عثمان صالح
إن موضوع قوات الدعم السريع وماهيتها وتكوينها وتعريفها ، هو أمر في غاية الوضوح والبساطة ، فهي مليشيا عسكرية وليست قوات نظامية ، تم تكوينها بصورة عشوائية وغير قانونية ولأهداف أبعد ما تكون عن أهداف القوات النظامية ، وقيادتها لم تتلقى الدراسات العسكرية المطلوبة ولم تتدرج في الرتب العسكرية كما هو معمول به في كل القوات النظامية المحترمة في جميع أنحاء العالم .
رغم هذا الوضوح إلا أن من يسيطرون على الأوضاع السياسية الآن ما زالوا بتهيبون تسمية الأشياء بأسماءها ، وما زالوا يغبشون الوعي عن ماهية قوات الدعم السريع وتبعيتها وذلك في مشروع الإتفاق السياسي المزمع التوقيع عليه مع الإنقلابيين .
عرفت إحدى فقرات الإتفاق السياسي قوات الدعم السريع بأنها قوات عسكرية تتبع للقوات المسلحة ويحدد القانون أهدافها ومهامها ويكون رأس الدولة قائداً أعلى لقوات الدعم السريع .
وعند إحدى الفقرات وعند تعريف القوات النظامية تم ذكر (١) القوات المسلحة (٢) قوات الدعم السريع (٣) قوات الشرطة (٤) جهاز المخابرات العامة . والسؤال إذا كانت قوات الدعم السريع تتبع للقوات المسلحة فلماذا ذكرت هنا منفصلة عن القوات المسلحة ؟؟!!
وإحدى فقرات الإتفاق السياسي تحدثت عن دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة ، ومن المعروف أن الدمج يتم بين شيئين مستقلين عن بعضهما ، فكيف تكون قوات الدعم السريع تابعة للقوات المسلحة أي أنها جزء منه ثم يتحدثون عن الدمج ؟؟!! وكيف يتم الدمج بشروط الإنتماء لقوات الشعب المسلحة أم مجرد الإنتماء للدعم السريع ؟؟!! لأن من شروط الإنتماء للقوات المسلحة الإلمام بالقراءة والكتابة وهنالك قادة في الدعم السريع يفتقدون لهذا الشرط ناهيك عن الجنود ، وهنالك شروط أخرى تفتقدها قوات هذه المليشيا .
يجب أن يعلم الجميع أن قوات الدعم السريع مليشيا غير نظامية تم تكوينها بصورة عشوائية وغير منضبطة والأغراض وأهداف تخالف القانون ، والجميع يعلم الفظاعات والإنتهاكات والجرائم التي إرتكبتها هذه المليشيا في حق أهلنا في دارفور وفي جميع أنحاء السودان ، وهم لا يخضعون لأي قانون أو أي لوائح ، ولا توجد جهة تحاسبهم أو تحاكمهم وهنالك آلاف الأمثلة على ذلك .
هذه المليشيا الموقف منها يجب أن يكون واضحاً وهو حلها وجمع سلاحها وعتادها ..
#حل مليشيا الدعم السريع مطلب وطني ..