك زعيم غربي بارز في محفل يحضره البشير، المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية على خلفية اتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وعمليات إبادة جماعية في إقليم دارفور؛ كما أنه من غير المرجح أن يوجه العاهل السعودي دعوة للبشير على الرغم من أن الأخير حليف مقرب وداعم للحملة العسكرية السعودية في اليمن؛ لما تنطوي عليه مثل تلك الدعوة من مجازفة بالقمة المهمة.
ورصد الكاتب انسحاب عدد من الدبلوماسيين الأمريكيين والغربيين يوم الأحد الماضي من مؤتمر في العاصمة القطرية الدوحة احتجاجا من جانبهم على مشاركة البشير في المؤتمر.
ولم تُجبْ سفارتا السعودية والسودان في واشنطن على استفسارات حول ما تواتر عن دعوة البشير لقمة الرياض؛ وبثت وكالة الأنباء الرسمية السعودية أخبارا حول دعوة العاهل سلمان لـ 14 زعيما عربيا و10 قادة إسلاميين، ولم يكن البشير بين هؤلاء المدعوين.
لكن صحيفة “اليوم التالي” السودانية نشرت الأسبوع الماضي تصريحا للمتحدث الرئاسي بأن البشير قد تلقى دعوة من سلمان؛ كما نشرت صحيفة “سودان تريبيون”، التي يقع مقرها خارج البلاد، تصريحات من جانب مَن وصفتهم بـ “مصادر دبلوماسية رفيعة” تفيد بأن البشير سيحضر القمة.
فيما أصدرت بعد ذلك جماعة “الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال” المعارضة بيانا حضّت فيه مشرّعين أمريكيين وغيرهم على الاحتجاج، محذرة من أن احتمال مشاركة البشير أثار حالة من القلق بين ضحايا الإبادة الجماعية وجرائم الحرب في السودان”؛ وقال ياسر عرمان القيادي بالحركة في بيانها بحسب سودان تريبيون: “نناشد الإدارة الأمريكية والكونجرس ومفوضية الولايات المتحدة للحرية الدينية والإعلام الأمريكي والمجتمعات المدنية والقادة الدينيين ونشطاء حقوق الإنسان حول العالم للإعراب عن قلقهم والتنديد بشأن مشاركة الجنرال البشير في هذه القمة”.
ونوه صاحب المقال عن أنه وبعد إصدار الجنائية الدولية قرارات توقيف البشير عامي 2009 و2010 فقد توّقع المدافعون عن حقوق الإنسان أن يترتب على تلك القرارات تقييدا كبيرا لحرية حركة البشير؛ حيث يجب على كافة الدول الموقعة على نظام روما الأساسي (المعاهدة التي أقيمت على أساسها المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي) أن يحترموا قرارات التوقيف الصادرة عن المحكمة؛ لكن ما يحدث أن قادة عربا وأفارقة على وجه الخصوص مستمرون في التعامل مع البشير الذي يسافر بحريّة كبرى في تلك المناطق.
وقد شهد العام الجاري وحده استمتاع البشير بزيارة رسمية استمرت أسبوعا للسعودية في يناير، وشهد أيضا حضوره قمة عربية في الأردن في شهر مارس، كما قام البشير بزيارات رسمية إلى البحرين والكويت في شهر أبريل، كما شارك في قمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا في شهر فبراير.
ونبه الكاتب إلى أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة ليست من بين الدول الموقعة على نظام روما الأساسي، إلا أنها تدعوا الدول الموقعة عليه إلى التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية لإحضار المتهمين ومثولهم أمام العدالة؛ وفي عام 2010 على سبيل المثال، انتقد الرئيس الأمريكي آنذاك أوباما – انتقد الحكومة الكينية لسماحها للبشير بالزيارة على الرغم من عضويتها في نظام روما الأساسي ومن ثمّ يتعين عليها احترام قرارات المحكمة الجنائية الدولية الخاصة بتوقيف المتهمين.
تعليق واحد
آن الأوان لتحرير السودان من قيوده التي صفدته بها امريكا من اكثر من عقدين من الزمان، وقد عانى المواطن السوداني جراء تلك القيود والسياسات كثيراً.
لنعط هذا البلد فرصة ونزيح عنه اتربة الحصار التي طال زمانها ولننظر لإنسانه الطيب المتسامح ااذي يحلم بالعيش الكريم.
مصعب الماجدي