حسين بشير هرون
ورد بصحيفة التغيير الإلكترونية لقي معلم مشارك في تصحيح امتحانات الشهادة السودانية مصرعه يوم أمس بعد انزلاقه في عنبر اقامته فيما يشكو المعلمون من سوء البيئة وانقطاع المياه والكهرباء.
أن الاستاذ المشارك في تصحيح امتحان الشهادة السودانية عثمان على عثمان لقي مصرعه يوم أمس متأثرا بإصابته نتيجة انزلاقه في العنبر الذي يقيم به وأصيب المعلم بكسر في الحوض نقل على اثره للمستشفى في اليوم الأول للتصحيح .
وقال مصدر من داخل غرفة تصحيح الإمتحان للتغيير أن المعلم الراحل قدم من منطقة حفير ميشو بالولاية الشمالية وتدهورت حالته بسبب اصابته بالسكري .
ويشكو المعلمون من سوء الأوضاع في السكن الجماعي وأشاروا الى انقطاع المياه عن معظم مراكز السكن وانتشار الحشرات كالذباب والناموس.
كما يشكو المصححون من ضعف المقابل المادي الذي يبلغ ست ألف جنيه .لفترة التصحيح بأكملها .ويتضمن المبلغ صرفهم على طعامهم وشرابهم .
وبدأ التصحيح يوم الخامس والعشرين من ابريل الماضي . ويبلغ عدد المعلمين المشاركين 5700 معلما .من بينهم 1050 استاذا يعملون في اعمال الكنترول . ومن المتوقع أن تكتمل عملية التصحيح قبل حلول شهر رمضان .منتصف مايو الجاري ِ.
المدرسة والمدرس هي الصرح الذي يستسقي منه الطالب التربية والعلوم ومنها يخرج لنا جيل مثقف يتماشى مع الحاضر ويبني مستقبلا واعدا وليخرج لنا جيل مثقف محترم للقوانين علينا -أولا- احترام تلك القوانين وتهيئة البيئة المناسبة لذلك.
فساد وزارة التربية والتعليم ومشكلاتها أمر تطرق إليه الكثيرون كونه موضوع يهم كل بيت سوداني ومستقبل الدولة ويلامس واقعا يعيشه أبناؤنا فالحديث فيه قد يطول ومشاكله تكاد لا تنتهي.
لا أريد الخوض في أمر قد صار مألوفا لدينا ولكن استوقفني موت المعلم بإهمال من وزارة التربيه والتعليم مع التقصير في التعاقدات والأمتيازات التي يجب أن يتوفر في الوزارة التي هي الأساس لبناء المجتمعات.
مات مربي الأجيال في التصحيح نتيجة اصابة داخل العنبر لا تكفّلت وزارة التربية بنقل جثمانه ولا اسهمت في علاجه واسقطت اسمه من كشف الاستحقاقات .
وبهذا أسقط الوزارة عبارة قف للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا واستبدلته ب”كاد المعلم أن يكون فقيرا” بدلا من الوقوف والتبجيل قتلوه وقتلوا معه التعليم ي عالم اين وصل بنا الحال في عهد هذه العصبة?!! استبدلوا مكان المعلم الواعي المربي جاهلا وفاسدا وبهذا أفسدوا المجتمع .
اهملوا التعليم باهمال المعلم والمعلم هو الـذي يبني الطبـاع قـويمةً وهو الذي يبني النفوس عُـدولا ويقيم منطق كلّ أعـوج منطـقٍ ويريه رأياً في الأمـور أصيـلا
فأين ي تري نجد الطباع القوّية وبناء النُفوس عدولا وأقيم منطقا بعد أن قتلنا غارسها ورسولها?!!!
وإذا المعلّمُ لم يكـن عدلاً مشى روحُ العدالة في الشبابِ ضـئيلا وإذا المعلّمُ سـاء لحظ بصيـرةٍ جاءت على يده البصائرُ حُـولا وها نحن اليوم نتعامل مع أجيال خُرّجت من معلم أهمله الوزارة واهانه وقلل من شأنه وبهذا تحول هو الآخر بدوره إلى باعث الفشل والهزيمة في نفوس أبنائنا الطلاب والطالبات.
كيف يهتم هؤلاء بالمؤسسة التعليمية وهم من عملوا على انهيارها وانتهائها كما قال المتنبي
وإذا أتى الإرشادُ من سبب الهوى ومن الغرور ِ فسمه التضـليلا وإذا أصيـب القومُ في أخلاقهم فأقـم عليهـم مأتماً وعـويلا
إنّي لأعذركم وأحسـب عبئـكم من بين أعباء الرجـال ثقيـلا وجد المساعـد غيرُكم وحُرمتـمُ في السودان عون الأمهات جليـلا
وإذا النسـاءُ نشـأن في أُمّـيّةٍ
رضـع الرجالُ جهالةً وخمولا
ليـس اليتيمُ من انتهى أبواهُ من هـمِّ الحـياة وخلّفاهُ ذليـلا
فأصـاب بالدنيـا الحكيمـة منهما وبحسن تربيـة الزمـان بديـلا إنَّ اليتيم هـو الذي تلقـى لَـهُ أمّاً تخلّـتْ أو أبامشغـولا
نرجو إذا التعليم حرك شجـوه إلاّ يكون على البـلاد بخيـلا قل للشباب اليوم بُورك غرسكم دنت القطوفُ وذُلّـلت تذليـلا حيوا من الشهداء كلّ مُغيب وضعوا على أحجـاره إكليـلا
ليكون حـظَّ الحيّ من شكرانكم
جما وحظّ الميت منه جزيـلا
لا يلمس الدستورُ فيكم روحه حتّى يـرى جُنْديّه المجهـولا ناشدتكم تلك الدمـاء زكيّـةً لا تبعثـوا للبرلمـانِ جهـولا فليسألنّ عن الأرائـك سائـلٌ
أحملن فضـلاً أم حملن فُضـولا إنْ أنت أطلعت الممثّل ناقصـاً لم تلق عند كمالـه التمثيـلا فادعوا لها أهل الأمانـة واجعلوا لأولي البصائر منهُـمُ التفضيلا
إنَّ المُقصّر قد يحول ولن تـرى لجهالـة الطبـع الغبيّ محيـلا فلرُبّ قولٍ في الرجال سمعتُـمُ ثم انقضى فكأنـه ما قيـلا ولكم نصرتم بالكرامـة والـهوى من كان عندكم هو المخـذولا كرم وصفح في الشبـاب وطالمـا
كرم الشبابُ شمائلاً وميـولا
قوموا اجمعوا شُعب الأُبُوّة وارفعوا صوت الشباب مُحبّبا مقبولا أدّوا إلى العـرش التحيّة واجعلـوات
للخالق التكبير والتهليـلا
ما أبعـد الغايـات إلاّ أنّنـي
أجِدُ الثبات لكم بهنّ كفيـلا
كاد أن يكون المعلم و المعلمة في عهد الكيزان الأكثر عرضة للإجحاف و الإهمال و الجحود و التجاهل بيد أن المعلم يبذل سنين عمره في خدمة الأجيال وتربية الأبناء إلا أنه لم يتحرر من تلك النظرة القاصرة التي تصوبه سهام مجتمعه ولم يسلم من بطش المجتمع و انتقاده لأي زلة قد يرتكبها ولو دون قصد ولم يسلم من استفزاز الحكومة في لقمة عيشه و قوت أولاده حتّى وصل التربويون إلى حالة معيشية مأساوية لا يستطيعون تأمين أبسط متطلبات الحياة مما عزم مئات المعلمين على مغادرة فصول المدرسة و السعي وراء لقمة عيش كريمة تقيه وأسرته ظروف الحياة الصعبة والبعض الآخر أصيبوا في أمراض كثيرة منها الأمراض المزمنة أو النفسية وانفصام الشخصية و وصل بهم الحال إلى الانعزال عن المجتمع بسبب دوره السلبي ونظرته القاصرة نحو مربي الأجيال .
لا يختلف الجميع عن سقوط مكانة المعلم منذ سنين فمن غير المعقول أن تعاد مكانة التعليم قبل أن نعيد مكانة المعلم!. وذلك لا يحدث إلا بزوال المسبب وهو النظام