بقلم _حب الدين حسين (حبو ارسطو)
هل لبت سكان المحليين نداء الحركة الشعبية من اجل صرف البنادق لدفاع عن اغنام وابقارهم ضد المعتديين أم لتبلور الوعي الريفي لطغيان ظلم المركزي ووجدو الحركة هي وسيلة لرغباتهم وامالهم في رد المظالم ؟
هل جيش الشعبي لتحرير السودان لم يكونوا يومآ متناغمين ما بعضهم البعض ام ظلوا مبعثرين غير متناغمين ودون الانضباط ؟
الم تستطيع مشروع سودان في تعريف مكونات الاساسية لسودانوية ام نحن بحاجة بعض الوقت لتعريف اسياسات مكونات السودانوية ؟
هل من المنطق ان نبدا بعد رحلة اربعة وثلاثين عام من الصفر أم نعترف باخطاءنا ونتاحكم بالمبادئ ونلتزم بالثورة ؟
يقول القائل ان معادن تنصهر في مصاف طرديتها وفي التاريخ !
جراء ما شهدتها الحركة من تمرين ديمقراطي ومصادمة فكرية كبيرة ونقلة ساطعة لممارسة الثورية والتزام التنظيمي لقد راي اخرين رايآ مختلف من تلك الممارسات ومنهم رئيس المقال كمرد مالك عقار اير وعلى ضوء انفصامه من المشهد اصدر ورقة يوضح ملامح لمشهد الحركي والسياسي والتنظيمي ينتقد التجربة ويقرأ منحنى الذي يريد إرتماء اليها سعيآ لتكوين حركة جديدة يمكن ان يحمل شيئآ من ماضيها وقد حوت ورقته الأتي :
1.اهداف ورؤية الحركة الشعبية لتحرير السودان _شمال
2. سؤال الأديان و الهوية
3. الكفاح المسلح و الجيش الشعبي لتحرير السودان – شمال
4. المفاوضات و المحادثات السلمية
5. التحالفات السياسية
6. عملية صنع القرار
مجملة الورقة لن يتطرق الي سياحة فكرية او تنظير معرفي يتطلب وقوف حولها بقدر ما هي سرد سياسي يحاكم بعض مواقف وفق رؤيته التي تختلف محتواها بإعادة الي بنيتها الفكرية وظروف الممارسة .
هل مقاتلي الجيش الشعبي لتحرير السودان حضروا الميادين من اجل صرف البنادق لدفاع عن اغنام وابقارهم ضد المعتديين أم لتبلور الوعي الريفي لطغيان ظلم المركزي ووجدوا الحركة هي وسيلة لرغباتهم وامالهم في رد المظالم ؟
يقول مالك في ارتداد كبير حقيقة تاريخية ان مقاتلي الجيش الشعبي لتحرير اي هؤلاء المتطوعيين حضروا الميادين فقط من اجل حمل السلاح ودفاع عن اغنامهم وابقارهم ضد قبائل المعتدية وقال(…… كما تم توجيه الدعوة للمجتمعات المحلية في جنوب السودان للانضمام إلى الحركة. ولقد استجابت المجتمعات المحلية في جنوب السودان إلى ذلك النداء من الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان، غير أن كل مجموعة كانت مدفوعة باسباب مختلفة للحصول على السلاح وحمله والانخراط في النضال المسلح. إلا أن الجميع كانوا قد اتفقوا على سبب واحد وهو الحصول على سلاح الجيش الشعبي لتحرير السودان للتصدي للمهددات الأمنية التي تواجه قبائلهم. ولقد تجلى ذلك في عدة نماذج من بينها مثلاً أن دينكا بور رأوا في الدعوة إلى حمل السلاح فرصة ستمكنهم من توفير الحماية لمواشيهم واعادة أطفالهم من غزاة قبيلة المورلي. لكن وعندما وصل مقاتلو دينكا بور إلى معسكرات التدريب وجدوا مقاتلي المورلي قد وصلوا قبلهم يبحثون عن السلاح أيضاً لتعزيز غزواتهم ضد الدينكا والنوير. كما جاء شباب النوير أيضاً للحصول على السلاح لحماية أنفسهم من المورلي ولتعزيز قدراتهم لمداهمة مواشي الدينكا. أما دينكا بحر الغزال من جانبهم فقد استجابوا لنداء الجيش الشعبي وجاؤوا إلى التدريب العسكري للحصول على السلاح لحماية أنفسهم ضد قبائل المراحيل العرب الرٌّحل من المسيرية والحمر والرزيقات، إلخ ولقد وجدوا في مراكز التدريب، ولسوء حظهم رحمة رحومة والمئات من مقاتلي المسيرية قد وصلوا فعلاً اليها قبلهم. وقد انضمت أيضاً قبيلة تبوسا من شرق الاستوائية إلى التدريب العسكري حتى يتمكنوا من مهاجمة قبائل التوركانا والكورمونجوانج في كل من يوغندا وكينيا وللتصدي لقبائل الديدينغا واللوتهو في مناطق توريت وكذلك لقبائل اللوتو واللوكورو والمنداري) الحقيقة الماثلة لتاريخ الكفاح الثوري للحركة الشعبية لتحرير السودان وظروف ميلادها ونشائتها هي امتداد لمظالم تاريخية طويلة استبقتها معالم كفاح الشعوب السودانية ضد مظالم بأطر مختلفة وتحت قراءة متباينة رات بعضها ان حل المشلكة تكمن مطالبها المحلية دون مساس بالمركز فغلبتها طابع الجهوي وعجزوا اختراق الوضع ولمكر الحاكمين حتى سطعت جون قرنق دمبيور ايقونة النضال و ابنية تلك الحراك الثوري إن الحركة الشعبية لتحرير السودان، كتنظيم، لم يظهر إلى الوجود من العدم أو بالصدفة , بالعكس إنها لبنة لفكرة تعبر عن بُعد نظر الثُوار من أبناء وبنات السودان , إنها وليدة تخطيط واعي وتنسيق وعزيمة لرموز سياسية وعسكرية .
كان الوضع ملائماً لقيام الثورة ولم يكن ينقصها إلا قيادة سليمة تقود الشعب الى الإتجاه الصحيح، وقد كانت الخطة هي إما أن تكون هنالك ثورة عامة بواسطة الحاميات العسكرية في جنوب السودان أو اللجوء الى خيار نضال مسلح طويل الأمد
فى تلك الفترة بدأ يظهر فى نظام جعفر نميري الكثير من علامات الضعف منها إصدار قرارات كثيرة لحل مجالس الشعب وأخيراً قرار إعادة تقسيم الإقليم الجنوبي الى ثلاثة أقاليم في 6 نوفمبر 1983م, مما أدى إلى إنهيار الثقة بين الشعب والنظام الحاكم, ولذا أصبح هنالك شعور عام بالحاجة الى نظام بديل لتصحيح الوضع السياسي.
هكذا تطورت المقاومة الى حركة ثورية, حيث تولى كاربينو كوانين الذي كان في منطقة بـور في ذلك الوقت قيادة حامية بـور العسكرية من ألير مناقور وبالإضافة إلى وليـم نيون في أيــود, كل هذه التحركات وضعت حجر الأساس للثورة وبعد ذلك وصلت الى ذروتها بتكوين الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان
أما الـدكتور/ جون قرنق دى مبيور فقد كان في مقدمة كل هذه الأحداث حيث كان يقوم بالتنسيق مع وليم نيون وكاربينو كوانين من الخرطوم مباشرة، وقد تحرك شخصياً الى منطقة بــور لإدارة العمليات. وفى تلك الأثناء تأكـدت القيادة العامة للــقوات المسلحة في الخرطوم أن تحركات الرائد كاربينو تـدل على التمرد ولذلك أصدرت الأوامر الى الحامية 116 بجـوبا بمهاجمة بـور. وهكذا بدأت المعركة في يومي 16و17 مايـو 1983م، وكانت القوات المهاجمة تحت قيادة المقدم/ دومنيك كاسيانو الذى أصبح لاحقاً عضواً فى إنقلاب نظام البشير.
وبهذا تم دعوة الي كل مكونات المحلية لإلتحاق بالكفاح فقط لبوا نداء التحرر والتحرير من المدنيين والشباب والطلاب والاطباء والمزراعيين والادراة الاهلية وكل المهنيين وبعد عامين انضم الشمالين بالتنظيم كمولي ومقاتلي النيل الازرق من الأدوك والنخب السياسية وبذلك اكتمل اركان عمل التحرير وهي اختلفت عن تعريف الازمة باطرها القديمة ولذا فلا عقل هنا يتصور ان يتمرد كتيبة عسكرية تحمل السلاح لتتمرد وتلحق المعسكرات من جديد لحصول على السلاح لدفاع عن ابقار او اغنام ضد قبائل الاخرى ؟فالمدنيين الذين التحقوا التمسوا مرارة الظلم والظالمين وانتظروا ريثما يجدوا ميادين تحوي امالهم وكانت هي معسكرات نداء التحرير فهؤلاء كانوا يدفعون ابقارهم واغنامهم بما يساوي قيمة عشرين كلاشنكوف فلوا كان الامر سلاح فان السلاح كان بايديهم ولكن عطش الحرية ومنون الكرامة هي من دفعتهم ان يلتحقوا بالمعسكرات وليس لدحر معتدين ومع العلم ان دحر المعتدين ايضآ يدخل ضمن الازمة المركزية التي تغاضت عن مسؤليتها كالدولة .
هل جيش الشعبي لتحرير السودان لم يكونوا يومآ متناغمين ما بعضهم البعض ام ظلوا مبعثرين غير متناغمين ودون الانضباط ؟
هل من المنطق ان نبدا بعد رحلة اربعة وثلاثين عام من الصفر أم نعترف باخطاءنا ونتاحكم بالمبادئ ونلتزم بالثورة ؟
يقول مالك وهو يتشفئ من خيار الجيش الشعبي الاخير لوقوف في موقف المؤسسات التنظيمية والدستور في عنوانه العريض الكفاح المسلح والجيش الشعبي لتحرير السودان (هل الجيش الشعبي لتحرير السودان حقيقة واقعة أم مجرد سراب ؟؟)
يتبادر في ذهن اي قارئ مضى حيرة السائل وعدم منطيقتها في آن واحد فقط تابعت لكي اصل الي ما يريد ان يرمي اليها من هذه الجملة وما يهدف اليه وقد ترك السؤال كما هي دون الاجابة ربما تحاشي لما يبدر في ذهنه اذا التمس لحجم الخطأ او لما يتعرض له من محاكمة كبيرة لانه هو جنرال لتلكم الجيش لاكثر ثلاثين عام ؟
والخوف من سؤال هل كان هو يقود جيش حقيقي ام كان هو جنرال سراب !
ولكن لا يختلف الاثنان ان هذه السؤال غرضها مبيت وارادة الجنرال ان ينتقم من القوى العسكرية التي افترضها بأن يطاع اومره بدل مبادئهم .
وفي سرديات الانتقام يهاتف جنرال عقار (ان الجيش االثوري الموحد ليس تجربة سهلة ولم يحدث ان كان كذلك في يوم من الايام سوءآ في التاريخ القديم او المعاصر للجيش الشعبي !)
وكذلك يقول ويسيل من الانتقام (ان تجربتي في مقاومة المسلح ثبت بانها بحاجة الي تطوير الالية السياسية المناسبة للتجنيد والتابعة ).
الحقيقة الماثلة في مجموعة بشرية توجد الاختلاف وان تناسخ الكامل معدوم ولا توجد في مجموعات العضوية وغير العضوية لعدة اعتبارات وحتى في جيوش الوطنية لذا توضع قوانين لتردع الخارجين عن اطر التناسخ وهي مضابط الثابتة لاي عملية عسكرية او ما يعرف بالانضباط والعقيدة العسكرية فالناس ليسوا ملائكة وفق قول الاسطوري طالما بشر سيحدث تجاوزات وهذه هي قيمة بشرية وصفة ملازمة للأنسان عجزت كل المناهج والميادين وقوف ضدها بل تعاملوا معها وذلك بوضع حدود التراضي وهو ما يعرف بقوننة السلوك .
والجيش الشعبي لتحرير السودان فقط ابلوا بلاء الحسنة وامتازو بنقاء ثوري متماسك فقط ركنوا كل مغريات النظام وتلك المشهد يوضحها ان يلحتق مدنيين من حلفا ومن نمولي ومن جنينة وطوكر ومن خرطوم متناقضيين دينيآ وثقافيآ ولغويآ وعرقيآ وجغرافيآ وبقوا لاكثر من ثلاثين عام وما زالوا لا يكلون فهل هناك تناسخ اكثر من هذا ؟
ام ماذا يريد جنرال من هؤلاء الجنود ان يفعلوا اكثر ما فعلوا فهم مدنيين ومتطوعيين يواجهون الطيران بكلاشنكوف لا يسافرون اديس ابابا ولا كمبالا ولا يجدون دولار واحد لارسال لاطفالهم ولا يعلمون ما هي مصير اطفالهم في تعليم والصحة وغيرها من الاساسيات فهم مؤمنين ان جاتوه البليلة وجبتهم المفضلة وان تحرير هي موعدهم ؟
حول الية تجنيد فهي قضية اساسية لاي كفاح المسلح لكي يستمر وهي مرتبط بحجم شعور بالظلم والمجتمع من حيث نقاباتها والسودان طبعتها معلومة فلا يستطيع ان يذهب شخص من جبال النوبة والنيل الازرق والشرق ودارفور ان يذهب شندي لكي يجند في كفاح المسلح ضد سلطة ولا حتي جزيرة ونهر النيل فالطبعية الاجتماعية معلومة وان توقيع تفاهم المعلن لحركتهم مع قوى من دارفور هي اجابة الواضحة كيف يستمر التجنيد ولماذا لم يوقعوا تفاهم مع سكان مناقل وكوستي لعمل للفتح جبهة في دارفور؟
كما يقول جون قرنق دمبيور لا يمكن تجاوز حقائق الواقع السوداني (وان اي زول لمن داير بجي حركة داير يشيف زولوا او قريبه قاعد وقال هذه ظاهرة طبيعية يجب تعامل معها واستفادة منه ونقلها لاهداف الحركة !
لذا حول قوله اتباع نهج جديد لتعبئة حتى لوا يبدأ من الصفر يذكرني هذه المقولة باغنية جمال فرفور الذي تغني بها كثيرآ (لوا حتى نبدأ من الصفر الريدة لازم يستمر ) ولن يبدأ جمال فرفور من صفر ريدته وانما بدأ محقق قانوني بجهاز الامن الموت والخراب والاذلال ؟
ولنري ما اذا كان جنرال يجند ملائكة ام يجند سودانين عبر نظمهم اجتماعيين وبيئتهم الجغرافية وبمعارفهم القبلية والتاريخ حكم ؟
الم يستطيع مشروع سودان الجديد في تعريف مكونات الاساسية لسودانوية ام نحن بحاجة بعض الوقت لتعريف اسياسات مكونات السودانوية ؟
سودان الجديد كما اسلفنا رؤية مكتملة الاركان تواجها تحديات كبيرة ولكنها تنتصر .
حيث لأول مرة مولود وانغلي جون قرنق بن كل السودانيين يجد قارب موحد يجمع سودانيين بمختلف تعددهم الديني والعرقي واللغوي والثقافي اطره في مكونات السودانوية وهي تنوع التاريخي يقصد بها الحقبة التاريخية التكوينية لسودان كدولة عظمية وتنوع المعاصر وهي تماثلنا اليوم من قبائل مختلفة ولغات عدة واديان متعددة وثقافات مختلفة يقصد التنوع الموجود معنا الان ومؤثرات الخارجية هي ثقافات الخارجية التي تواردت واصبحت جزءآ من تكريبة السودانية واوضحها في معادلة بسيطة…س = (أ+ب +ج) حيث ان س دالة ثابتة مرتبطة بالمتغيرات وهي سودان _ أ_ تنوع التاريخي _ب_ تنوع المعاصر _ج_مؤثرات الخارجية وان السودانوية هي رابطة تجمع كل السودانيين وتستلهم حيوتها من كل الثقافات والمجموعات والاديان والاتجاهات وهي لا تعزل انتماء البسيط وهي ان يقول المرء ان نوباي جعلي فونجي مسلاتي وبيجاوي زغاوي ….الخ والانتماء المركب هو السودان فالسودان هو انتماءنا لينا كلنا ويجب ان يظهر تنوعنا وتتعددنا .
فالتطبيق الفعلي تحتاج الي اعتراف الدولة السودانية بهذا السرح بأجراءات دستورية وتشريعات قانونية وتعليمية وفتح مسرح واسع لتلاقي الثقافي واعطاء الجميع حق المتساوي في تعبير عن ثقافتهم ولا سيما ثقافات المقهورة وتضمينها في الاعلام الكتاب الوطني ومراجعة اشكالية الهوية في بعد الخارجي .
وهكذا كان جون قرنق دمبيور اشد وضوحآ وتاطيرآ لازمة الهوية وما يحتاجها هي مزيدآ من ايلأف الاخرين بحقيقة السودانوية للبلاد وان انزلاق وتمويه المفهوم وتشكيك بالمكوناته هي من يهتك وان التجديد في رؤي وفق ذكر مالك يبدد طرح السودانوي ويعيد نظرية افروعروبية من جديد ويجعلنا في مسرح تحالف الهاربين ولكن تظل الطرح السودانوية هي قدح النظري الأكثر صوابآ لعلاج جراحتنا الذاتية والعامة في سلك الهوية الوطنية
ويظل تمسك برؤية القرنقية في معدلات الهوية مهوقن شتلة يهزم العروبيين وتحالف الهاربين القدامي والجدد اينما زعموا التجديد او لبثوا ثياب الوعظين
ولنا عودة