من منا لا يعرف الفريق اول المهندس صلاح عبدالله قوش الذى تعود خلفيته الاجتماعية الى قبيلة الشايقية التي تقطن شمال السودان وترعرع بمدينة بورتسودان؛ ودرس قوش الهندسة بجامعة الخرطوم و بعد تخرجه عمل فى مجال الهندسة وعقب سطو ثلة الانقاذ على مفاصل الدولة السودانية بالانقلاب المعروف عام 1989 تحول الرجل الى العمل بالاستخبارات السودانية ووقتها شغل قوش منصب مدير المخابرات السودانية طوال الفترات السابقة، وتم إعفائه بطريقة كوميدية وربما تمثيلية تراجيدية لاسباب مرتبطة بتخطيط رموزالنظام الذى خرجوا بفبركة اقالته من منصبه بمطلع العام 2011م بعد اتهامه مع ضباط آخرين بمحاولة انقلاب على الرئيس البشير وبنفس الكيفية التى تم اعفائه ايضاً تم الافراج عنه وفي العام2013م بموجب عفو رئاسي ولم تمضي ايام حتى عين الفريق اول ﻋﻄﺎ بديلا له عام 2009م .
رجل الامن الاول فى دولة السودان التى نال منها شعب جنوب السودان استقلاله نتيجة عدة ممارسات سياسية سالبة كانت تهدف باستمرار على احتقار انسان جنوب السودان و شعوب الهامش الاخرين (جبال النوبة ، النيل الارق ، دارفور ..الخ ) وظل المهندس امن صلاح قوش مصدر ارق وكان الدينمو المحرك لعجلة نظام الانقاذ المتاسلم ، و اتهمته جماعات حقوقية خلال تبؤه موقع مديرالامن والمخابرات السودانية بلعب ادوار واضحة في الانتهاكات ضد انسان اقليم دارفور وشهدت حقبته تعاون باين وملحوظ بين المخابرات السودانية ووكالة الاستخبارات الأمريكية “سي آي إيه” التى تعرف بـ “مكافحة الإرهاب” وظل رجل الامن الاول قوش يساهم فى عمليات التظهير العرقي ومسلسل الاضطهاد تجاه المواطنين السودانيين الاخرين من الاصول الزنجية حتى تاريخ انفصال جنوب السودان لن تنمحى من الذاكرة الشعبية فصول ممارسات بيوتات الامن ( بيوت الاشباح ) وفى لحظة تراجيدية تم اقالة الرجل من الموقع الحساس وتم اعتقاله لاسباب يعلمها متخذى القرار فى حكومة الظل لدى قادة المؤتمر الوطنى واعتقد الجميع بحسب السيناريو الذى ربما كان مدروس بأن هناك ثمة خلافات حادة طالت مفاصل الحزب الحاكم بالسودان وبعد اطلاق سراحه لم نسمع عنه شئ ولكن فى سابقة هى الاغرب وطئت اقدامه تراب دولة جنوب السودان الذى كان هو واحد من الادوات التى تلعب ادوار غير معلنة فى زعزعة امن دولة جنوب السودان من خلال تجييش المليشيات وتقديم الدعم اللوجستى والعسكري لهم .
وبالنظر الى عقليته الامنية الناجحة ،لذلك انسحب من الساحة بهدوء ولم يخلق ضجيجاً ،ولكن ما لم يكن متوقعاً هو اختياره لجنوب السودان الوطن الذى يعيش حالة من الحروبات الداخلية ليكون ملاذاً للاستثمار والانشطة التجارية، واتى قوش فى موسم الهجرة العكسية الى الجنوب ومكث ما يقارب العام ونيف وخلالها أطر المهندس امن لعلاقات خفية لم يحسب لها الناس الطيبين في بلدي الف حساب ولم تعلن طبيعة تلك الاستثمارات، علماً بأن الواقع الماثل كان طارد للمستثمرين الاجانب باستثناء الفريق اول المهندس امن صلاح بن قوش الذى جاء الى جنوب السودان وفى تلك الفترة العصيبة التى كانت تمر بها البلاد كان يتحرك كالطاوؤس فى ازقة جوبا ومكاتب ومؤسسات الدولة بدون حس ولا خبر و استمر فى تواصله مع من كانت تربطه بهم علاقات سابقة وربما قام بتنشيط الخلايا الامنية من رجال الامن و المخابرات السودانية المنتشرين بضواحى جوبا وبعضاً من ولايات البلاد ولم تمضى اشهر حتى سمعنا فى الاسابيع الفائتة بأن الرئيس البشير اعاد الثقة فى المعتقل السابق و مدير الامن و المخابرات السودانية الفريق اول المهندس صلاح عبدالله (قوش ) الى بيته القديم بعد ان مكث في جوبا لما يقارب عام كامل واسس خلالها علاقات مبهمة مع بعض الرموز ولا ندري ماذا كان يدور بينهم خلف الكواليس، فاسألوا عنهم تعرفوا الكثير والمثير.
وهكذا انتهت فصول الرواية المدبلجة المستوحاة من قصص الخيال العلمي وقدمت للقراء في جوبا باسم موسم العودة الى الشمال والجزء الثاني سيكون موسم الهجرة إلى دارفور، والأخير في طي الاعداد موسم الطلوع الى جبال النوبة فترقبوه.